حقوق المرأة تطفو على سطح سينما العرب

ما زالت تريد حلاً بعد كل تلك السنين

لقطة من «أخضر يابس» وحكاية شقيقتين
لقطة من «أخضر يابس» وحكاية شقيقتين
TT

حقوق المرأة تطفو على سطح سينما العرب

لقطة من «أخضر يابس» وحكاية شقيقتين
لقطة من «أخضر يابس» وحكاية شقيقتين

ضمن إطلاق المسميات اللافتة، مثل «سينما القضايا الكبيرة»، ومثل «سينما الواقع»، و«السينما التي تشبهنا» (تعبير لا يعني شيئاً)، يتم تداول مسمّى آخر بنشاط ملحوظ تحت عنوان «سينما المرأة».
وهي تسمية لها وجود فعلي وآخر مزيّف. هذا الثاني يعتمد على نظرية أن سينما المرأة هي تلك التي تحققها، كإخراج وككتابة في الأساس، إناث. هي سينما «جندر» أي تعتمد على جنس المخرج (ذكر أو أنثى) بصرف النظر عن الناتج عنها. ضمن هذا المفهوم، فإن أفلام كاثرين بيغيلو، من «بلو ستيل» و«بوينت بريك» و«أيام غريبة» في التسعينات إلى «خزانة الألم» و«زيرو دارك ثيرتي» و«ديترويت»، هي أفلام نسائية علماً بأن ما تطرحه هذه المخرجة الأميركية (وهناك سواها) ليس نسائياً على الإطلاق.
على كثرة الأفلام التي تحققها مخرجات نشيطات حول العالم وبصورة لافتة، فإن المفهوم الصحيح لماهية «سينما المرأة» هو ذلك المتعلق بالطروحات التي توفرها الأفلام بصرف النظر عن جنس مخرجيها. ألم يطرح سعيد مرزوق قضايا نسائية ملحة في «الخوف» ثم في «أريد حلاً» ذلك الفيلم الذي صرخت فيه فاتن حمامة مطالبة بحقوقها الطبيعية؟ ماذا عن بركات، أو هل خلت أفلام مارون بغدادي ورضا الباهي ومحمد خان من قضايا نسائية أساسية وعلى نحو لا خلاف عليه؟
من هذه الزاوية وحدها، على الأقل، تحفل السينما العربية حالياً بالعديد من الأفلام التي تطرح مسائل نسوية مختلفة لا ترفع يافطات تنادي بحقوق المرأة، بل تفعل ما هو أجدى: تبحث في هذه الحقوق على نحو جاد وعبر طرح مسائل اجتماعية ملحّة تنضوي على وضع المرأة في مجتمعاتنا وثقافاتنا المعمول بها.

- ما بعد الجاذبية
الحال أن نسبة لا تقل عن 40 في المائة من الأفلام العربية المنتجة خلال السنوات الخمس الأخيرة تدور حول نساء وقضايا نسائية. نصف هذه الأفلام تقريباً من الأفلام كتبتها وأخرجتها سينمائيات. النصف الثاني، أو ما جاوره، من إخراج رجال يطرحون القضايا ذاتها بلمسات قد تختلف قليلاً في درجة حساسيتها حيال الشخصيات والموضوعات المطروحة، لكنها تلتقي والأفلام التي تُقْدم على تحقيقها نساء في أنها موغلة الاهتمام بأوضاع المرأة المختلفة في زمن اليوم.
الكثير من هذه الأفلام تتحدث عن حقوق المرأة ليس من باب الصراخ في وجه المشاهد لحثه على منح المرأة حقوقها، بل عن طريق عرض الحالات التي تبدد الوهم في أن المرأة العربية لديها اليوم حرية القرار في أوجه كثيرة من الحياة الاجتماعية. هي، بالتالي، ليست أفلاماً تطالب مباشرة بل تعرض درامياً أو عبر أفلام غير درامية (تسجيلية أو وثائقية) حالات محددة وواضحة مثيرة حولها ما يكفي للخروج منها بوعي كافٍ ليحثّ المشاهد على تبني ما تم طرحه في هذه الأفلام.
«زهرة الصبار» للمصرية هالة القوصي أحد آخر الأفلام الروائية المصرية في هذا الصدد. ينطلق من تقديم بطلته عايدة (سامية سامي) وهي تمثل إعلاناً إذاعياً. تعود منه إلى البيت الذي تعيش فيه وحيدة ويدلف بنا الفيلم منذ تلك اللحظة إلى المشكلات التي تعايشها أو تحيط بها. جارتها العجوز (منحة البطراوي) لم تدفع إيجار سكنها منذ عدة أشهر. كلتاهما تصبحان خارج الشقة ما ينتج عنه إيواؤهما في منزل شاب، ما حرّك ظنون جيرانه. بين محاولة عايدة التقدم في مجال التمثيل، ومحاولتها الإبقاء على عملها غير الثابت تفتح المخرجة الجديدة دفاتر بطلتها السابقة وتعيد الصلة بين متاعبها ومتاعب والدتها من قبلها بالإضافة إلى متاعب تلك الجارة التي تدخل في طيات السائد من المعايير.
شبيه بهذا الوضع الذي تجد فيها بطلة الفيلم نفسها أمام أسئلة الحاضر المبهم، فيلم محمد حماد «أخضر يابس» الذي يدور حول تلك المرأة التي تكتشف أنها فقدت شبابها ومستقبلها الشخصي بينما كانت تثابر على العمل لإعالة نفسها وشقيقتها الشابة المشغولة عنها.
تستقلّ بطلة الفيلم (هبة علي) الحافلة الكهربائية وتجتاز الجسر فوق الشارع المزدحم وتمشي بعد الدوام في الأزقة والطرق. حمّاد يصوّرها وهي تفعل ذلك على الدوام. وفي كل مرّة، هناك تسجيل لنبض حياة بطلته، ما يجعل الشعور بالتكرار معدوماً. تلك الرتابة هي في الحياة ذاتها، وبطلته ليس لديها ما يدعو للابتسام خصوصاً بعدما وصلت إلى سن ما بعد الجاذبية والأنثوية. هذا ما يتركها في النهاية كتلك السلحفاة التي يقطع المخرج عليها بضع مرات وهي ملقاة على ظهرها لا تَقوَى على استخدام أطرافها. إيمان لن تصلح للإنجاب ولن يرضى بها أحد يريد تكوين أسرة. ويتركنا الفيلم مع هذه النقلة إلى المزيد من حياة متوقعة بلا أمل يطفو أو ضباب يزول.

- ضد الوضع القائم
أحد أبرز الأفلام العربية التي طرحت معضلة البحث عن الحاضر المفلت من بين الأصابع وبالتالي إيجاد الحلول الملائمة لمجمل ما قد تمر به المرأة العربية من حالات وأوضاع، ورد من تونس التي لم تفتأ منذ سنوات بعيدة تقدم أفلاماً نسائية لافتة وناجحة التقديم وبعضها مدروس ومنفَّذ بعناية فائقة.
الفيلم المعني هنا هو «على كف عفريت» الذي شاع بين المهرجانات العربية والعالمية وخرج بحفنة لا بأس بها من الجوائز. في جوهره هو فيلم عن حاجة المرأة إلى مساندة المجتمع لها خلال محنة مهمّة وخروجها من التجربة وقد اكتشفت أن المجتمع ليس في وضع المستجيب. بطلته مريم (مريم الفرجاني) تعرضت للاغتصاب في سيارة شرطة. في الليلة ذاتها آلت على نفسها أن تبحث عن الفاعلَين اللذين قاما بهذه الجريمة وترفع ضدهما دعوى. معها في البحث شاب لا تعرفه جيداً ينبري لمساعدتها لكنه يواجه تعنت السُّلطة واستعدادها لتلفيق تهم تودي به إلى السجن إذا لم يكفّ عن مساعدة الفتاة. إذ ينفصل عنها تبقى وحيدة في معركتها في مركز الشرطة حيث يعمل الرجلان اللذان قاما باغتصابها. يتم الضغط عليها وتهديدها لكنها لن تستجيب، ليس لأنها انتمت إلى سياسة تبنَّتها، بل لشعور منها بأن لديها حقاً يريد البعض طمسه، وإذا لم تنبرِ لنيله فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه. تناولت المخرجة كوثر بن هنية الموضوع من حادثة حقيقية أثارت الرأي العام التونسي قبل سنوات قليلة. الموضوع، في صميمه، يلتقي بأحداث ما بعد سنة 2011 في تونس. ولو بحثنا سنجد أكثر من فيلم يتناول أوضاعاً نسائية قبل أو خلال أو بعد تلك الأحداث المعروفة. بينها «غدوة خير» للطفي عاشور.
يتناول هذا الفيلم حكاية امرأتين (الرائعتان أنيسة داود ودرية عاشور) اشتركتا في المظاهرات المعادية للنظام السابق ووجدتا نفسيهما في خطر القبض عليهما. يساعدهما صبي على الهرب. بعد ذلك الفصل ها هما تبحثان عنه وتكتشفان أنه كان قد تعرض للضرب والاعتداء الجنسي قبل قتله. في الوقت الذي يعرض الفيلم حكاية لا تنحصر في موضوع نسائي بحت، فإن المرأة (ممثلةً في بطلتيه) تقود هنا الطرح الاجتماعي وتعكس الخطر الماثل عليها قبل وبعد تلك الثورة.
في هذا الجزء من العالم لا وطن واحداً لمحنة المرأة القابعة تحت سلطة ذكورية واجتماعية والمحاصَرة بالوصايا الجاهزة. لذا ما ينبري له فيلم آتٍ من تونس أو الجزائر يمكن له أن يكون نموذجاً لفيلم يرد من مصر أو العراق أو الأردن أو سواها.

- عروض جديدة
Skyscrapper ★★
• لا يكاد يغيب فيلم من بطولة دواين جونسون حتى يأتي آخر من دون ارتقاء نوعي: ناطحة سحاب تشتعل وفيها عائلته وهو وحده القادر على إنقاذها والآخرين من الخطر، ناهيك بإنقاذ نفسه.‬
Damascus Cover ★★
• بعد «بيروت» جاء وقت «دمشق»: حكاية أخرى حول أبطال يخاطرون بأنفسهم خلال الحرب لإنقاذ زميل مخطوف. هذه المرّة بطل الفيلم من الموساد ويتم كشفه لكنه يفلت هارباً.
Sanju ★
• عن حياة الممثل البوليوودي سانجاي دَت المليئة بالمتاعب (شرب ومخدرات ومساوئ أخرى) ينجزها فيلماً من ثلاث ساعات هالكة ولا يمكن الوثوق كثيراً بها للمخرج راجيكومار هيراني.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.