رونالدو يحمل آمال البرتغال في مواجهة الأوروغواي وسواريز

في أول لقاء بين المنتخبين عبر تاريخهما ببطولات كأس العالم

لاعبو البرتغال يتوسطهم النجم رونالدو خلال التدريب الأخير قبل مواجهة الأوروغواي (رويترز)  -  أوروغواي بسواريز تصدرت المجموعة الأولى (أ.ف.ب)
لاعبو البرتغال يتوسطهم النجم رونالدو خلال التدريب الأخير قبل مواجهة الأوروغواي (رويترز) - أوروغواي بسواريز تصدرت المجموعة الأولى (أ.ف.ب)
TT

رونالدو يحمل آمال البرتغال في مواجهة الأوروغواي وسواريز

لاعبو البرتغال يتوسطهم النجم رونالدو خلال التدريب الأخير قبل مواجهة الأوروغواي (رويترز)  -  أوروغواي بسواريز تصدرت المجموعة الأولى (أ.ف.ب)
لاعبو البرتغال يتوسطهم النجم رونالدو خلال التدريب الأخير قبل مواجهة الأوروغواي (رويترز) - أوروغواي بسواريز تصدرت المجموعة الأولى (أ.ف.ب)

يلتقي منتخبا الأوروغواي والبرتغال اليوم، في مواجهة بنكهة مدريدية، بالدور ثمن النهائي لمونديال روسيا، يعول فيها المنتخب الأميركي الجنوبي على مدافع أتلتيكو مدريد دييغو غودين، لوقف نجم أبطال أوروبا كريستيانو رونالدو لاعب ريال.
عند ضفاف البحر الأسود، سيتجدد الموعد بين قائد الأوروغواي غودين، أحد أبرز المدافعين في العالم، وزميله في المنتخب ونادي أتلتيكو خوسيه ماريا خيمينيز، ضد مهاجم ريال، رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، والذي يقدم أداء لافتا مع البرتغال في المونديال الروسي.
في الدور الأول، سجل رونالدو (33 عاما) أربعة أهداف: «هاتريك» ضد إسبانيا في الجولة الأولى (3 - 3)، وهدف الفوز ضد المغرب في الثانية (1 - صفر)، علما بأن منتخب بلاده تعادل في الأخيرة مع إيران 1 - 1.
وتأهلت البرتغال إلى ثمن النهائي، كثانية المجموعة الثانية خلف إسبانيا، بينما تصدرت الأوروغواي المجموعة الأولى بفوز على مصر والسعودية بالنتيجة نفسها (1 - صفر)، وفوز على روسيا المضيفة (3 - صفر).
وحافظت الأوروغواي على نظافة شباكها في المباريات الثلاث للدور الأول. في ست مباريات في 2018، لم يتلق مرمى الأوروغواي أي هدف، وكان لغودين دور أساسي في ذلك، كيف لا وهو «خبير» حماية مرماه من الأهداف مع أتلتيكو مدريد، أحد أفضل الفرق الأوروبية دفاعا خلال الموسم الماضي، حيث حافظ على سجل خال من الأهداف في 34 مباراة في مختلف المسابقات.
هل تصمد هذه الصلابة أمام المرمى في مواجهة أحد أخطر مسجلي الأهداف في عالم كرة القدم حاليا؟ في رصيد رونالدو 85 هدفا دوليا، أكثر من أي لاعب أوروبي آخر.
وفي العامين الماضيين، سجل رونالدو «هاتريك» مرتين في مرمى أتلتيكو مدريد، علما بأن النادي الملكي خرج بقيادته فائزا على غريمه في العاصمة الإسبانية، مرتين، في نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويشتهر غودين بشراسته في الدفاع واستبساله لقطع أي فرصة، وفي وقت سابق من العام الحالي، اضطر لإجراء عملية جراحية لاستبدال ثلاثة من أسنانه بعد احتكاك هوائي قاس مع حارس مرمى فالنسيا، البرازيلي نيتو. وقال عنه مؤخرا أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا: «غودين نجم. يدافع، يقود، يسجل الأهداف، يحرز الألقاب، ولا يغيب عن أي مباراة».
في مباراة اليوم، من المقرر أن يعود خيمينيز، مسجل هدف الفوز في مرمى مصر، إلى قلب دفاع الأوروغواي، ليكون بجانب «شريكه» غودين، بعد غيابه عن مباراة روسيا بسبب الإصابة.
في المقابل رونالدو الذي يرجح أن يكون مشاركا في آخر مونديال له بعدما بلغ الثالثة والثلاثين من العمر، يرغب في العودة إلى هوايته المفضلة وتسجيل الأهداف، خاصة بعد أن انتزع منه قائد إنجلترا هاري كين صدارة ترتيب الهدافين، وبات الفارق بينهما حاليا هدفا واحدا (خمسة لكين، مقابل أربعة للبرتغالي).
وترغب الأوروغواي في تجاوز ثمن النهائي، المحطة نفسها التي بلغتها في مونديال 2014، قبل الخروج أمام كولومبيا (صفر - 2)، أما البرتغال فكانت أفضل نتيجة لها الحلول رابعة عام 2006، ولم تتخط الدور الأول في 2014.
ويتوقع ألا تكون المباراة سهلة لأي من المنتخبين اللذين يعرف بعضهما بعضا جيدا؛ لأن معظم اللاعبين يتشاركان كثيرا في أندية بالدوري الإسباني، ويعرف بعضهم بعضا.
وبعيدا عن غودين، ستشهد المباراة أيضا صراعا يتوقع أن يخطف الأضواء، بين رونالدو ولويس سواريز (غريمه في برشلونة).
ولا شك في أن صراعات الدوري الإسباني ستفرض نفسها، عبر المواجهة بين رونالدو نجم ريال مدريد، ولويس سواريز لاعب غريمه التقليدي برشلونة.
ويحظى منتخب الأوروغواي بثقة عالية، بعد أن حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بثلاثة انتصارات على مصر وروسيا والسعودية، ليتأهل من صدارة المجموعة الأولى. ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب البرتغالي، الذي استهل مشواره في المونديال بتعادل مثير 3 - 3 مع نظيره الإسباني بطل العالم 2010، ثم تغلب على صلابة المنتخب المغربي بالفوز 1 – صفر، قبل أن يتعادل مع إيران 1 – 1، في الجولة الثالثة الأخيرة، مستفيدا من تألق رونالدو الذي سجل ثلاثية (هاتريك) أمام إسبانيا، قبل أن يحرز هدف الفوز في شباك المغرب.
وقال الأوروغوياني سيباستيان كواتيس عن رونالدو: «سنراقبه بالاحترام نفسه كما نراقب الجميع، رغم أنه نجم، لا تحضر لمباراة بالنظر فقط إلى لاعب واحد».
وقال فيرناندو سانتوس، المدير الفني للمنتخب البرتغالي: «إنه (منتخب الأوروغواي) فريق هائل، لديه مدير فني (أوسكار تاباريز) قاده لمدة 12 عاما. ويعرف ما يرغب في تحقيقه خلال المباراة». وأضاف: «هم منتخب أميركي جنوبي تقليدي، لم يتلق مرماهم الأهداف، ليس فقط في كأس العالم هذه؛ بل طوال عام 2018، سنواجه منافسا قويا، ولن تكون المباراة سهلة على أي من الفريقين؛ لكنني أثق كثيرا في لاعبينا، وأتوقع تأهلنا إلى الدور المقبل».
وقال لاعب المنتخب البرتغالي سيدريك سواريز: «لديهم لاعبون متميزون كما هو الحال بالنسبة لنا، لديهم مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم. درسنا المنافس. إنه فريق قوي؛ لكننا نتمتع أيضا بقدرات عالية وسنسعى للفوز بالمباراة».
وتملك الأوروغواي بطلة 1930 و1950، نجوما من العيار الثقيل، ونقطة قوتها لا تقتصر على الدفاع، ففي هجومها يحضر اثنان من أخطر القناصين في العالم، لويس سواريز وإدينسون كافاني، وما بين الدفاع والهجوم أسماء لامعة، مثل رودريغو بنتانكور، ولوكاس توريرا، وماتياس فيسينو.
ويتمتع سواريز بثقة عالية، بعد أن سجل لبرشلونة 25 هدفا في الموسم الماضي في الدوري، وتوج معه باللقب. وقد سجل هدفين خلال المونديال الحالي، ليرفع رصيده في سجل مشاركاته بكأس العالم إلى سبعة أهداف خلال عشر مباريات.
كذلك يتطلع سواريز لتقديم عروض أفضل، من أجل محو ذكرياته السيئة في المونديال، حيث انتهت مشاركتاه السابقتان بشكل مخيب للآمال. فقد طرد سواريز في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، خلال مباراة دور الثمانية أمام غانا بسبب تصديه للكرة بيده، وحرمان الفريق الغاني من التقدم، وبعدها بأربعة أعوام، أثار حالة من الجدل خلال مونديال البرازيل، إثر عضته الشهيرة للإيطالي جيورجيو كيلليني، وقد أوقف بسببها لمدة أربعة أشهر.
أما رونالدو، فلا شك في أنه سيتوخى الحذر، بعد أن حالفه الحظ في عدم الحصول على بطاقة حمراء خلال مباراة إيران، واكتفى الحكم بمنحه إنذارا، وذلك إثر توجيه ضربة للاعب من الفريق المنافس.
ولن يعتمد منتخب الأوروغواي بشكل كلي على سواريز وحده، حيث يعلق الفريق أماله أيضا على شريكه الهجومي كافاني، كما يعتمد المنتخب الأكثر تتويجا ببطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) على صلابة دفاعه الذي لم يسمح بخطورة كبيرة على شباك الحارس فيرناندو موسليرا، الذي لم يهتز مرماه بأي هدف حتى الآن في البطولة الحالية.
وذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن موسليرا تدخل للدفاع عن شباكه سبع مرات فقط خلال المباريات الثلاث لأوروغواي في دور المجموعات. وآخر مرة سابقة لم تهتز فيها شباك بلاده، كانت في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وقد أنهى الفريق حينها مشاركته في المونديال في المركز الرابع.
وسبق للمنتخبين البرتغالي والأوروغوياني أن التقيا مرتين سابقتين فقط في مباراتين وديتين: أولهما في 1966 في لشبونة، وانتهت بفوز البرتغال 3 - صفر، وثانيهما في البرازيل عام 1972، وانتهت بالتعادل 1 - 1.
المفارقة أن هذه المباراة هي الأولى للأوروغواي ضد منتخب أوروبي في الدور ثمن النهائي لكأس العالم، منذ لقائها الوحيد في مونديال 1990، وكان ضد إيطاليا المضيفة، حين خسرت صفر - 2، بقيادة مدربها الحالي تاباريز.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.