وزير الخارجية المغربي يحذر من وجود آلاف الإرهابيين في أفريقيا

أشار إلى أن القارة تأتي بعد سوريا والعراق وأفغانستان في عدد الاعتداءات

جندي ألماني يشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في مالي (غيتي)
جندي ألماني يشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في مالي (غيتي)
TT

وزير الخارجية المغربي يحذر من وجود آلاف الإرهابيين في أفريقيا

جندي ألماني يشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في مالي (غيتي)
جندي ألماني يشارك في عملية لمكافحة الإرهاب في مالي (غيتي)

كشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أكثر من 10 آلاف مقاتل ينتمون لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» موجودون في أفريقيا.
وأشار بوريطة خلال اجتماع عقده التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في منتجع الصخيرات قرب الرباط أول من أمس، إلى إحصاء نحو 343 اعتداء إرهابيا في أفريقيا عام 2017، راح ضحيتها 2600 شخص على الأقل، أي أكثر من أوروبا بـ22 مرة، مشيرا إلى أن أكبر مجموعة إرهابية تابعة للقاعدة توجد حاليا في أفريقيا، وتضم أكثر من 6 آلاف مقاتل، ويقدر عدد العناصر المنتمية لهذه المجموعة بأفريقيا الغربية لوحدها بما يزيد على 3500 مقاتل.
وفي شمال أفريقيا، يعتبر عدد الأفراد المرتبطين بـ«داعش» مهم للغاية، ومن المرجح أن يتعزز بعودة مقاتلين متمرسين في الحروب من المنطقة العراقية - السورية.
وقال وزير الخارجية المغربي إنه «في إطار تطوّر استراتيجية (داعش) فإن أفريقيا من أكثر المناطق المستهدفة»، إذ «يستغل الإرهابيون» نقاط ضعفها، مضيفاً أن إعادة انتشار مقاتلي «داعش» في أفريقيا يستلزم أيضا شكلا من التعاون مع الدول الأفريقية، يمكّن من تحسين معرفتها بديناميكيات إعادة انتشار المقاتلين، واستباق تشكل معاقل دائمة لهم.
ودعا بوريطة إلى تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مشيرا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التحالف، إلى أنه باستثناء سوريا والعراق وأفغانستان، تعرضت أفريقيا لأكثر الاعتداءات الإرهابية و«عدد الضحايا فيها أكبر مما هو عليه في أوروبا».
وقال بوريطة إن «الدول الأفريقية لديها الكثير لتتعلمه من التحالف الدولي ضد (داعش) الذي شكّل في العام 2014 حول الولايات المتحدة، للتدخل في العراق وسوريا».
في الوقت ذاته، قال ماكغورك إن هذا الاجتماع الذي ركز، بشكل خاص، على الإرهاب في أفريقيا، كان فرصة لمواصلة تبادل المعلومات وضمان أن العمل يتم في إطار شبكة من أجل «الحفاظ على أمن أوطاننا»، مؤكدا أنه تم التركيز على وسائل تأمين الحدود لمنع تسلل المقاتلين الأجانب وتجفيف مصادر تمويلهم.
وأشاد المبعوث الأميركي بـ«الاجتماع الناجح جدا» الذي انصب على «محاولة إنهاء المهمة في سوريا».
وأفاد بأن التحالف خصص 90 مليون دولار لبرامج إعادة الإعمار في سوريا والعراق.
وردا على سؤال حول الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب، أكد المسؤول الأميركي على متانة العلاقات بين البلدين، مضيفا أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب هو أحد أوجه هذه الشراكة.
ويعد الاجتماع الذي ضم 50 وفدا من بينهم 20 من أفريقيا، الأول من نوعه، بحسب الوزير المغربي. وركز أساسا على حضور تنظيم داعش في أفريقيا، وتضمن مناقشة مفصلة للأولويات المتعلقة بمحاور العمل المتعددة للتحالف، بما فيها نشر الاستقرار، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب، وتمويل مكافحة الإرهاب والرسائل المناهضة للتطرف.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.