ضغوط إيرانية على العبادي لإخراج المستشارين الأميركيين

حديث عن تقاربه مع المالكي لتشكيل «الكتلة الأكبر»

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي مترئساً اجتماعاً في مبنى محافظة ديالى ببعقوبة أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي مترئساً اجتماعاً في مبنى محافظة ديالى ببعقوبة أمس
TT

ضغوط إيرانية على العبادي لإخراج المستشارين الأميركيين

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي مترئساً اجتماعاً في مبنى محافظة ديالى ببعقوبة أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الوزراء حيدر العبادي مترئساً اجتماعاً في مبنى محافظة ديالى ببعقوبة أمس

كشف مصدر عراقي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم نشر اسمه، أن ضغوطاً إيرانية تمارس على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإخراج الخبراء والمستشارين الأميركيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 5 آلاف خبير ومستشار.
وأضاف المصدر أن «العبادي يواجه ضغوطاً إيرانية لعدم تجديد الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية عام 2008 في عهد ولاية رئيس الوزراء السابق الأولى، كما أنه يواجه أيضاً ضغوطا لإخراج المستشارين والخبراء الأميركيين». ويرى المصدر العراقي أن «إيران زجت بهذا الطلب في وقت حرج الآن لجهة كون العبادي لا يريد أن يتقاطع مع إيران التي يحتاج إلى رضاها في صراعه مع خصومه وشركائه معاً لنيل رئاسة الحكومة المقبلة، كما أنه لا يستطيع المجازفة وإخراج الخبراء والمستشارين الأميركيين أو عدم التجديد للاتفاقية الأمنية لسببين متلازمين؛ وهما أولاً حاجة العبادي إلى عدم التقاطع مع الأميركيين كون كفتهم هي الراجحة في ميل هذا المرشح دون ذاك لرئاسة الحكومة، وثانياً لسبب موضوعي وهو أن العراق ليس جاهزاً تقنياً بعد على مستوى مواجهة (داعش) دون الجهد الأميركي الساند على كل المستويات».
إلى ذلك، برزت في غضون الأسبوع الأخير ملامح حراك سياسي من نوع آخر يصب في صالح تقارب وشيك بين قطبي حزب الدعوة، نوري المالكي وحيدر العبادي، من جهة، وآخر شبه معلن بين «الفتح» و«دولة القانون»، خاصة بعد زيارة الوفد المشترك بين الائتلافين أربيل أول من أمس واجتماعه مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، لتشكيل «الكتلة الأكبر».



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.