هل يستحق مبابي 166 مليون استرليني؟

النجم الفرنسي الشاب يعيد إلى الأذهان الموهبة الإنجليزية مايكل أوين في أوج مجدها

كيليان مبابي (أ.ف.ب)
كيليان مبابي (أ.ف.ب)
TT

هل يستحق مبابي 166 مليون استرليني؟

كيليان مبابي (أ.ف.ب)
كيليان مبابي (أ.ف.ب)

أعاد الأداء المذهل للاعب الفرنسي كيليان مبابي ضد الأرجنتين ذكريات مايكل أوين في شبابه ويبدو كل شيء متاحا له في كأس العالم.
من المهم أن نوضح شيئا واحدا وهو أن الفرق الأخرى لن تمنح كيليان مبابي المساحات التي قدمتها له الأرجنتين وربما لن يجد نفسه في المباريات الكبيرة مرة أخرى يركض في كل هذه المساحات.
ربما سيخوض مبابي سباقات أكثر حدة في تدريبات فرنسا أكثر مما فعل ضد الأرجنتين يوم السبت لكنه بالتأكيد لن يتعرض للكثير من الضرب والجذب.
كانت مباراة مثالية من مبابي لكنه استغل واستفاد بقوة من كل الفرص.
وأصبح مبابي بعمر 19 عاما أول لاعب يحرز هدفين في أدوار خروج المغلوب في كأس العالم منذ بيليه في 1958 لكن لاعب بعمر 19 عاما لا يشبه لاعب آخر بعمر 19.
فبعمر 19 عاما كان وين روني متطورا (وبالنظر إلى قمة مستواه في 2004 ربما الأفضل في مسيرته مع انجلترا) بينما شارك مبابي رغم قوته البدنية في 44 مباراة فقط في التشكيلة الأساسية في الدوري مع موناكو وباريس سان جيرمان.
وتتضمن مسيرته نصف موسم مع موناكو عندما ظهر فجأة ليصبح مؤثرا بشدة في الهجوم في دوري أبطال اوروبا وتبعه موسم على سبيل الإعارة في ظل نيمار مع باريس سان جيرمان على أن ينتقل بشكل دائم مقابل 166 مليون جنيه استرليني هذا الصيف.
وبالنسبة للاعب لم يُختبر كثيرا فهذه صفقة ضخمة عندما تم الاتفاق عليها لكنها تبدو الآن ممتازة.
وهناك شكوك حول ملائمته اللعب في فريق يسيطر عليه غرور اللاعب البرازيلي لكن بالرغم من كل ذلك ما زال الشاب يتعلم.
وبالتأكيد اللعب مع فرنسا وبجانب لاعب غير أناني مثل أوليفييه جيرو الذي صنع الهدف الثاني له بتمريرة مثالية جعله يشعر بالراحة.
واتجه ديدييه ديشان، بغض النظر عن لحظات الغضب التي شكلت كأس العالم له، لمقارنة لاعبه بالمهاجم البرازيلي رونالدو وهو نجم آخر في كأس العالم 1998 ألهم مبابي.
وبعد 20 عاما من تسجيل مايكل أوين هدفه المذهل ضد الأرجنتين قدم مبابي أداء رائعا ليحصل على ركلة جزاء أحرزت منها فرنسا هدف التقدم في الدقيقة 13.
وربما كان هدف اوين قبل خمسة أشهر ونصف من ولادة مبابي لكن اللاعب الفرنسي ربما لم يكن بحاجة للمسة ماهرة أكثر من اوين – لم يلمس الكرة بكعبه ليضعها في طريقه أو يغير اتجاهه فجأة للمرور من آخر المدافعين – لكن الشعور بالمعاناة أمام سرعته الكبيرة جعل الأمر يبدو مألوفا.
طريقة الركض أيضا مختلفة فأسلوب مبابي أكثر سلاسة وسرعة أكبر وانطلق في المساحة الكبيرة في خط الوسط حيث طارده ايفر بانيجا وخافيير ماسكيرانو بدون فائدة وتسبب تغيير الاتجاه إلى اليمين في إزعاج ماركوس روخو الذي حرمه من إنهاء الكرة مثل اوين عندما اسقطه داخل منطقة الجزاء.
لكن الحقيقة أن مبابي كان يمكن أن يهدر الفرصة لكن هذا ليس مهما إذ اكتفى ببث الخوف الكافي ليرتكب منافسه خطأ.
وبدا أن تسجيله لهدف قادم لا محالة وأوحى هدفه الأول بمعرفة جيدة لمكانه في منطقة الجزاء واستطاع بمهارته أن يمر من المدافعين.
وربما كان على فرانكو ارماني القيام بعمل أفضل قليلا إذ بدا أنه ارتبك بين استخدام قدمه أو جسده للتصدي للكرة لكن الفضل لمبابي الذي سدد الكرة سريعا ليحرم حارس الارجنتين من التمركز الصحيح.
وكان الهدف الثاني أكثر سهولة بتسديدة منخفضة من وضع انفراد مع الحارس لكنه تبع انطلاقة قوية مما يعني أن سرعته ستكون علامة مميزة على مدار السنوات المقبلة.
ورفع مبابي رصيده إلى ثلاثة أهداف في البطولة الحالية (اوين كان اخر لاعب شاب يحرز هدفين في بطولة) وهي مهمة بقدر التوازن الذي يمنحه لفرنسا.
وقال ديشان "أظهر موهبته في مباراة مهمة. وحتى عندما كان من المفترض أن يدافع انطلق في هجمات وكانت جيدة".
لكن هذا الانتقاد من ديشان كان في إطار مزحة ولا يبدو أنها جاءت بشكل طبيعي إذ كان ينتظر السؤال التالي لكن الهدف من الخطة التي وضعها هو ضرورة وجود مبابي في الهجوم.
ومع منح بليز ماتودي وجودا دفاعيا في الناحية اليسرى تتحول طريقة فرنسا إلى 4-4-1-1 لو لم يتقدم مبابي للهجوم.
لكن انطلاقات مبابي والتقدم أمام جيرو مهمة لتوازن فرنسا إذ لا يتقدم ماتودي في الناحية الأخرى.
وسيغيب ماتودي عن مواجهة اوروجواي في دور الثمانية بسبب الإيقاف وستكون مهمة ديشان الحفاظ على التوازن الذي يمنح مبابي الحرية بدون فقدان الاستقرار في خط الوسط.
وستشكل أوروجواي تهديدا مختلفا ويعتقد ديشان أن مبابي سيكون بحاجة إلى مساحات أكثر من رونالدو ولن يمنحه فريق أوسكار تاباريز هذا الأمر كما فعلت الأرجنتين.
وستمثل مواجهة دور الثمانية اختبارا مختلفا وأهمية مختلفة لكن أداء مبابي في تصاعد مما يجعل أي شيء ممكنا خلال البطولة.


مقالات ذات صلة

السعودية: هيئة عُليا لاستضافة كأس العالم 2034

رياضة سعودية القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)

السعودية: هيئة عُليا لاستضافة كأس العالم 2034

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 برئاسته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

خاص رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عربية جماهير السعودية تحمل مجسماً لكأس العالم (د.ب.أ)

رئيس الاتحاد المصري يهنئ السعودية باستضافة مونديال 2034

حرص هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم علي تهنئة المملكة العربية السعودية بفوزها رسمياً باستضافة نهائيات كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية فرحة المنتخب المغربي خلال مشاركته في كأس العالم 2022 في قطر (أ.ب)

هاني أبو ريدة: المغرب سيبهر العالم في تنظيم مونديال 2030

حرص هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، على تهنئة المغرب بالإعلان رسمياً عن اشتراكه في تنظيم نسخة كأس العالم عام 2030.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».