بروكسل: ملتقى إعلامي إسلامي ـ أوروبي للتصدي لـ«الإسلاموفوبيا»

ناقش التمييز بين حرية التعبير والإساءة إلى الأديان ونبذ الكراهية

بروكسل: ملتقى إعلامي إسلامي ـ أوروبي للتصدي لـ«الإسلاموفوبيا»
TT

بروكسل: ملتقى إعلامي إسلامي ـ أوروبي للتصدي لـ«الإسلاموفوبيا»

بروكسل: ملتقى إعلامي إسلامي ـ أوروبي للتصدي لـ«الإسلاموفوبيا»

أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن الملتقى الإعلامي الإسلامي الأوروبي الذي ينطلق في بروكسل اليوم ويستمر يومين، يأتي بهدف الحد من خطاب الكراهية في وسائل الإعلام كما ستنظم في موازاته ورشة عمل لتقييم واعتماد الصيغة النهائية لمشروع الدليل التوجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية، الذي أعدته إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي.
وحسب المنظمين، فإن الملتقى الذي يعقد في مقر النادي الصحافي الأوروبي، يهدف إلى التعريف بمضامين الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي للتصدي لـ«الإسلاموفوبيا» (الرهاب من الإسلام)، التي اعتمدها وزراء الإعلام العرب في جدة في ديسمبر (كانون الأول) 2016. وأيضا التعريف ببرنامج الـ«إيسيسكو» لتدريب الإعلاميين في مجال معالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين.
كما يسعى الملتقى إلى تشخيص دور وسائل الإعلام في انتشار خطاب الكراهية وظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وبحث سبل التنسيق والتعاون بين الإعلاميين من دول منظمة التعاون الإسلامي ونظرائهم من الدول الغربية، من أجل تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والتمييز بين حرية التعبير والإساءة إلى الأديان ونبذ العنصرية والكراهية وتصحيح الصور النمطية السلبية عن الآخر، كما ذكرت مديرة دارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي مهى عقيل، من خلال بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه.
ويشارك في أعمال هذا الملتقى عدد من الإعلاميين من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومن الدول الأوروبية، وخبراء في القانون الدولي والإعلام وحقوق الإنسان، وممثلو منظمات غير حكومية مهتمة بقضايا الحوار والأمن والتعايش بين أتباع الأديان، ومدير اللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومياك).
وسيحضر افتتاح الملتقى صباح اليوم الجمعة 29 يونيو (حزيران) 2018، عدد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدة في بروكسل، والسفيرة، ممثلة منظمة التعاون الإسلامي في المفوضية الأوروبية في بروكسل، إضافة إلى ممثلي وزارتي العدل والداخلية في بلجيكا، والمفوضية الأوروبية، والبرلمان الأوروبي.
ومن المقرر أن يعتمد الملتقى في ختام أعماله «مشروع إعلان بروكسل من أجل الحد من خطاب الكراهية في وسائل الإعلام» و«مشروع الإعلان عن تأسيس الرابطة الدولية للإعلاميين من أجل الحد من الكراهية والتطرف».
وأُنشئت منظمة التعاون الإسلامي بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط في 25 سبتمبر (أيلول) 1969 رداً على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة. وعُقد في عام 1970 أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة في المملكة العربية السعودية، وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة. ويعتبر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام الحالي للمنظمة، الحادي عشر الذي يتولى هذا المنصب وذلك منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وفي نهاية يونيو من العام 2013 جرى افتتاح مقر بعثة المراقب الدائم للمنظمة لدى الاتحاد الأوروبي. وقال أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السابق بأن هذا الافتتاح له أهمية كبيرة. وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش حفل الافتتاح الرسمي للملتقى «كنت أسعى منذ العام 2005 لإنشاء هذا المكتب، والذي سيكون صوت العالم الإسلامي في عاصمة الاتحاد الأوروبي، وسيكون القناة التي تتعامل رسميا مع مؤسسات التكتل الأوروبي الموحد، وبمثابة مرآة تنعكس من خلالها مواقف العالم الإسلامي بالنسبة إلى قضايا كبيرة». واعتبر إحسان أوغلو في كلمة له خلال حفل الافتتاح الذي حضره مسؤولون ودبلوماسيون من أوروبا والعالم الإسلامي، أن المنظمة التي تضم 57 دولة تتطلع إلى تطوير العلاقات مع الاتحاد الذي يضم 27 دولة في عضويته. وقال في كلمته: «هناك أيضا اهتمام متزايد على أعلى مستوى في الاتحاد الأوروبي للتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي»، مشيرا إلى أن المنظمة هي ثاني أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة بوجود 57 دولة فيها من أربع قارات.
وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي وقعت اتفاقا مع وزارة الخارجية البلجيكية في عام 2011 لافتتاح بعثة في بروكسل وأنها في نوفمبر من العام نفسه اشترت المبنى الذي يقع فيه المقر.
وأعرب عن اعتقاده بأن «علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي في كافة المسائل التي نشترك فيها ستفيد الجميع فهناك حاجة للتعاون بين العالم الإسلامي وأوروبا وبالتالي فإن منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي الساعي إلى التحديث والاعتدال، ستكون المؤسسة المناسبة للتعامل مع الاتحاد الأوروبي».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.