الرئيس الأفغاني يعلن استئناف العمليات ضد «طالبان»

غارات على مواقع المتمردين في إقليم بغرب البلاد

الرئيس أشرف غني متحدثاً في مؤتمر صحافي في كابل أمس (رويترز)
الرئيس أشرف غني متحدثاً في مؤتمر صحافي في كابل أمس (رويترز)
TT

الرئيس الأفغاني يعلن استئناف العمليات ضد «طالبان»

الرئيس أشرف غني متحدثاً في مؤتمر صحافي في كابل أمس (رويترز)
الرئيس أشرف غني متحدثاً في مؤتمر صحافي في كابل أمس (رويترز)

أنهى الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس السبت هدنة في العمليات القتالية ضد حركة «طالبان»، في مؤشر إلى تصعيد جديد في المواجهات بين قوات الأمن والمتمردين بعد وقف للنار أعلنته الحكومة قبيل عيد الفطر، لكن «طالبان» رفضت تمديده.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس غني قوله في مؤتمر صحافي في كابل، أمس، إن «وقف إطلاق النار انتهى وسُمح لقوات الدفاع والأمن الأفغانية باستئناف عملياتها العسكرية».
وأضاف أن «إعلاننا وقف إطلاق النار لقي ترحيباً حاراً من قبل المواطنين والعالم»، مشدداً على أن «الناس يطالبون الحكومة وطالبان بالسلام، والحكومة وافقت على إطلاق هذا النداء الآن وجاء دور طالبان الآن لتقديم رد إيجابي».
وكانت «طالبان» رفضت في 18 يونيو (حزيران) دعوة الرئيس الأفغاني إلى تمديد وقف إطلاق نار غير مسبوق أعلن بين الحركة والقوات الأفغانية بمناسبة عيد الفطر.
وقال غني، بحسب ما أوردت الوكالة الفرنسية، إن «هناك أمراً واضحاً هو أن معظم مقاتلي طالبان أيضاً يريدون السلام، ووقف إطلاق النار هذا أظهر أنهم تعبوا من القتال وعلينا أن نصغي إلى ذلك». وتابع أن «المطلب الأول للأفغان هو إنهاء الحرب و(إحلال) السلام».
وشمل إعلان وقف إطلاق النار حركة «طالبان» وحدها ولم يشمل تنظيم «داعش» الموجود في الشرق والشمال بشكل رئيسي.
وذكر الرئيس الأفغاني بأنه كان لا بد من إجراء مفاوضات طويلة في 2016 مع متطرفي «الحزب الإسلامي» للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح لزعيمهم قلب الدين حكمتيار بالعودة إلى كابل في أبريل (نيسان) 2017. وأضاف: «نجحنا ويمكننا الاستمرار في السير قدماً».
وذكرت وكالة «رويترز» أن إعلان الرئيس غني أمس يعني أن بإمكان قوات الأمن الأفغانية، التي تتخذ وضعاً دفاعياً إلى حد كبير منذ العيد، استئناف عملياتها العادية ضد «طالبان» وكذلك متشددي تنظيم داعش.
وأضافت أن وقف إطلاق النار خلال عطلة العيد أنعش الآمال في إنهاء قتال مستمر منذ 40 عاماً في أفغانستان لكن ليس ثمة الكثير من توقعات مسؤولي الأمن والدبلوماسيين الأجانب في كابل بشأن تحقيق أي انفراجة وشيكة.
ولفتت «رويترز» إلى أن «طالبان» قالت أمس إنها هاجمت منطقة قلعة دشت في إقليم طخار الشمالي الذي سيطرت عليه لفترة وجيزة الشهر قبل الماضي.
وبالتزامن مع ذلك ذكر مسؤولون محليون في إقليم بادغيس في غرب أفغانستان أن 12 مقاتلاً على الأقل من «طالبان» قتلوا و18 آخرين أصيبوا بجروح جراء قصف نفذه سلاح الجو الأفغاني.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قناة «تولو نيوز» التلفزيونية الأفغانية إن القصف الجوي جزء من عملية نفذتها مروحيات الجيش الوطني الأفغاني لاستهداف مخابئ «طالبان» في منطقة جاواند في إقليم بادغيس. وذكر مسؤولون أن العملية، التي استهدفت قرية دي جارم في جاواند تم التخطيط لها من قبل قوات الجيش الأفغاني بمدينة «قلعة - نو» بناء على طلب قادة محليين.
وقال قائد شرطة إقليم بادغيس أحمد فهيم قيوم: «لقد زرت منطقة جاواند. تعاون السكان في تلك المنطقة بشكل كامل مع القوات الحكومية. لقد شهدت تنسيقاً جيداً في المنطقة. يتعاون سكان إقليم بادغيس جيداً مع قوات الأمن».
وفي الوقت نفسه، طالب مجلس إقليم بادغيس وسكان بزيادة العمليات العسكرية في الإقليم، بحسب الوكالة الألمانية.
وقال عبد الله أفضالي نائب رئيس المجلس الإقليمي في بادغيس: «يتعاون سكان منطقة جاواند مع القوات الحكومية. والطرق المؤدية إلى مركز جاواند مغلقة منذ السنوات العشر الماضية، وهناك عدد محدود من أفراد القوات الحكومية في المنطقة».
وتأتي العملية بعد سقوط قرية دي جارم في منطقة جاواند في أيدي «طالبان» قبل نحو أسبوع. وتقع القرية على بعد 13 كيلومتراً إلى الشرق من مركز جاواند. وكانت القرية آمنة في السنوات الماضية، على ما أوردت الوكالة الألمانية.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.