ديلي آلي يتحرر أخيرا ليترك بصمته على المستوى العالمي

ديلي آلي (رويترز)
ديلي آلي (رويترز)
TT

ديلي آلي يتحرر أخيرا ليترك بصمته على المستوى العالمي

ديلي آلي (رويترز)
ديلي آلي (رويترز)

حانت لحظة ديلي آلي مع اقتراب مرور ساعة من اللعب وأجبرت إنجلترا منافستها السويد على التراجع للدفاع وتحلت بالصبر لتقييم الوقت المناسب لإرسال تمريرة عرضية حاسمة ومع تبادل اللاعبين المراكز شعر المنافس باقتراب الكارثة.

وأرسل جيسي لينجارد تمريرة عرضية خلف إميل كرافت إلى آلي الذي وضعها بضربة رأس داخل الشباك.

وألقى لاعب الوسط نظرة تجاه الحكم المساعد للتأكد من عدم احتساب تسلل قبل أن يخرج بعض الخطوات الراقصة والمصافحات مع زملائه التي كان يحتفظ بها في خزائنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016.

ولم يحرز آلي أي هدف مع إنجلترا منذ المباراة الأولى لجاريث ساوثجيت في الفوز على مالطة عندما كان ما زال في منصب المدرب المؤقت والآن بعد 13 مباراة بدون تسجيل والألم من إثارة الشكوك في إمكاناته جاء الهدف كمكافأة ستبقى في الأذهان.

وألقى بقميصه إلى أحد جماهير إنجلترا خلف المرمى والتي كانت تحتفل بعد انتهاء المباراة قبل أن يتسكع قليلا على أرض الملعب وينهي العمل باحترافية.

وقال "شخصيا لم أفكر في أنها واحدة من أفضل مبارياتي. من المهم أن نؤمن بخطتنا والاستحواذ على الكرة، لكن بالتحلي بالصبر والتأكد من تمرير الكرة سريعا. بالنسبة للجماهير ولبلادنا فنحن في الدور قبل النهائي.. هذا شعور مذهل".

وبدا ذلك ملائما تماما أن يزين الهدف النادر للاعب الوسط هذه المناسبة وتوقف كل ذلك على الأداء الجماعي للفريق وهو الأسلوب الذي ظهرت الرغبة في زرعه داخل المجموعة والذي تحدث عنه هاري كين بحماس عشية المباراة.

وكان الفوز الذي لم يأت بالاعتماد على كفاءة القائد أمام المرمى وجاء اعتمادا على سيطرة جوردان هندرسون على وسط الملعب والطاقة التي لا تنتهي للجناحين وتفوق هاري ماغواير في ألعاب الهواء والأداء المذهل للحارس جوردان بيكفورد.

وفي النهاية بدا أن النجاح جاء بسهولة لكن الحارس أنقذ ثلاث فرص خطيرة في الشوط الثاني مما قتل الطموح المتبقي في صفوف السويد وكانت المكافأة خروجه بشباكه نظيفة للمرة الأولى في البطولة.

والعامل المهم في كل ذلك كانت حيوية الثلاثي الهجومي المبدع الذي يلعب خلف المهاجم كين وكان الفاصل بين انجلترا وفريق المدرب يان اندرسون الذي لا يكل ولا يمل.

وفتح آلي ولينجارد ورحيم سترلينج دفاع السويد عندما كان يتكتل في مواجهة تمريرات انجلترا من وسط الملعب وكانوا في أفضل حال في التمرير من اللمسة الأولى قبل أن يبدأ المنافس في تعديل أوضاعه ونجح الثلاثي الذي يتميز بالسرعة في الركض في المساحات الخالية خلف جدار القمصان الصفراء.

وكان أداء لينجارد تحت قيادة ساوثجيت كاشفا ويبرر بدون أي شكوك الثقة فيه لكن سترلينج ما زال يشعر بالتردد أمام المرمى لكنه أثار الذعر باستاد سامارا حيث كانت السويد حذرة من إمكانية تسلله خلف خط الدفاع والتسبب في مشاكل وكان يجب أن يضاعف من تقدم انجلترا عندما تلقى تمريرة من هندرسون في مساحة خالية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول وكان يمكن لآلي، الذي تجاهل سترلينج إشارته بيده بوجوده في مكان مناسب على الجانب الأيسر، أن يضع الكرة بسهولة داخل المرمى.

وكان لاعب توتنام هوتسبير بحاجة لشرارة وشيء يترك به بصمته وقبل هذه المباراة لم يعثر آلي على إيقاعه في البطولة رغم أن اللوم لا يقع عليه باستثناء رغبته المفهومة بالبقاء على أرض الملعب في المباراة الأولى فولجوجراد لفترة أطول مما تسبب في تفاقم إصابة في الفخذ.

وكلفته هذه الإصابة عدم المشاركة في المباراتين التاليتين في المجموعة بينما تسببت مهام معينة في دور الستة عشر ضد كولومبيا، التي أجبرته على التراجع بسبب شراستها، في عدم حصوله على المساحات التي يتألق فيها مع توتنام.

وهنا احتاج ساوثجيت إلى إقناع أكبر من اللاعب البالغ عمره 22 عاما حيث قدم آلي أداء متواضعا في الشوط الأول ومعدل تمريراته الناجحة لم يكن جيدا لكنه تألق بعدما تقدم أكثر في الهجوم في الشوط الثاني.

وللمرة الأولى منذ أول ربع ساعة أمام تونس استفادت انجلترا من تأثير آلي وفجأة ظهرت مساحات يمكن أن يرى فيها المرمى والفرصة لتبادل اللعب مع زملائه.

ولو فكر المدرب من قبل في الدفاع بإيريك داير ودفع هندرسون إلى مركز لاعب الوسط المدافع فما قدمه آلي دليلا على استعادة الثقة.

وقال ساوثجيت "فكرنا أن التمريرات عند القائم البعيد والانطلاقات من خط الوسط ربما تسبب المشاكل للمنافس. ديلي قام بعمل رائع على المستوى الدفاعي من أجل الفريق لكنه في أفضل حالاته عندما يقوم بهذه الانطلاقات في إلى الداخل كما يفعل مع ناديه. لكن هنا بدلا من كريستيان اريكسن يمده جيسي لينجارد بالكرات".

وستتعزز ثقته بهذا الأداء أو على الأقل هذا ما يمكن الشعور به في الوقت الحالي.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.