الحوثيون يقطّعون أوصال مدينة الحديدة بأكثر من 100 خندق

أفرجوا عن سفينة بعد احتجازها تعسفياً لـ 62 يوماً

جانب من رافعات ميناء الحديدة (أ.ف.ب)
جانب من رافعات ميناء الحديدة (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يقطّعون أوصال مدينة الحديدة بأكثر من 100 خندق

جانب من رافعات ميناء الحديدة (أ.ف.ب)
جانب من رافعات ميناء الحديدة (أ.ف.ب)

أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن عن إفراج الميليشيات الحوثية عن السفينة «G Muse» بعد احتجازها تعسفياً لمدة 62 يوماً بالحديدة.
وأشارت قيادة التحالف إلى أن 4 سفن كانت أمس تفرغ حمولاتها بينما تنتظر 4 سفن أخرى الدخول للميناء، مشيرة كذلك إلى وجود سفينة بميناء الصليف وأخرى بمنطقة الانتظار للدخول للميناء نفسه.
كما أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس استمرار تقدم الجيش الوطني اليمني وبدعم من التحالف في جميع الجبهات، مشيراً إلى إرباك منظومة الاتصالات العسكرية الحوثية بصعدة تحت ضغط عملياتي متزامن للتحالف.
وأشار التحالف إلى مقتل 341 من عناصر الميليشيا الحوثية الإرهابية في غضون الـ72 ساعة الماضية.
إلى ذلك، أحصى ناشطون يمنيون وشهود في مدينة الحديدة الساحلية (غرب) أكثر من 100 خندق حفرها عناصر الميليشيات الحوثية في شوارع المدينة ومداخلها إلى جانب إقامتهم عشرات السواتر الترابية والكتل الإسمنتية في سياق مساعيهم لإبطاء العمليات المرتقبة لتحريرها وانتزاع مينائها من قبل قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المسنودة بتحالف دعم الشرعية.
وفي الوقت الذي أكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني، مقتل 50 حوثيا على الأقل أفادت بأن القوات تمكنت أمس إثر معارك ضارية استمرت لليوم الثاني على التوالي من تحرير أغلب أحياء ومناطق مركز مديرية التحيتا، بالتزامن مع انتقال المعارك إلى أطراف مدينة زبيد المجاورة من جهة الشرق على بعد عشرة كيلومترات.
وتهدف العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات الشرعية بإسناد من التحالف إلى تأمين الطريق الساحلي أمام إمداداتها المتجهة شمالا إلى مشارف الحديدة، كما تهدف إلى التوغل شرقا في السهل الساحلي، لتحرير مدينتي التحيتا وزبيد المتجاورتين في الجنوب الشرقي لمدينة الحديدة، على بعد نحو 90 كيلومترا منها.
وعلى وقع الهدوء النسبي الذي يخيم على مناطق التماس القتالي جنوبي مدينة الحديدة، وفي محيط المطار والأطراف الجنوبية الغربية، أكد ناشطون وشهود تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أنهم أحصوا قيام الميليشيات بحفر أكثر من 100 خندق في شوارع المدينة ومداخلها، مع استمرار أعمال الحفر الحوثية، على الطريق الرئيسي بين الحديدة وبيت الفقيه جنوبا.
وذكر الشهود، أن الخنادق الحوثية شملت أحياء جنوب المدينة وشوارعها الرئيسية عند المداخل الجنوبية والشرقية والغربية، إلى جانب حواجز ترابية وإسمنتية أغلقت بها الميليشيات أغلب الطرق نحو الميناء، حيث تستعد لإعاقة استئناف الزحف المحتمل لقوات الجيش والمقاومة لتحرير المدنية والميناء.
وفي حين تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحواجز الحوثية والخنادق التي قطعت المدينة إلى أوصال، يرجح المراقبون أن الجماعة تهدف من خلال الخنادق إلى إعاقة تقدم آليات الجيش، إلى جانب اتخاذها مخابئ للأسلحة وللاحتماء من ضربات الطيران، فضلا عن التمترس فيها، للدفاع وتنفيذ عمليات القنص.
وأدت أعمال الحفر إلى قطع المياه عن أحياء المدينة، كما حالت دون عمليات نزوح المدنيين، وقبل يومين، نتج عن الحفر العشوائي في مناطق بيت الفقيه وعلى الطريق الرئيسية شرقي المدينة قطع كابلات الألياف الضوئية الخاصة بخدمة الإنترنت وهو ما تسبب في انقطاع الخدمة عن محافظة الحديدة كليا وعن أغلب المدن اليمنية جزئيا.
وإذ تراهن الميليشيات الحوثية على جر القوات اليمنية الشرعية إلى حرب شوارع، في حال قررت حسم تحرير المدينة عسكريا، أفاد السكان بأن الجماعة منعت ملاك الفنادق من استقبال النزلاء إلا بإذن منها، كما استمرت في شن قصفها المدفعي باتجاه تمركز القوات الحكومية المرابطة في الأجزاء الجنوبية والغربية من المطار، وفي قرية منظر، انطلاقا من أماكن تمركزها وسط الأحياء الجنوبية للمدينة.
وأنجزت قوات الجيش اليمني المؤلفة من ألوية العمالقة وألوية حراس الجمهورية والألوية التهامية خلال أسابيع تحرير الشق الغربي من الساحل الممتد بين الحديدة شمالا ومنطقة الفازة جنوبا شمالي الخوخة، بامتداد يزيد عن مائة كيلومتر، إلا أنها، كما يبدو باتت مضطرة لاستكمال العمليات لتحرير الشق الشرقي من الساحل، ابتداء من التحيتا وزبيد، ثم الجراحي وبيت الفقيه، لاتقاء هجمات الالتفاف الحوثية المتواصلة الرامية إلى قطع طرق الإمداد عن القوات المتقدمة في أطراف مدينة الحديدة، عبر محاولة الوصول إلى الطريق الرئيسي المحاذي للبحر.
وأفاد لـ«الشرق الأوسط» سكان وناشطون أمس، بأن القوات اليمنية المشتركة، تمكنت من تحرير أغلب أحياء مركز مديرية التحيتا من جهتي الشمال والشرق بعد التفاف ناجح أدى إلى عزل مركز المديرية عن مدينة زبيد المجاورة شرقا على بعد 10 كيلومترات.
وذكرت المصادر أن العمليات العسكرية تواصلت أمس لملاحقة عناصر الحوثيين غربا، وسط عمليات فرار وقتل وأسر في صفوفهم، وفي ظل تقديرات بالقضاء على جيوبهم المتبقية في غضون ساعات، بخاصة العناصر المحتمية وسط المباني والمنازل حيث تشتد المواجهات في أحياء بني عفيف والمعروف والقطابا.
إلى ذلك، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني، إن المعارك الضارية لليوم الثاني على التوالي في مديرية التحيتا توسعت إلى مشارف مديرية زبيد من الجهة الشرقية والشمالية للتحيتا بعد أن استكملت قوات الجيش السيطرة على كامل مركز المديرية.
وذكر الموقع الرسمي أن المعارك أخذت تتركز على مشارف مديرية زبيد، في أطراف وادي زبيد وفي منطقة القريشية المحاذية للتحيتا من الجهة الشمالية، في الوقت الذي تخوض القوات بموازاة ذلك معارك متزامنة في مناطق المغرس والسويق جنوبي غرب التحيتا.
وبحسب ما أورده المصدر العسكري الرسمي، قتل أمس ما لا يقل عن 50 حوثيا وأصيب العشرات، في حين تمكنت ألوية العمالقة من أسر عدد كبير من العناصر الحوثية أثناء عمليات تمشيط مركز مديرية التحيتا.
ووجه الأهالي في مدينة التحيتا نداءات استغاثة للحكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية - بحسب ما أوردته المصادر الرسمية نفسها - لإنقاذهم من أزمة المياه، التي تسببت فيها الميليشيات الحوثية من خلال تفجيرها خزان المياه المركزي الذي يغذي المدينة بالمياه.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.