فرنسا تتبنى إعادة تدوير الأزياء والإكسسوارات... عوض إتلافها

من تصميم ستيلا ماكارتني  -  تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود
من تصميم ستيلا ماكارتني - تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود
TT

فرنسا تتبنى إعادة تدوير الأزياء والإكسسوارات... عوض إتلافها

من تصميم ستيلا ماكارتني  -  تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود
من تصميم ستيلا ماكارتني - تصميمات لستيلا ماكارتني التي كانت أول من تبنى حماية البيئة ورفض استعمال الجلود

تساؤلات كثيرة كانت تدور حول مصير الملابس والإكسسوارات التي لم تُبع. فدورة الموضة لا تتوقف وفي كل موسم على صناعها أن يطرحوا جديداً يُنسي القديم. إشاعات تقول بإتلافها حتى لا تقع في أيادٍ غير مرغوب فيها، وبعضها كان مصيره في أسواق «الآوتليت» التي تبيع موضة مواسم ماضية بأسعار مخفضة. لكن رغم ذلك، فإن السؤال يبقى مطروحاً، ويثير الكثير من اللغط في الآونة الأخيرة، ولا سيما مع تنامي أهمية حماية البيئة وما شابه من أمور تصب في هذا المجال.
يُحسب لفرنسا أنها كانت أول بلد يصدر قانوناً ينص على عدم إتلاف الأكل الذي لم يُبع وتوزيعه على المحتاجين. وهي أيضاً من تأخذ خطوات جادة حالياً لنص القانون نفسه على الملابس بحلول 2019، إما بإيجاد حلول لإعادة تدويرها أو التبرع بها للجمعيات الخيرية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية لجعل الاقتصاد الفرنسي مستداماً يعتمد على الترميم والتدوير عوض «الإنتاج والبيع ثم الإتلاف».
فحسب دراسة قامت بها منظمة «إلين ماكارثر»، تتخلص فرنسا وحدها من 600.000 طن من الملابس والإكسسوارات سنوياً. ثلث هذا العدد فقط يتم تدويره أو توزيعه على المحال الخيرية. وحتى تنجح الاستراتيجية الجديدة يتوقع أن تقدم الحكومة بعض الإغراءات للشركات وبيوت الأزياء، على الأرجح بتخفيض الضرائب حتى يكون هناك ربط بينها وبين التدوير فتكون حافزاً لهم.
ويأتي القرار الفرنسي مواكباً لما يتبناه بعض صناع الموضة مثل «شانيل»، والمنادين بضرورة استعمال الملابس أكثر من مرة، كذلك استعمال مواد قابلة للتدوير، مع إيجاد طرق جديدة لتسويق ما لم يتم بيعه. دار «شانيل» أكدت أنها لا تحبذ إتلاف البضائع التي لم يتم بيعها، وأضافت أنها لا تنتج أي كمية إلا بعد أن تتلقى الطلبات من المحال، وهو ما يجنبها إنتاجها بكميات أكبر من المطلوب.
لكن ليست كل بيوت الأزياء والشركات تفكر بالطريقة نفسها. في العام الماضي هاجم التلفزيوني الدنماركي شركة «إتش آند إم» السويدية التي تبين أنها تحرق 12 طناً من الملابس الجديدة التي لم تُبع سنوياً، وإن كانت الشركة قد نفيت هذه الاتهامات.
هناك أيضاً شائعات بأن «لويس فويتون» تفضل التخلص من إكسسواراتها ببيعها بأسعار مخفضة حتى تُبقي على صورتها متألقة ومنتجاتها مطلوبة.
وتتزامن الخطوة الفرنسية مع الحملة العالمية ضد استعمال البلاستيك من جهة، ومع تنامي الوعي بضرورة حماية البيئة من جهة ثانية؛ الأمر الذي أدى إلى انتعاش شركات تتبنى مفهوم التدوير أو استعمال مواد مستدامة تأخذ بعين الاعتبار البيئة. نذكر منها شركة «باتاجونيا» الأميركية التي تُنتج ملابس رياضية مصنوعة من القطن العضوي والصوف الخالي من الكلور والبوليستر المعالج. كما أن ما نسبته 65 في المائة من هذه الملابس نفسها قابلة لإعادة التدوير، مستعينة بالمستهلك. فهي تضع له صناديق في مخازن الشركة يمكّنها ترك ملابسه القديمة فيها.
شركة «بيوا» السويسرية تعرض بدورها ملابس مصنوعة من مواد معاد تدويرها بالكامل، ويتم إنتاجها عن طريق إذابة مواد معالجة وتحويلها إلى حبيبات وغزلها إلى خيوط بإحدى الكليات الألمانية، فيما يبدو أنه سيكون موضة المستقبل.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.