تأهب أمني في العراق... واستئناف الحركة بمطار النجف

في ظل الاحتجاجات التي تشهدها محافظات الجنوب

العبادي ترأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء الأمني (واع)
العبادي ترأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء الأمني (واع)
TT

تأهب أمني في العراق... واستئناف الحركة بمطار النجف

العبادي ترأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء الأمني (واع)
العبادي ترأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء الأمني (واع)

قالت مصادر بالمخابرات العسكرية ووزارة الدفاع العراقية لوكالة «رويترز» إن العراق وضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى اليوم (السبت)، إثر الاحتجاجات في محافظات بالجنوب.
وأصدر حيدر العبادي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، هذا الأمر الليلة الماضية في توجيه عسكري، بحسب «رويترز». 
وعقد المجلس الوزاري العراقي للأمن الوطني، صباح السبت، اجتماعا طارئا برئاسة العبادي لمناقشة الوضع الأمني في البلاد، حسبما أفادت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وناقش المجلس بحسب الوكالة «تداعيات ما حصل في بعض المناطق من تخريب من قبل عناصر مندسة في الوقت الذي يقف المجلس الوزاري للأمن الوطني مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين إذ تعمل الحكومة من خلال بذل اقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين إلا أن أجهزتنا الامنية والاستخبارية رصدت مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة وإن قواتنا ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون وإن الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته».
وأكد المجلس أن «حماية المواطنين وممتلكات الدولة من واجب قواتنا الأمنية البطلة التي قدمت الضحايا من أجل تحرير الأراضي وهزمت العصابات الإرهابية وهي لا زالت حاليا تلاحق خلايا الإرهاب في محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى والأنبار والحدود مع سوريا. ونهيب بالمواطنين التعاون معها من أجل كشف أي مندس والحفاظ على المنجزات المتحققة في مجال الأمن والاستقرار».
واستُؤنفت السبت الرحلات الجوية في مطار مدينة النجف الواقعة جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد، بعد انسحاب المتظاهرين منه، ورفع حظر التجوال عن المدينة.
وتعمد مئات المحتجين أمس (الجمعة) اقتحام مطار مدينة النجف؛ ما أدى إلى إيقاف الحركة الجوية.
وسارعت وزارة النقل العراقية إلى تحويل الطائرات من مطار النجف إلى بغداد وباشرت بنقل المسافرين براً.
وتشهد النجف، مظاهرات على غرار مدن البصرة والناصرية والعمارة؛ احتجاجاً على سوء الخدمات الحكومية، والفساد الإداري وتردي الوضع الاقتصادي؛ ما دفع السلطات المحلية إلى فرض حظر للتجوال.
وتتواصل الاحتجاجات في كبرى مدن الجنوب، البصرة، لليوم الخامس على التوالي، حيث خرج محتجون إلى شوارع المدينة ومنعوا الوصول إلى ميناء أم قصر البحري للبضائع، مطالبين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الحكومية.

ووسع المحتجون نطاق احتجاجاتهم، حيث اقتحموا مبنى المحافظة في النجف، ومنها اقتحموا مقرات الأحزاب كحزب الدعوة وتيار الحكمة.

وعبرت المرجعية الدينية في النجف، عن تأييدها مطالب المتظاهرين مع التشديد على سلمية المظاهرات وعدم المساس بالممتلكات العامة، فضلا عن حث القوات الأمنية الحفاظ على سلامة المحتجين وكذلك مقتدى الصدر.
وأعلنت دائرة صحة محافظة ميسان (جنوب) أمس، عن مقتل أحد المتظاهرين وإصابة 15 آخرين في المظاهرات التي شهدتها مدينة العمارة، مركز المحافظة.
وقال مدير إعلام دائرة صحة ميسان، محمد الكناني، إن حصيلة ضحايا المظاهرات التي شهدتها ميسان بلغت قتيلاً واحداً و15 جريحاً.



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.