انقلاب أبيض داخل «نقابة الفنانين المحترفين» في لبنان

انتخبت جهاد الأطرش رئيساً لها بدل إحسان صادق

احسان صادق  -  سميرة بارودي  -  جهاد الأطرش
احسان صادق - سميرة بارودي - جهاد الأطرش
TT

انقلاب أبيض داخل «نقابة الفنانين المحترفين» في لبنان

احسان صادق  -  سميرة بارودي  -  جهاد الأطرش
احسان صادق - سميرة بارودي - جهاد الأطرش

وكأن انقلاباً أبيض تشهده «نقابة الفنانين المحترفين» في لبنان بعد إحداث تغييرات جذرية في مجلسها جرت على مرحلتين متتاليتين. فبهدوء تام وبعيداً عن أي شوشرات إعلامية وفنية تقوم النقابة بنفض الغبار عن هالتها التي أصابها بعض الكسوف أخيراً.
فالنقابة المذكورة التي واجهت عدة مشكلات الأسبوع الماضي أسفرت عن تقديم الممثلة سميرة بارودي (نقيبة سابقة) استقالتها من مجلس إدارتها في المرحلة الأولى، وفي مرحلة ثانية وضمن جلسة عقدتها نهاية هذا الأسبوع اتجهت إلى إعادة توزيع مهام أعضاء مجلسها الـ12 مطيحة بنقيبها الحالي إحسان صادق.
وبناء عليه انتخبت الممثل المخضرم جهاد الأطرش بدلاً عن صادق المتزوج من الممثلة والنقيبة السابقة المستقيلة سميرة بارودي. فيما انتخب الفنان طوني كيوان نائباً له. كما انتخب كل من شادية زيتون أمينة سر، وعازف الكمان لبنان خليل أمين صندوق، والفنان علي رضا أميناً لقسم الإعلام والعلاقات العامة، والكاتب شكري أنيس فاخوري أميناً لقسم الثقافة. وبذلك بقي الأعضاء الستة الباقون وهم فادي سعد وألكو داود وأحمد دوغان وإحسان صادق وفرنسوا رحمة وصبحي توفيق مستشارين خاصين لمجلس النقابة.
هذه التغييرات الجذرية التي شهدتها «نقابة الفنانين المحترفين» في لبنان تركت أسئلة كثيرة لدى المهتمين في الشؤون الفنية في لبنان، لا سيما أنها استبعدت مرة واحدة نقيبين سابقين لها. سميرة بارودي قدمت استقالتها طوعاً، وبناء على طلب من أعضاء المجلس الجديد الذي تم انتخابه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبمن فيهم زوجها (إحسان صادق)، فوقَّع الأخير على قرار استقالتها مع التحفظ وكان لا يزال يشغل منصب رئيس النقابة. ويومها أصدرت النقابة بياناً توضيحياً جاء فيه أن مجلسها طلب من بارودي تقديم استقالتها لأسباب مالية وإدارية. وعلى الرغم من تحفظ النقابة على ذكر طبيعة تلك الأسباب بالتفاصيل، فإنها لمّحت إلى سوء إدارة مارسته النقيبة المخلوعة في مشوارها النقابي أدّى إلى النتيجة تلك.
وبعد مرور أول «قطوع» على النقابة كما تم وصفه من قبل بعض المطلعين على أمور النقابة، الذي يأتي من ضمن حملة مكافحة الفساد فيها، تفاجأ اللبنانيون بمغادرة إحسان صادق مركزه كنقيب ليحل مكانه جهاد الأطرش على الرغم من أن صادق كان قد تم انتخابه حديثا لهذا المركز (في أكتوبر 2017) لولاية كاملة مدتها سنتان.
«هي مجرد تغييرات ارتآها المجلس في موضوع إعادة توزيع المهام على أعضائه ليس أكثر». يوضح الكاتب شكري أنيس فاخوري (أمين الثقافة في النقابة) خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «فبعد أن لمسنا عدم تعاون بين بعض الأعضاء من موقعهم المهني لأسباب مختلفة قررنا في الجلسة الأخيرة التي عقدناها القيام بهذه الخطوة كي يستطيع أعضاء المجلس ممارسة مهماتهم على أكمل وجه». ولعل تقديم فادي سعد أمين سر النقابة السابق استقالته في الجلسة المذكورة كان بمثابة نقطة المياه التي طفح بها الكيل. فعدم اتفاقه مع النقيب المطاح به (إحسان صادق) على أمور كثيرة تتعلق بطريقة العمل من ناحية ودخول آخرين على الخط نفسه من ناحية ثانية دفع بأمين الصندوق ألكو داود إلى تقديم استقالته هو أيضاً، مما دفع بأعضاء المجلس إلى خلط أوراقهم من جديد وإعادة توزيع المهام على بعضهم، لقطع دابر أي إشكالات أو فتن قد تقع في المستقبل بينهم.
وجاء البيان الذي تلاه الممثل جهاد الأطرش، وتم نشره على صفحة «نقابة الفنانين المحترفين في لبنان»، ليؤكد هذا الخبر وليشير إلى أنه يتعهد بالارتقاء بالنقابة إلى المكانة التي تليق بكل الزملاء والزميلات مختتماً إياه بعبارة «مع تحيات مجلس النقابة».
«لدينا عنوان رئيسي لمهمتنا اليوم يقوم على مبدأ المساعدة. فهدفنا الوقوف إلى جانب كل فنان يحتاجنا لا سيما أن صندوق التعاضد للنقابة بات يتمتع باكتفاء مالي ذاتي يخوله القيام بهذا الموضوع على أفضل وجه» يقول جهاد الأطرش النقيب المنتخب حديثا لـ«الشرق الأوسط». ويتابع: «مشاريع كثيرة كانت قد بدأت فيها النقابة منذ فترة ولكنها أخذت إيقاعاً بطيئاً نتمنى أن نسرِّعه كي نستطيع مد يد العون إلى الجميع».
وبحسب النقيب الأطرش، فإن النقابة تخطط لإقامة مشاريع مستقبلية تخرجها من كبوتها، كإحياء حفل غنائي يشارك فيه أعضاؤها من مطربين وفنانين يعود ريعه لصندوق التعاضد الخاص بنقابتي الممثلين و«الفنانين المحترفين».
«إن من شأن هذا النوع من المشاريع أن يفعّل التعاون الموجود بيننا وبين نقابة الممثلين فيما يخص الصندوق النقابي، فنتمكن من مساعدة الفنان المحتاج والحؤول دون إهماله»، يقول جهاد الأطرش، الذي اعتبر أن الدولة اللبنانية قامت بواجباتها في عملية دعم تمويل هذا الصندوق وبينها حسم 2 في المائة من ثمن بطاقات المهرجانات اللبنانية لصالحه. «هذه النسبة تحول إلى وزارة المالية التي تحولها بدورها إلى صندوق التعاضد الموحد ويستفيد منها مباشرة لمساعدة الفنان. واليوم صار في الإمكان تغطية 50 في المائة من الكلفة الشاملة لفاتورة استشفاء الفنان وهو أمر جيد».
يقول جهاد الأطرش الذي يفكر أيضاً بإلغاء كلفة الاشتراك السنوي للمنتسبين إلى النقابة وتبلغ 100 ألف ليرة. «سنتداول في هذا الموضوع لاحقاً على أن نقوم بما يناسب الجميع وطبقاً للأحوال المادية لكل فنان. فهناك من هم عاطلون عن العمل فيما شريحة أخرى تتمتع بأحوال مادية جيدة لنجوميتهم في عالم الفن».
عهد نقابي جديد تشهده الساحة الفنية اللبنانية ويعوّل مجلسها على إجراء تغييرات فعلية على الأرض في المستقبل القريب. وعلى أمل أن تجري الرياح بما تشتهي السفن فتحمل التجديدات الآمال لفناني لبنان من شباب ومخضرمين، يتمنى النقيب جهاد الأطرش أن تتوحد جهود النقابتين (الممثلين والفنانين المحترفين) لتصب في خدمة هؤلاء الذين رحل بعضهم إلى دنيا الحق مقهورا ولقي نهاية لا تليق بمشواره.



انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
TT

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)

أطلقت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الاثنين، «مسابقة المهارات الثقافية» الثالثة، التي تهدف إلى اكتشاف المواهب من الطلبة، وصقل مهاراتهم؛ لتمكينهم من استثمار شغفهم وأوقاتهم، وبناء جيلٍ قادر على إثراء القطاع الثقافي والفني بإبداعاته وتميّزه.

وتستهدف المسابقة طلاب وطالبات التعليم العام، وتشمل في نسختها الحالية 9 مسارات رئيسية، هي: «المسرح، والفن الرقمي، وصناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، والحِرف اليدوية، والقصص القصيرة، والمانجا، والغناء، والعزف».

وتمرّ بثماني محطات رئيسية، تبدأ من فتح باب التسجيل، وتليها المسابقات الإبداعية، فمرحلة الفرز والتحكيم الأوليّ، وحفل الإدارات التعليمية الافتراضي، وتنظيم المقابلات الشخصية، قبل أن تنتقل إلى تطوير المواهب في معسكر تدريبي، ثم التحكيم النهائي، وانتهاءً بتكريم الفائزين.

وتسعى وزارة الثقافة عبر المسابقة لاكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات من جميع أنحاء السعودية في القطاعات الثقافية، وتوجيه أعمالهم تجاه المحافظة على الإرث الثقافي السعودي، ورفع مستوى وعيهم به، وما يُمثّله من قيمة تاريخية وحضارية.

كما تواصل وزارة الثقافة من خلالها تحفيز الطلبة على توجيه شغفهم نحو ممارسة مختلف المجالات الثقافية والفنيّة، والاستثمار الأمثل لطاقاتهم، وتمكينهم من الأدوات الملائمة التي تُسهم في رفع جودة إنتاجهم الثقافي.

وتُعدُّ هذه المسابقة الأولى من نوعها في السعودية، وقد أطلقتها الوزارتان في تعاونٍ مشترك خلال عام 2022، ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية؛ لرفع مستوى ارتباط الطلبة بالثقافة والفنون، واستكشاف مهاراتهم وتنميتها، وخلق طاقاتٍ إبداعية جديدة تشارك بفاعلية في إثراء القطاع، وترفع من مستوى إنتاجه بمختلف مكوناته، وتسهم في خلق بيئة جاذبة لهم.