موجز أخبار

TT

موجز أخبار

- النمسا تعارض السماح للمهاجرين بطلب اللجوء من «نقاط استقبال»
فيينا - «الشرق الأوسط»: أكد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، أمس، أنه يعارض خيار إتاحة إمكانية السماح للمهاجرين بتقديم طلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي انطلاقاً من «نقاط إقليمية لاستقبال» المهاجرين، يفكر قادة دول التكتل في إنشائها خارج القارة الأوروبية.
وقال رئيس الحكومة الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي 6 أشهر: «إنني من هؤلاء الذين يقولون إنه إذا سمح (بتقديم) طلبات لجوء (من هذه النقاط)، فسيؤدي ذلك إلى عامل جذب كبير»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، وأضاف أن هذه المسألة طرحت فيها آراء مختلفة في القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي حول الهجرة.
وخلال القمة التي عقدت في أوج الأزمة السياسية حول مستقبل حق اللجوء في أوروبا، اتفق مسؤولو دول الاتحاد على إجراء «دراسة سريعة (...) لمفهوم إقامة نقاط إقليمية لاستقبال» المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في المياه الدولية.
ويرى المستشار النمساوي أنه «سيكون من الأفضل الذهاب لجلب الناس من مناطق الحرب مباشرة، بدلاً من تشجيعهم على القيام برحلة العبور الخطيرة للبحر المتوسط»، وقال إن السؤال المطروح حالياً هو معرفة ما إذا كان «60 مليون شخص فروا من بلدانهم في العالم يستطيعون تقديم طلبات لجوء داخل أوروبا، إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك في مكان آخر».

- نقل 6 قادة انفصاليين مسجونين إلى كاتالونيا
مدريد - «الشرق الأوسط»: أعلنت الحكومة الإسبانية الجديدة، أمس، أن 6 من القادة الانفصاليين الكاتالونيين التسعة، المسجونين لدورهم في محاولة استقلال الإقليم، سينقلون إلى سجون في المنطقة، وهو دليل على رغبتها في تبديد التوتر.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إنه «من المتوقع أن ينقل 6 أشخاص ملاحقين بين الأربعاء والخميس إلى سجون في كاتالونيا»، دون ذكر أسماء الأشخاص المعنيين.
وأودع 9 انفصاليين السجن لدورهم في إعلان الاستقلال في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، بينهم نائب الرئيس الإقليمي أوريول جونكيراس، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ويعتبر الانفصاليون في السلطة في كاتالونيا أنهم «سجناء سياسيون»، وتعتبر المحكمة العليا التي تلاحقهم والحكومة المركزية أنهم خرقوا القانون.
وكان رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، الذي وصل إلى السلطة قبل شهر بعد إطاحة سلفه المحافظ ماريانو راخوي، قد أعلن مراراً نتيه القيام بهذه البادرة باسم «التهدئة» في كاتالونيا.
ويأتي الإعلان قبل أسبوع من اجتماع في مدريد بين سانشيز والرئيس الانفصالي الكاتالوني كيم تورا في التاسع من يوليو (تموز). وأضافت الوزارة في بيان: «سينقل المعتقلون الثلاثة الآخرون لاحقاً لأن الإجراءات المتعلقة بهم لم تنته، بما أن الطلب قدم لاحقاً».

- مظاهرة للشرطة في نيجيريا احتجاجاً على التأخر في دفع الرواتب
مايدوغوري (نيجيريا) - «الشرق الأوسط»: طالب نحو ألفين من عناصر الشرطة النيجيرية، المتمركزين في مناطق شمال شرقي نيجيريا التي تتعرض لاعتداءات من جماعة بوكو حرام الإرهابية، بدفع رواتب متأخرة منذ أشهر، وشاركوا في مظاهرة أمس، تخللها إطلاق أعيرة نارية في الهواء، واستخدام الغاز المسيل للدموع.
وطالب عناصر في وحدات الشرطة المتحركة، المكلفة بمهمات مواكبة وإقامة حواجز أمنية وتسيير دوريات مع الجيش، بدفع رواتب متأخرة منذ 6 أشهر، وتحسين ظروف السكن، وقاموا بقطع الطريق الرئيسية أمام مركز الشرطة في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، مطلقين هتافات تطالب بتسديد مرتباتهم «أو لن يكون هناك سلام».
وقال أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه عندما قبض راتبه الأخير، تسلم فقط 23 ألف نايرا (64 دولاراً)، أي أكثر بخمسة آلاف نايرا فقط عن الحد الأدنى للأجور، وأوضح أنه تم حسم «جزء كبير» من المبلغ دون توضيح السبب، وتساءل: «كيف يتوقعون منا بسط الأمن عندما نشعر بالجوع والإحباط؟».
ويعدّ عدم دفع الرواتب أمراً مألوفاً في نيجيريا، خصوصاً في السنوات الأخيرة، وسط انهيار أسعار النفط العالمية منذ منتصف 2014. وفي 2015، لم تدفع رواتب موظفي القطاع العام في 30 من 36 ولاية في نيجيريا.
وفي الأشهر الأخيرة، شارك موظفو جامعات وعمال قطاع الغاز والنفط وأطباء مستشفيات في إضرابات بسبب تأخر الرواتب، ومنها منذ 2009.
وخلال حكم الرئيس السابق غودلاك جوناثان، اشتكى الجنود من عدم دفع الرواتب، وافتقارهم للأسلحة المناسبة، بل حتى الذخيرة. وفي إحدى الحالات، رفض الجنود الامتثال لأوامر الانتشار لصد المتطرفين. وانتخب الرئيس محمد بخاري في 2015 إثر حملة تعهد فيها بدحر المتطرفين والتصدي للفساد المستشري.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟