تعرض دورية فرنسية لهجوم شمال مالي

دخان يتصاعد من آلية عسكرية في مكان الهجوم في غاو (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من آلية عسكرية في مكان الهجوم في غاو (أ.ف.ب)
TT

تعرض دورية فرنسية لهجوم شمال مالي

دخان يتصاعد من آلية عسكرية في مكان الهجوم في غاو (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من آلية عسكرية في مكان الهجوم في غاو (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الفرنسي أن عدداً من المدنيين قتلوا بهجوم في مدينة غاو شمال مالي، وأنه يسعى إلى التحقق من حالة 30 جندياً كانوا في دورية تعرضت للهجوم.
وقال باتريك شتايغر، الناطق باسم الجيش الفرنسي، إن انفجارا وقع قرب 3 مركبات فرنسية أثناء قيامها بدورية مشتركة مع قوات من مالي، وإن سبب الانفجار لم يتضح بعد. وأضاف: «أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين من بينهم أطفال. وجرى الاهتمام بالوحدة (الفرنسية)».
ولم يذكر الناطق عدد المصابين كما قال إن ليس بوسعه تأكيد ما إذا كان قد سقط قتلى من بين الجنود الفرنسيين.
ويعمل الجنود الفرنسيون في قوة «برخان»، وأفاد مصدر عسكري غربي أنهم «تعرضوا لمكمن على أيدي إرهابيين» قرب مدينة بوريم. وأكد مصدر عسكري مالي هذه المعلومات.
وقالت مقيمة في غاو: «استهدفت دورية من عملية برخان بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من غاو».
وأضافت: «قطعت مدرعة الطريق أمام سيارة الانتحاري الذي فجرها». وأشارت إلى أن مروحيات من قوة برخان حلقت في سماء غاو.
وقال شاب من غاو: «ضربت القوات الفرنسية طوقاً أمنياً حول المنطقة» ونقل جرحى إلى مستشفى غاو.
وتزامن الهجوم مع افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي الأحد في نواكشوط بعد يومين من هجوم انتحاري الجمعة على مقر قيادة قوة مجموعة الساحل في سيفاري وسط مالي، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى بينهم عسكريان من هذه القوة.
ويلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين في نواكشوط نظراءه في مجموعة الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.
وتدعم فرنسا التي تقود في المنطقة عملية برخان، هذا المشروع وترى فيه نموذجا محتملا لتولي الدول الأفريقية أمنها بنفسها.
لكن تطبيقه يواجه حاليا مشاكل تمويل واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان من قبل جنود القوة المشتركة ومقرها سيفاري في مالي.
وكانت مجموعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة استولت على شمال مالي في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2012.
وطردت هذه المجموعات بعد تدخل عسكري فرنسي في يناير (كانون الثاني) 2013.
لكن مناطق بكاملها لا تزال خارج سيطرة القوات المالية والفرنسية والدولية المستهدفة بانتظام بهجمات دامية رغم توقيع اتفاق سلام في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2015.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.