العقوبات الأميركية ومقاطعة طهران للمفاوضات النووية في صدارة اهتمامات الإعلام الإيراني

العقوبات الأميركية ومقاطعة طهران للمفاوضات النووية في صدارة اهتمامات الإعلام الإيراني
TT

العقوبات الأميركية ومقاطعة طهران للمفاوضات النووية في صدارة اهتمامات الإعلام الإيراني

العقوبات الأميركية ومقاطعة طهران للمفاوضات النووية في صدارة اهتمامات الإعلام الإيراني

تناولت غالبية الصحف الإيرانية في عددها الصادر أمس العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة ضد طهران من خلال تقديم تفسيرات وتحاليل تنوعت حسب اتجاهات الصحف الإصلاحية والمتشددة.
وكان أحدث تصريح حول مقاطعة إيران للمفاوضات النووية والعقوبات الأميركية على إيران لرئيس مجلس تشخيص النظام في إيران آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني أمس، الذي عد أن «المتطرفين في إيران والولايات المتحدة لديهم هدف مشترك، وهو نسف الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى». وقال المسؤول الإيراني «لقد أزاح الاتفاق النووي في جنيف شبح الشر الذي خيم على البلاد، وأدى إلى استرجاع جزء من الأصول الإيرانية. أنا أقول لكم بصراحة بأن إيران لم تقدم أي تنازلات خلال المفاوضات، كما لم يقدم الجانب الآخر تنازلات كبيرة».
ويبدو أن الصحف المحسوبة على التيار الإصلاحي لم تمنح أهمية كبيرة لمقاطعة إيران المفاوضات النووية بينها بين مجموعة 5+1، إذ لم تتناول الموضوع في صفحاتها الرئيسة، مكتفية بالإشارة إليه كحدث جزئي، في الوقت الذي أبدت فيه الصحف المحسوبة على التيار المحافظ والمتشدد اهتماما كبيرا لإيقاف الوفد الإيراني المفاوضات النووية، واعتبرت أنه حدث هام للغاية. وخصصت صحيفة «كيهان» المحسوبة على المتشددين مقالها الافتتاحي للعقوبات الأميركية الجديدة على إيران بعنوان: «الولايات المتحدة تكشف مرة أخرى عن وجهها الحقيقي، فهل نعاود الوثوق بها؟»، وأضافت «لم تكن الولايات المتحدة واثقة في استمرار مفاوضات جنيف النووية التي قد تؤدي إلى الفشل في منتصف الطريق بسبب انسحاب إيران من المفاوضات أو نشوب اختلافات بين مجموعة 5+1 والولايات المتحدة. ما يعد فشلا ذريعا وخطيرا للولايات المتحدة التي لم تملك فعليا خيارا آخر غير مواصلة المفاوضات مع طهران».
وعنونت جريدة جوان المحسوبة على التيار المحافظ في إيران في صفحتها الرئيسة «اتفاق جنيف يتلقى صدمة». وأشارت الجريدة إلى تداعيات «فشل اتفاق جنيف»، وقالت «ستتبلور تداعيات هذا الفشل على الصعيدين الاقتصادي والسياسي للبلاد. وفيما تتجه الولايات المتحدة مرة أخرى نحو فرض عقوبات أكثر على البلاد، تواجه الحكومة التي وجهت تركيزها على المفاوضات والاتفاق النووي، مشكلات منهجية في تحسين الوضع الاقتصادي في هذه المرحلة». وعدت الصحيفة أنه «على الحكومة الاعتماد على الداخل لحلحلة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد». وتابع المقال «وأما على الصعيد السياسي فعلى الحكومة الوصول إلى حقيقة مفادها عدم الوثوق بالغرب».
ومن جهته كتب الأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام مقالا افتتاحيا بعنوان «فجوة نووية في جنيف» نشرته صحيفة «شرق» الإصلاحية. ويرى زيبا كلام أنه «إذا لم تستطع عطلة أعياد الميلاد إنقاذ اتفاق جنيف النووي، وإذا استمر المتشددون في الولايات المتحدة في دفع عجلة العقوبات ضد إيران، فاتفاق جنيف النووي سيطويه النسيان».
وعد زيبا كلام أن «الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى مهد فرصة تاريخية لإيران والغرب بعد مرور 35 عاما، وذلك للمضي في طريق إزالة التوتر والانسجام لأول مرة». وتابع الكاتب «سيقضي إلغاء الاتفاق النووي على فترة الربيع قصيرة الأمد التي مرت بها إيران والغرب».
وأما صحيفة «اعتماد» المحسوبة على الإصلاحيين، فقد اكتفت بتقديم تقرير إخباري نشرت فيه الوقائع التي حصلت في جنيف، وخلت الصفحة الرئيسة لهذه الجريدة من نشر أي خبر أو مقال تحليلي حول الموضوع. ولم تخف الجريدة بهجتها بالاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى في اليوم الذي أبرم فيه الجانبان الاتفاق، وخصصت مقالها الرئيس لهذا الحدث بعنوان «لقد أشرقت شمس الوفاق على طهران».
وخصصت صحيفة «إيران» الحكومية عنوانا رئيسا معتدلا إلى مقاطعة الوفد الإيراني المفاوضات النووية في جنيف. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين كل ما وقع في جلسة المفاوضات الأخيرة وما تبعه. وأشارت في مقال تحليلي إلى العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، والردود الأميركية والروسية والإيرانية الرسمية. وجاء في المقال أن المواقف المتشددة في داخل الولايات المتحدة هي السبب وراء العقوبات الجديدة ضد إيران. وبينما اكتفت الصحف الإيرانية الأخرى بتقديم تقارير عن العقوبات الأميركية جديدة، لم تمنح العقوبات المفروضة على البلاد أهمية كبيرة.



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.