تكثيف الاحترازات الأمنية على الطيران المتجه لأميركا وسط تهديدات «إرهابية»

تكثيف الاحترازات الأمنية على الطيران المتجه لأميركا وسط تهديدات «إرهابية»
TT

تكثيف الاحترازات الأمنية على الطيران المتجه لأميركا وسط تهديدات «إرهابية»

تكثيف الاحترازات الأمنية على الطيران المتجه لأميركا وسط تهديدات «إرهابية»

أعلنت الوكالة الأميركية للنقل الجوي يوم أمس (الأحد) أن المعدات الإلكترونية غير المشحونة بالكهرباء التي يتعذر بالتالي تشغيلها، لن يسمح بها على الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وأفادت الوكالة في بيان أن المسؤولين الأمنيين «يدققون في جميع المعدات الإلكترونية. في أثناء التفتيش يمكنهم أن يطلبوا من أصحابها تشغيلها، ومن بينها الهواتف الجوالة».
وأضاف البيان أن «الآلات غير المشحونة لن تقبل على متن الطائرة» كما «قد يخضع المسافر لتفتيش إضافي».
وذكرت الوكالة بأن وزير الأمن الداخلي الأميركي جاي جونسون أعلن الأربعاء الماضي عن تشديد الأمن في عدد من المطارات.
وفيما لم تكشف تفاصيل هذه الإجراءات، يوفر البيان الذي نشرته الوكالة أمس الأحد بعض التوضيحات.
وأفاد مصدر مقرب من الملف لقناة «إن بي سي» أن السلطات تخشى استخدام الكومبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الجوالة وغيرها من المعدات الإلكترونية كعبوات.
وأكد وزير الأمن الداخلي أن الإجراءات الجديدة ستطبق «في الأيام المقبلة» من دون تحديد المطارات المعنية.
وصرح مسؤول في الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية أن المطارات هذه تقع في الشرق الأوسط وأوروبا.
كما طلبت دائرة الأمن الداخلي الأميركية التي تشمل الوكالة الأميركية للنقل الجوي من سلطات المطارات والسلطات الجوية العاملة في أوروبا وغيرها مواصلة التدقيق في أحذية الركاب المتجهين إلى الولايات المتحدة وزيادة عدد التفتيشات المحددة لأمتعة الركاب باستخدام آلات الكشف، بحسب قناة «إيه بي سي» الإخبارية.
والتهديد الذي لم يحدد، يحيط حاليا بالمطارات التي تنقل الركاب إلى الولايات المتحدة وهو «مختلف وأكثر إثارة للقلق مما استهدف شركات النقل الجوي في السابق» بحسب وزارة الأمن الداخلي الأميركية.
وأكد جونسون: «سنحاول قدر المستطاع الحد من الإزعاج الذي قد تلحقه هذه الإجراءات الضرورية بالمسافرين».
ويأتي تشديد هذه الإجراءات وسط تفاقم انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط وإحالة المشتبه به الأول في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أحمد أبو ختالة إلى القضاء الأميركي.
كما تشهد المصالح الأميركية تهديدات جديدة من المتطرفين وسط الفوضى السائدة في العراق.
وفي الأشهر الأخيرة اعتبر خبراء أميركيون في مكافحة الإرهاب أنه من المحتمل اعتماد المتطرفين استراتيجيات جديدة لتجاوز إجراءات التفتيش في المطارات، محذرين من متفجرات لا يمكن رصدها.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.