نواز شريف يصل باكستان اليوم حيث يواجه عقوبة السجن

4 قتلى بانفجار استهدف موكب أحد السياسيين

رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف (أ.ف.ب)
TT

نواز شريف يصل باكستان اليوم حيث يواجه عقوبة السجن

رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف (أ.ف.ب)

يصل رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، الذي حكم عليه بالسجن 10 سنوات غيابياً الأسبوع الماضي بتهمة الفساد، اليوم (الجمعة) إلى باكستان، حيث يمكن أن يتم توقيفه، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية غير المؤكدة النتائج.
كانت إحدى المحاكم المعنية بالنظر في قضايا الكسب غير المشروع قد أصدرت يوم الجمعة الماضي حكماً بالسجن 10 سنوات على نواز شريف، وحكماً آخر على ابنته مريم بالسجن 7 سنوات، لدى وجودهما في لندن.
وأعلن شريف وابنته عودتهما مساء اليوم إلى معقلهما لاهور، وطلبا من أنصارهما المجيء لاستقبالهما في المطار.
وقال شريف، الذي لا يزال واسع النفوذ في بلاده، خلال اجتماع لحزبه الأربعاء في لندن: «سأذهب إلى باكستان، مع أنني أرى قضبان السجن أمامي».
ومن جهة أخرى، قتل 4 أشخاص، وجرح 39 آخرون، لدى انفجار دراجة نارية مفخخة عند مرور موكب أحد السياسيين في شمال غربي باكستان اليوم، بحسب ما أعلنته الشرطة.
وقالت الشرطة إن التفجير الذي وقع في بلدة بانو، شمال غربي باكستان، استهدف موكب مرشح ائتلاف «متحدة مجلس العمل»، أكرم خان دراني، الذي نجا من الهجوم.
وأضاف ضابط الشرطة كريم خان لوكالة الصحافة الفرنسية: «كانت القنبلة مزروعة في دراجة نارية». وأكدت سلطات محلية أخرى الهجوم.
و«متحدة مجلس العمل» ائتلاف يضم أحزاباً دينية مقرها شمال غربي باكستان.
ودراني مرشح بوجه عمران خان، لاعب الكريكت الذي تحول إلى السياسة، زعيم «حركة الإنصاف»، أحد الأحزاب الأكثر حظوظاً في انتخابات 25 يوليو (تموز).
وكتب خان في تغريدة: «أدين بشدة الهجوم الإرهابي على أكرم دراني وموكبه»، وأضاف: «يبدو أن هناك مؤامرة لتخريب انتخابات 25 يوليو، لكن الشعب الباكستاني لن يسمح لأي مخطط لاستهداف هذه الانتخابات التاريخية بأن ينجح».
ويأتي التفجير بعد أيام على انفجار تبنته حركة طالبان الباكستانية استهدف تجمعاً انتخابياً لحزب العوامي الوطني في مدينة بيشاور الثلاثاء. والجمعة، أكد مسؤولون أن الحصيلة قد ارتفعت إلى 22 قتيلاً.
ومن بين القتلى الزعيم المحلي لحزب العوامي الوطني، هارون بيلور، الذي شارك الآلاف في جنازته، الأربعاء.



تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

يتولى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الثلاثاء، قيادة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لكن التناوب على رأس أكبر حلف عسكري في العالم لا يعني أنه سيكون بالإمكان إحداث تغيير جذري في عمله.

وقال إيان ليسر، من معهد «جيرمان مارشال فاند» للدراسات في بروكسل: «في (حلف الأطلسي) يتقرر كل شيء؛ كل شيء على الإطلاق، من أتفه الأمور إلى أكثرها استراتيجية، بالإجماع... وبالطبع؛ فإن مدى الاحتمالات المتاحة للأمناء العامين لإحداث تغيير في العمق في عمل (حلف الأطلسي)، يبقى محدوداً جداً».

ويعمل الأمين العام «في الكواليس» من أجل بلورة القرارات التي يتعين لاحقاً أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ32.

وأوضح جامي شيا، المتحدث السابق باسم «الحلف» والباحث لدى معهد «تشاتام هاوس» البريطاني للدراسات، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الأمين العام «لديه سلطة تحديد الأجندة، وهو الذي يترأس (مجلس شمال الأطلسي)؛ الهيئة السياسية للقرار في (الحلف)». لكنه لا يمسك وحده بقرار الدخول في حرب، وليس بالتأكيد من يضغط على الزر النووي، فهاتان من صلاحيات الدول الأعضاء؛ على رأسها الولايات المتحدة.

وهذا لا يعني أن قائد «الحلف» لا يملك نفوذاً.

وأشار إيان ليسر في هذا الصدد إلى أن الأمين العام الأسبق، جورج روبرتسون، كان له دور مهم في تفعيل «المادة5» بعد اعتداءات «11 سبتمبر (أيلول) 2001» على الولايات المتحدة.

ستولتنبرغ مع روته بالمقر الرئيسي لـ«الناتو» في بروكسل يوم 17 أبريل 2024 (رويترز)

وتنص «المادة5» من ميثاق «الناتو» على أن أي هجوم على دولة عضو «سيعدّ هجوماً على كل الأعضاء»، تحت عنوان: «الدفاع الجماعي». وجرى تفعيلها مرة واحدة في كل تاريخ «الحلف» لمصلحة الولايات المتحدة ولو رمزياً.

كما أن شخصية الأمين العام الجديد سيكون لها دور، وهذا ما يثير ترقباً حيال مارك روته بعد 10 سنوات من قيادة رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ.

فهل يعمل على ترك بصماته منذ وصوله، أم ينتظر ولاية ثانية محتملة؟

وقال شيا إن الأمناء العامين «يميلون عند وصولهم إلى أن يكونوا مرشحي الاستمرارية، لكن إذا بقوا بعض الوقت، فهم بالطبع يزدادون ثقة».

قيادة المساعدات

ودفع ستولتنبرغ «الحلف» باتجاه تقديم دعم متصاعد لأوكرانيا، لا سيما بعد غزو روسيا أراضيها في فبراير (شباط) 2022. وطرح تقديم مساعدة سنوية لا تقل عن 40 مليار دولار لأوكرانيا، وحصل على التزام من الدول الحليفة في هذا الصدد. كما حصل على صلاحية أن يتولى «الحلف» القيادة الكاملة لعمليات تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

زعماء «الناتو» خلال انعقاد قمتهم في واشنطن يوم 9 يوليو 2024 (د.ب.أ)

يبقى أنه في زمن الحرب، تكون لوحدة الصف والاستمرارية الأفضلية على كل الحسابات الأخرى؛ مما لا يشجع على أي تغيير.

وقال دبلوماسي في «حلف الأطلسي»، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «في ظل وضع جيوسياسي بمثل هذه الصعوبة، من المهم للغاية الحفاظ على الاستمرارية وعلى التوجه ذاته في السياسة الخارجية والأمنية».

يبقى أن الجميع في أروقة مقر «الحلف» في بروكسل ينتظرون من روته أسلوباً جديداً في الإدارة يكون «جامعاً أكثر بقليل»، بعد عقد من قيادة «نرويجية» مارسها سلفه «عمودياً»، وفق ما لفت دبلوماسي آخر في «الحلف».

ومارك روته من معتادي أروقة «حلف الأطلسي» و«الاتحاد الأوروبي» بعدما قضى 14 عاماً على رأس الحكومة الهولندية.

وهذا ما يجعل الجميع يراهن عليه بصورة خاصة لتعزيز التنسيق بين «حلف الأطلسي» والتكتل الأوروبي، في وقت يؤدي فيه «الاتحاد» دوراً متصاعداً في المسائل الأمنية.

وهذا الملف معلق بسبب الخلافات بين تركيا؛ العضو في «الحلف» من غير أن تكون عضواً في «الاتحاد الأوروبي»، واليونان حول مسألة قبرص.

وفي حال عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن الدول الحليفة تعول على مهارات روته مفاوضاً من أجل الحفاظ على وحدة «الحلف».

ورفض ستولتنبرغ إسداء أي نصيحة إلى روته في العلن، مكتفياً بالقول إنه سيكون «ممتازاً». لكنه لخص بجملة ما يتوقعه الجميع من الأمين العام لـ«الحلف» بالقول: «ستكون مهمته الكبرى بالطبع إبقاء جميع الحلفاء الـ32 معاً».