أنقرة تعلن نيتها الانتقال إلى شرق الفرات بعد منبج

TT

أنقرة تعلن نيتها الانتقال إلى شرق الفرات بعد منبج

أعلنت تركيا أن المعارضة السورية تقدمت إلى مبعوث الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا بأسماء ممثليها في «اللجنة الدستورية» المزمع تشكيلها في إطار التسوية السياسية للأزمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، إن قائمة المعارضة السورية تضم 50 شخصاً، وقامت بإعدادها اللجنة العليا للمفاوضات، لافتاً إلى أن تركيا أكدت لميستورا، كتابة وعبر القنوات الرسمية، دعمها القائمة. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عقد في مدينة سوتشي الروسية نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، دعا إلى تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد. وأضاف أن تركيا وروسيا وإيران، بصفتها دولاً ضامنة لمباحثات آستانة عملت بشكل منسق ووثيق مع المبعوث الأممي إلى سوريا، بهدف تنفيذ نتائج المؤتمر.
وقال أكصوي، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية، إن رؤساء وفود الدول الثلاث تباحثوا، يومي 18 و19 يونيو (حزيران) الماضي، في جنيف، مع دي ميستورا، بشأن تأسيس اللجنة ومبادئ عملها، مشيراً إلى استمرار الحوار بهذا الشأن في الأسابيع المقبلة.
وكان قد تم الاتفاق على تشكيل اللجنة في مؤتمر سوتشي، في 30 يناير الماضي مع ممثلي النظام السوري والمعارضة، للنظر في تعديل الدستور وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، لكن النظام السوري رفض تشكيل اللجنة في البداية، ثم وافق استجابة لطلب روسيا، وأعلن في مايو (أيار) الماضي، تسليم لائحة تضم 50 شخصاً إلى سفيري روسيا وإيران في دمشق.
في سياق موازٍ، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن هناك توافقاً واضحاً مع الولايات المتحدة بشأن خريطة الطريق للانتقال إلى مناطق أخرى شمال سوريا بعد إتمام مهمتنا في منبج.
وأضاف جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة الأناضول الرسمية أمس، أن انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من خط الدوريات التي نسيرها في محيط منبج ضمن الاتفاق مع الولايات المتحدة، لا يعني انسحابهم من منبج. وأكد أنه ينبغي أن تعود ظروف الحياة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكردية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل استيلائها على تلك المناطق، لافتاً إلى أنهم سيحافظون على التركيبة الديموغرافية في المناطق التي سيطر عليها المقاتلون عليها الأكراد بعد إخراجه منها، وسيتم تشكيل وحدات إدارية وأمنية من السكان المحليين، حيث ستكون تلك الوحدات من أغلبية كردية في مدينة عين العرب على سبيل المثال، وكل منطقة بحسب سكانها، ولن يكونوا من أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني أو الوحدات الكردية.
ولفت جاويش أوغلو إلى عودة 190 ألف لاجئ سوري عادوا إلى المناطق المحررة في منطقة درع الفرات، وأن 40 ألف سوري عادوا إلى مناطقهم في عفرين التي تم تحريرها من الإرهاب في إطار عملية غصن الزيتون. وأوضح أن تركيا تريد تشكيل مناطق آمنة للسوريين من أجل عودة اللاجئين إلى بلادهم، موضحاً أن أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين سيعودون إلى بلادهم بعد تحقيق الاستقرار في المناطق شرق نهر الفرات في شمال سوريا، من خلال إخراج الوحدات الكردية منها.
وتوصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على خريطة طريق حول منبج، في 4 يونيو الماضي تضمن إخراج الوحدات الكردية منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة، وتشكيل مجلس محلي من أبناء منبج التي يشكل العرب نحو 90 في المائة من سكانها لإدارتها.
وسيطرت عناصر من الجيش التركي أمس (الجمعة) على دورية عاشرة في منطقة منبج في شمال سوريا مستخدمة عربات مصفحة تحركت على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق درع الفرات، وخط الجبهة لمنطقة منبج بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
إلى ذلك، قُتل 18 شخصاً على الأقل، أمس، بينهم 11 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، جراء تفجير سيارة مفخخة أمام أحد مقراتها في شرق سوريا. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن التفجير الذي وقع في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي «تسبب بمقتل قيادي مع 10 من عناصره، إضافة إلى سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، لكن عبد الرحمن رجح أن يكون تنظيم «داعش» خلفه.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.