صحف تتمسك بفرض رسوم على مواقعها رغم مقاومة القراء

الشروط والنماذج اختلفت لكن الغاية إنقاذها من الإفلاس والاندثار

يرى البعض أن طلب الاشتراك هو أمر مبرر في حالات خاصة تكون فيها المطبوعة مؤثرة في مجالها
يرى البعض أن طلب الاشتراك هو أمر مبرر في حالات خاصة تكون فيها المطبوعة مؤثرة في مجالها
TT

صحف تتمسك بفرض رسوم على مواقعها رغم مقاومة القراء

يرى البعض أن طلب الاشتراك هو أمر مبرر في حالات خاصة تكون فيها المطبوعة مؤثرة في مجالها
يرى البعض أن طلب الاشتراك هو أمر مبرر في حالات خاصة تكون فيها المطبوعة مؤثرة في مجالها

أقبلت الكثير من المطبوعات الورقية الغربية في السنوات الأخيرة على أسلوب جديد لتدبير دخل بديل تعوض به تراجع عوائدها من مبيعات النسخ الورقية ومن الدخل الإعلاني، وهو فرض رسوم اشتراك على قراء مواقعها الإلكترونية. هذا التطور الذي تطبقه الكثير من المطبوعات الشهيرة، وتتنوع في تناولها لكيفية حصر النشر على المشتركين وحدهم، لا يحظى بقبول واسع بين خبراء الإعلام وبين القراء على حد سواء.
على الصعيد العربي، تعتبر «الشرق الأوسط» هي أول صحيفة عربية تنشر محتواها الورقي على الإنترنت، وذلك منذ عام 1995، وهي ما زالت تنشر المحتوى الكامل على موقعها المتاح للقراء كاملاً، ولا يحتاج إلى كلمة سر للدخول ولا إلى اشتراك سنوي.
يتيح الموقع للصحيفة قاعدة هائلة من القراء من جميع أنحاء العالم، كما يفتح باب التفاعل بين الكتاب وقرائهم.
ولا توجد أمثلة بارزة لطلب اشتراكات لتصفح الإعلام العربي على الإنترنت؛ ولهذا أسباب عدة، منها تواضع استخدام الإنترنت عربياً مقارنة بنسبة انتشارها في الغرب وضعف البنية التحتية لشبكات الاتصال ووجود البدائل الكثيرة المجانية لمتصفح الإنترنت باللغة العربية.
من ناحية أخرى، ما زالت الصحافة الإلكترونية العربية تعاني من بعض العقبات منها ضعف العائد المالي، حيث لا يشعر المعلنون بالثقة بعد في هذا النوع من الإعلام، إلى جانب غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية وندرة الكفاءات في عالم النشر الإلكتروني، بالإضافة إلى غياب الأنظمة والقوانين التي تنظم عمل الإعلام الإلكتروني.

الإطلاع مقابل الاشتراك
في الغرب، هناك أساليب عدة متبعة في تدبير وسائل الإعلام للعائد المالي من التواجد على الإنترنت، منها ما بدأته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية فيما يسمى «Hard Paywall» بحظر النشر تماماً إلا للمشتركين فقط في الموقع الإلكتروني للصحيفة. واعتمدت الصحيفة على تراثها وتخصصها وقاعدة قرائها الضخمة لفرض مثل هذا الحظر، ونجحت في الاحتفاظ بأكثر من مليون قارئ مشترك في موقعها الإلكتروني.
وفي عام 2010 توجهت صحيفة «التايمز» البريطانية إلى تقليد «وول ستريت جورنال» بفرضها هي الأخرى أسلوب الاطلاع على محتواها الإلكتروني مقابل الاشتراك، وهو القرار الذي قوبل بالكثير من النقد لأسباب عدة، منها أن «التايمز» صحيفة أخبار عامة وليست متخصصة (في الاقتصاد) مثل «وول ستريت جورنال». كما أن «التايمز» لها بدائل مجانية بالجملة على الإنترنت، ممثلة في الصحف البريطانية الأخرى التي ما زالت تعرض محتواها مجاناً، وأهمها «الدايلي ميل».
ولجأت «الغارديان» إلى أسلوب آخر وهو إتاحة المحتوى مجاناً مع طلب التبرع من القراء لمساندة الصحيفة في تغطية تكاليفها.
وهناك أيضاً الحجب الناعم «Soft Paywall»، الذي يتيح للقراء الاطلاع على بعض المقالات قبل طلب الاشتراك منهم. ويحافظ هذا الأسلوب على حجم الإقبال على الموقع الإلكتروني الذي يعتبر حيوياً في الحصول على الإعلانات. وهو يتيح للقراء فرصة التعرف على المحتوى قبل قرار دفع مقابل للاشتراك فيه.
نوع آخر من حجب المحتوى يتيح للقراء الاطلاع على بعض المقالات ويحجب مقالات وتعليقات نوعية يعتبرها حصرية على المشتركين. وتعتمد صحيفة «تلغراف» البريطانية هذا الأسلوب، وتطلق على المقالات المحجوبة اسم «بريميوم».
الكثير من النقاد يعترضون على حجب المحتوى بالكامل؛ لأنه يصيب القراء بالإحباط من ناحية، ويضعف من تأثير الوسيلة الإعلامية من ناحية أخرى. ويرى هؤلاء أن أسلوب طلب الاشتراك مقابل الاطلاع لا يصلح أثناء الأزمات أو الانتخابات أو في حالات الحصول على أخبار حصرية تريد الصحيفة نشرها على نطاق واسع لتعزيز سمعتها. ويرى هؤلاء أن الدفع مقابل الاطلاع على الإنترنت هو وسيلة فاشلة ومضادة لفكرة حرية الاطلاع على الإنترنت.

محتوى مؤثر
البعض الآخر يرى أن طلب الاشتراك هو أمر مبرر في حالات خاصة تكون فيها المطبوعة مؤثرة في مجالها، ولها جمهور ملتزم وعالي الولاء، ولا يريد بدائل أخرى. وأبرز نموذج لطلب الاشتراك مقابل الاطلاع على المحتوى في إطار جديد يتيح الاطلاع على بعض المحتوى مجاناً ما أقبلت عليه دار النشر «كوندي ناست» التي تشرف على الكثير من المطبوعات. فقد قررت مؤسسة «كوندي ناست» أن تحجب أخبار وتحقيقات مجلة «فانيتي فير» على موقعها الإلكتروني، وأن تقصرها على المشتركين الذين يدفعون رسوماً سنوية. وكان التوجه الصريح للمؤسسة هو تدبير الدخل من مواقعها الإلكترونية لتعويض تراجع إيرادات مطبوعاتها الورقية.
وأصبح على القراء دفع رسوم مقابل قراءة محتوى موقع المجلة الإلكتروني الذي يتابع أخبار النجوم وعالم الفنون، وذلك بعد الاطلاع مجاناً على أربع مقالات شهرياً يتم بعده حجب المحتوى.
ووجهت «فانيتي فير» رسالة إلى قرائها من رئيسة التحرير راديكا جونز، قالت فيها إن هذا التحول تم التخطيط له لفترة طويلة، ويهدف إلى رغبة المطبوعة بناء جمهور ملتزم على القاعدة الرقمية للمجلة. ووعدت بتقديم محتوى محترف وأخبار جديدة ذات عمق. وأضافت جونز «إن الإعلام الجيد لم يعد ترفاً، وإنما ضرورة وأن التزام القراء بمطبوعتهم سوف يتيح لها فرصة الاستثمار في البحث عن الأخبار والكتابة والتصوير والفيديو والتوسع إلى مجالات جديدة لخدمة القراء».
وتبلغ قيمة الاشتراك الذي تطلبه «فانيتي فير» 19.99 دولار سنوياً، وهو يشمل الحصول على النسخة الورقية الشهرية والاطلاع على كل المحتوى الإلكتروني، بالإضافة إلى رسالة إخبارية شهرية والاطلاع على محتويات الأرشيف كافة. وتقدم المجلة أول ثلاثة أشهر من الاشتراك مجاناً.
ويبلغ توزيع «فانيتي فير» شهريا نحو 72 ألف نسخة ويتابعها على الموقع الإلكتروني أكثر من مليون متصفح. وتملك مؤسسة «كوندي ناست» مطبوعات شهيرة أخرى مثل «جي كيو» و«وايرد» و«فوغ» و«تاتلر». وللمؤسسة تجارب ناجحة في اشتراط الدفع مقابل الاطلاع على المحتوى في مطبوعات أخرى مثل «وايرد» و«نيويوركر»، وتتوجه المؤسسة إلى فرض الاشتراك الرقمي على مطبوعات أخرى ضمن محاولاتها تعويض نقص الدخل من المطبوعات الورقية.
وتعتمد المؤسسة في فلسفة المشاهدة مقابل الاشتراك على تقدير جمهور القراء للنوعية المتفوقة للموضوعات والأخبار التي يحصلون عليها وانفراد المطبوعة بتقديم الجديد والحصري شهرياً لقرائها.

تخفيض أسعار الورق
وتتوجه بعض المطبوعات إلى تقديم النسخ الورقية بثمن مخفض للمشتركين في المواقع الإلكترونية وسيلةً لتدبير الدخل من ناحية، ورفع التوزيع من ناحية أخرى. وتلجأ صحف مثل «نيويورك تايمز» و«بوسطن غلوب» إلى مثل هذا الأسلوب مع إتاحة فرصة الاطلاع على عدد معين من المقالات المنشورة على الموقع الإلكتروني قبل طلب الاشتراك من القراء. وتتبع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية هذا الأسلوب أيضاً بمنح القراء فرصة قراءة عشر مقالات إلكترونية مجاناً قبل طلب الاشتراك.
وبدأت «نيويورك تايمز» بمنح القراء 20 مقالة مجاناً تم تخفيضها في عام 2012 إلى عشر مقالات فقط، واستطاعت الاحتفاظ بنحو 224 ألف قارئ في أول ثلاثة أشهر بعد تطبيق الاشتراك النقدي، وحققت الصحيفة الأرباح في أول سنة بعد تطبيق الاشتراك الإلكتروني، ثم أعلنت بعد ذلك عن نجاح التجربة.
لكن تحقيق الأرباح في المدى القصير قد يكون هدفاً خادعاً؛ نظراً لفقدان عدد كبير من القراء وتراجع شعبية وتأثير المطبوعات المعنية. كما أن هناك أيضاً الجانب المعنوي الأخلاقي الذي يلزم المطبوعات بإتاحة المعلومات لكل القراء على المواقع الإلكترونية طالما استطاع القراء إليها سبيلاً، حيث يتحمل القراء تكاليف الأجهزة والشبكات الإلكترونية والاشتراك في الإنترنت.
أما مشجعو الاشتراك المالي في الحصول على الأخبار من مواقع المطبوعات، فيرون أنها الوسيلة الوحيدة لبقاء المطبوعات الصغيرة والمحلية على قيد الحياة تجارياً، حيث تنحصر الإعلانات في أقوى المطبوعات دون غيرها. كما يرى هؤلاء أن القراء لا يمانعون في دفع اشتراكات زهيدة مقابل الحصول على أخبار وتحقيقات وصحافة رأي ذات نوعية متفوقة.

رأي القراء
هناك الكثير من الدراسات التي توجهت لقياس رأي القراء في قضية الدفع مقابل قراءة المحتوى على الإنترنت، منها دراسة كندية شملت 1700 قارئ، وجدت أن نسبة 92 في المائة من القراء ترفض دفع الاشتراكات وتفضل التحول إلى مصادر معلومات مجانية بديلة. وزادت هذه النسبة عن معدل الأميركيين الذين يرفضون الاشتراك وكانت نسبتهم 82 في المائة. وكانت النصيحة التي قدمها مؤلفو الدراسة للناشرين هي، أن من الأفضل البحث عن وسائل أخرى، غير فرض الاشتراك على قراء المواقع الإلكترونية، من أجل إيجاد حلول لزيادة الدخل.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».