المهاجرون... سر تفوق منتخبات أوروبا في كأس العالم

نسبة اللاعبين من أصول أجنبية تصل إلى 78% في منتخب فرنسا و47% في منتخبي بلجيكا وإنجلترا

المنتخب الفرنسي الذي خاض مباراة أوروغواي في دور الثمانية من المونديال (أ.ف.ب)
المنتخب الفرنسي الذي خاض مباراة أوروغواي في دور الثمانية من المونديال (أ.ف.ب)
TT

المهاجرون... سر تفوق منتخبات أوروبا في كأس العالم

المنتخب الفرنسي الذي خاض مباراة أوروغواي في دور الثمانية من المونديال (أ.ف.ب)
المنتخب الفرنسي الذي خاض مباراة أوروغواي في دور الثمانية من المونديال (أ.ف.ب)

"عندما تسير الأمور بشكل جيد يقولون روميلو لوكاكو المهاجم البلجيكي، عندما لا تسير الأمور بشكل جيد معي يقولون روميلو لوكاكو المهاجم البلجيكي من أصل كونغولي".. هكذا تحدث مهاجم مانشستر يونايتد روميلو لوكاكو عن نظرة المجتمع البلجيكي له كمهاجر يلعب في صفوف المنتخب الوطني.
وتبلغ نسبة المهاجرين في منتخب بلجيكا 47.8%، وهي نفس نسبة المهاجرين في صفوف المنتخب الإنجليزي حاليًا وذلك وفقًا لإحصائيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OECD”.
منتخبات إنجلترا وبلجيكا تحتل المركز الثالث من حيث نسبة المهاجرين بين صفوفهم بعد المنتخب الفرنسي صاحب النسبة الأكبر، يليه المنتخب السويسري.
نسبة المهاجرين في منتخب الديوك حاليًا تبلغ 78.3%، وهي نسبة تعكس مدى تأثير المهاجرين على الكرة الفرنسية ومساعدتهم على تحقيق المجد.
ويُعتبر الاعتماد على المهاجرين لتمثيل منتخب فرنسا ليس بجديد، حيث أن التتويج الوحيد لمنتخب فرنسا بكأس العالم عام 1998 جاء بفضل منتخب ضم وقتها عدد كبير من اللاعبين أصحاب أصول غير فرنسية، أبرزهم زين الدين زيدان صاحب الأصول الجزائرية.
وتُمثل نسبة المهاجرين في فرنسا 6.8% من إجمالي عدد السكان، ورغم استياء البعض من التعرض لحوادث عنصرية، إلا أن تأثيرهم بدا واضحًا خاصة في عالم كرة القدم.
منتخب سويسرا هو صاحب ثاني أعلى نسبة من المهاجرين بين صفوفه في كأس العالم الحالي، وهي 65.2%، وتأتي هذه النسبة انعكاسًا لنسبة المهاجرين المرتفعة من إجمالي عدد سكان سويسرا والتي تبلغ 24%.
وأثار احتفال لاعبي المنتخب السويسري غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري أمام صربيا الجدل بسبب كونهما من أصول ألبانية نادت باستقلال كوسوفو في أواخر التسعينيات، حيث احتفل اللاعبان بشعار النسر المزدوج رمز علم ألبانيا.
ألمانيا التي تستوعب عددا كبيرا من المهاجرين حاليًا تبلغ نسبتهم 11.3% من إجمالي السكان تعتمد عليهم بنسبة كبيرة في عالم كرة القدم، حيث بلغت نسبة عدد المهاجرين في صفوف منتخب ألمانيا في كأس العالم 39.1% من إجمالي عدد اللاعبين الـ 23، أبرز هؤلاء هم مسعود أوزيل صاحب الأصول التركية وسامي خضيرة التونسي الأصل والذين توجا بكأس العالم مع ألمانيا في البرازيل عام 2014.
بقية المنتخبات التي تضم نسبة كبيرة من المهاجرين بين صفوفها هي:
البرتغال 30.4%
إسبانيا 17.4%
السويد 17.4%
الدنمارك 13%
اللافت للنظر أيضًا أن حتى منتخب أيسلندا اعتمد على نسبة من المهاجرين بين صفوفه، رغم أن تعداد سكان الدولة بأكملها يبلغ 330 ألف نسمة، إلا أن نسبة المهاجرين في صفوف المنتخب الأيسلندي بلغت 4.3%.
أيسلندا هي الدولة الأصغر في تاريخ كأس العالم من حيث عدد السكان وتبلغ نسبة المهاجرين بين سكانها 8%.
وبلغت نسبة المهاجرين الذين مثلوا منتخبات بلادهم في كأس العالم "روسيا 2018" 1 من كل 10 لاعبين، وذلك وفقًا لما ذكرته الفيفا نقلًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
أما بالنسبة لعدد اللاعبين المحترفين في أندية خارج دولتهم في كأس العالم الحالي فأن النسبة بلغت 65% من إجمالي عدد اللاعبين المشاركين في كأس العالم، وذلك وفقًا لما ذكره المنتدى الاقتصادي العالمي في تعليق نشره مؤخرا على بطولة كأس العالم.
منتخبات مثل كرواتيا وأيسلندا والسويد شهدت تواجد نسبة محترفين في أندية خارج بلادهم قاربت 100% من إجمالي عدد اللاعبين الذين مثلوا بلادهم في هذا المونديال، كذلك الأمر بالنسبة لمنتخبات بلجيكا والسنغال وصربيا ونيجيريا حيث بلغت النسبة 90%.
كل هذه الاحصائيات تشير إلى أن نسبة المهاجرين في أوروبا ساعدت بنهوض اللعبة وجعلها أجمل.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.