البنك الدولي يوافق على منح تونس قرضاً بقيمة 500 مليون دولار

دعماً لإصلاحاتها الاقتصادية

البنك الدولي يدعم شروط الإصلاح الاقتصادي في تونس
البنك الدولي يدعم شروط الإصلاح الاقتصادي في تونس
TT

البنك الدولي يوافق على منح تونس قرضاً بقيمة 500 مليون دولار

البنك الدولي يدعم شروط الإصلاح الاقتصادي في تونس
البنك الدولي يدعم شروط الإصلاح الاقتصادي في تونس

وافق البنك الدولي على منح تونس قرضا بقيمة 500 مليون دولار (نحو 1.3 مليار دينار تونسي) لدعم الإصلاحات الاقتصادية، من خلال النهوض بالاستثمارات الخاصة، وخلق الفرص أمام المؤسسات الصغرى والمتوسطة، مع العمل على حماية الأسر الفقيرة من التأثيرات السلبية للزيادات في الأسعار، ومراجعة منظومة دعم المواد الاستهلاكية.
وحسب ما أوردته وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسية، تشمل المشروعات المزمع تمويلها من قبل البنك الدولي في تونس، عدداً من البرامج في قطاعات الطاقة والماء والتكنولوجيا ودعم المبادرة الخاصة والبنية التحتية. وترتبط هذه التمويلات بمدى تقدم نسق الإصلاحات الاقتصادية التي أقرتها تونس، وهي تقريباً التوصيات نفسها التي اشترطها صندوق النقد الدولي لمواصلة تمويل الاقتصاد التونسي.
ويدعم البنك الدولي فكرة تنظيم منتدى للاستثمار في المشروعات الكبرى، والشراكة بين القطاعين العام والخاص المزمع تنظيمه نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي في تونس، وهو منتدى هدفه تحفيز الاستثمار وخلق انتعاشة اقتصادية، وتحقيق نسبة نمو قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل، والحد من ظاهرة التفاوت الجغرافي، وتقريب مؤشرات التنمية بعضها من بعض.
وفي هذا الشأن، قال سعد بومخلة الخبير الاقتصادي التونسي، إن مؤسسات التمويل الدولية تعتمد على المؤشرات نفسها، حين تقرر منح الاقتصادات القروض، وهي تنظر إلى ما تنفذه تلك البلدان من إصلاحات هدفها الأساسي الخروج من الأزمات وتوفير العائدات المالية التي تضمن استرجاعها للقروض التي قدمتها.
وفي الحالة التونسية، لم يتحرك البنك الدولي لمنح البلاد هذا القرض المؤجل منذ أشهر، إلا حينما رفعت البعثات المتكررة لصندوق النقد الدولي تقارير إيجابية تؤكد مضي السلطات التونسية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الكبرى، وقد تتراجع تلك المؤسسات الدولية عن مواصلة تمويل الاقتصاد التونسي، في حال التراجع المحلي عن مواصلة تنفيذ التوصيات المتفق بشأنها على حد تعبيره.
وكان البنك الدولي قد اتفق مع السلطات التونسية على تنفيذ برنامج للتعاون المالي بين الطرفين يمتد على سنتي 2018 و2019. وتضمن البرنامج مجموعة من مشروعات التنمية في عدد من المجالات الحيوية، إضافة إلى برنامج لدعم الميزانية التونسية.
وخلال السنة الحالية، يتضمن برنامج التعاون بين تونس والبنك الدولي مجموعة من المشروعات، منها بالخصوص تكثيف الفلاحة السقوية في أربع ولايات (محافظات) في الشمال الغربي التونسي، وتتمثل في باجة وبنزرت وجندوبة وسليانة، ويدعم البنكُ الدولي المشروعَ الرامي إلى تقليص الفوارق في النفاذ إلى التعليم في سن ما قبل الدراسة في القطاع التربوي، إضافة إلى تحسين ظروف التعليم في المدارس الابتدائية في عدد من مناطق تونس.
وخلال السنوات الخمس المقبلة، من المنتظر أن يموّل البنك الدولي المشروع النموذجي الهادف إلى تحسين الظروف البيئية، من خلال مد قنوات التطهير في عدد من المناطق الواقعة في أحياء شعبية شمال العاصمة التونسية، وفي عدد من مناطق الجنوب التونسي.
وتندرج هذه المشروعات في إطار الدعم المالي المقدَّر بـ350 مليون دولار، الذي يوفره البنك الدولي للدولة التونسية لتمويل مشروعات التنمية في الجهات. كما سيخصص جزء من هذه التمويلات يقدر بـ60 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تشغيل الشباب في المناطق المهمشة والأقل حظاً على مستوى مؤشرات التنمية.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».