الرابع من يوليو/تموز عام 2014، مباراة عصيبة تقام على الأراضي البرازيلية في الظهيرة لتحديد هوية أحد المتأهلين للمربع الذهبي للمونديال.
جيل جديد من الكرة الفرنسية يحلم بالوصول للمباراة النهائية ومحو آثار الفضيحة الفرنسية في مونديال 2010، ولكنه اصطدم بالألمان.
"التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق" هذا ما يحدث عادة في مثل هذه المواجهات المعقدة، كرة عالية من ركلة ثابتة تصل إلى رأس المدافع الألماني ماتس هوميلز، خطأ في الرقابة الفردية من فاران صاحب الـ 21 ربيعًا وقتها، النتيجة خروج فرنسا من المونديال بهدف دون رد من خطأ فاران.
بعد 4 أعوام ويومين فقط من الخروج أمام ألمانيا، تدور ذكريات 2014 في رأس فاران، ذكرى تسببه في هدف ألمانيا وخروج منتخب بلاده من ربع النهائي مازالت عالقة في ذهن المدافع الفرنسي، وبنفس الرأس التي لم تستطع منع هدف هوميلز من دخول الشباك في 2014، حولت كرة عرضية في شباك الحارس الأوروغواياني موسليرا، ليساهم فاران في حجز مقعد لمنتخب بلاده في نصف النهائي بعد غياب 12 عامًا.
ديديه ديشان المدير الفني لمنتخب فرنسا تحدث عن فاران بعد انتصار فريقه على أوروغواي وقال: "فاران لم يُذنب أمام ألمانيا في مونديال 2014، لم أعاتبه أبدًا على هدف
هوميلز، أنا سعيد من أجله حاليًا وبالإشادة التي يتلقاها الأن".
العاشر من يوليو/تموز 2018، تعود رأس فاران لتصدر مشهد البطولة مرة أخرى لمنع تسديدة من الساحر البلجيكي إيدين هازارد من أن تسكن شباك الحارس الفرنسي لوريس في الدقيقة الـ 19 من وقت المباراة، ليساهم بشكل كبير في وصول منتخب بلاده للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 2006.
ما بين مشهد 2014 ومشاهد 2018 أربعة أعوام، ما الذي حدث فيها لفاران ليتحول من مجرد مدافع شاب يقدم أداء جيد ولا يمتلك الخبرة، إلى مدافع صلب وجندي مجهول ساعد منتخب بلاده على الوصول للمباراة النهائية.
على المستوى الدولي تلقى فاران أكبر صدمة في مسيرته بعد استبعاده من القائمة المشاركة في يورو 2016 التي أقيمت في موطنه فرنسا بسبب إصابة بالفخذ، وحرمانه من خوض نهائي البطولة القارية الكبيرة مع زملائه الذين وصلوا إليها بعد 16 عامًا من الغياب.
على مستوى الأندية استطاع فاران أن يتوج مع ريال مدريد 3 مرات بدوري أبطال أوروبا ومرة بالليغا تحت قيادة مواطنه زين الدين زيدان، الذي كان سببًا في انضمام فاران لريال مدريد عام 2011.
اللاعب الذي خاض 8 مواسم مع النادي الملكي كان قد كشف من قبل أنه عندما اتصل عليه زيدان ليخبره باهتمام ريال مدريد بضمه، طلب منه التحدث له في وقت لاحق بسبب انشغاله بامتحان البكالوريا، فهل اعتبر فاران وقتها أن الامتحان أهم من الانضمام لريال مدريد؟
بالتأكيد لا، فلعبه وهو صغير بجوار مدافع مثل سيرخيو راموس وتدريبه مع أسماء مثل جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، ساعده على صقل موهبته.
زيدان قال عن فاران: "هو لاعب في منتهى الذكاء، يمتلك سرعة مذهلة، كما أنه ينمو ويتعلم بشكل رائع، عندما كان في الـ 19 من عمره، كان يقدم أداءً أفضل من أي لاعب في عمره، لقد كان يمتلك خبرة اللاعبين أصحاب الثلاثين عامًا".
استطاع فاران كسب تعاطف جمهور ريال مدريد بسبب إحرازه لهدفين في شباك برشلونة في أقل من شهر، كما أن عمله مع المدرب ديديه ديشان المعروف بصرامته، ساعده على تكوين شخصية قوية في الملعب وقيادة زملائه في الدفاع، وتعلم بناء الهجمة المرتدة.
وبالعودة إلى احصائيات فاران في البطولة، نجد أنه لعب المباريات الست مع منتخب بلاده حتى الآن 540 دقيقة، بالإضافة إلى إحرازه لهدف وفوزه بـ 4 كرات هوائية مشتركة.
لولا مكالمة زيدان واقتناع مورينيو باللاعب وإيمان ديشان بقدراته، لكان فاران مازال يعاني من ذكرى هدف هوميلز عام 2014.
مستوى فاران الذي يقدمه حاليًا هو امتداد لتطور مستواه منذ انضمامه لريال مدريد وهو في الـ 18 من عمره، حيث أن المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا لاعب غالطه سراي السابق تحدث عن صعوبة مواجهة فاران وقتها وقال: "عندما واجهت فاران، لم أصدق أنه كان في الـ 19 من عمره، إنه واحد من أفضل المدافعين الذين لعبت ضدهم في حياتي".
أمام فاران وزملائه فرصة الفوز بكأس العالم عندما يلتقي منتخب كرواتيا في المباراة النهائية لكأس العالم روسيا 2018 يوم الأحد المقبل على ملعب لوجينيكي، بالعاصمة الروسية موسكو.
هل سيساعد فاران زملائه على تكرار إنجاز 1998؟ والذي فاز فيها المنتخب الفرنسي بكأس العالم حينما كان فاران مازال طفلًا في الخامسة من عمره وقتها.
فاران... صمام أمان فرنسي من صناعة زيدان بنكهة دوري الأبطال
مدافع الديوك الصلب صار من أسباب بلوغ النهائي بعدما تسبب في خروج فريقه في البرازيل 2014
فاران... صمام أمان فرنسي من صناعة زيدان بنكهة دوري الأبطال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة