اتفق رئيس جنوب السودان سالفا كير وخصمه رياك مشار، أمس، على وقف «دائم» لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 48 ساعة، ما يثير أملا بالتوصل إلى اتفاق سلام لوضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وقال وزير خارجية السودان الدرديري محمد أحمد، عقب المحادثات في العاصمة السودانية: «اتفقت كل الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار (سيبدأ) في غضون 72 ساعة (48 ساعة من اليوم)»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وبعد ذلك، وقّع الخصمان «إعلان الخرطوم» بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم. وقال كير عقب التوقيع على الاتفاق: «هذا يوم انتظره شعبنا في جنوب السودان، وقد أتى الآن». أما مشار فقال إن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي في النهاية إلى «إنهاء الحرب».
بدوره، قال البشير: «نقدم هذا الاتفاق هدية لشعب جنوب السودان... وهذا الاتفاق ينص على أن السلام قد بدأ يعود إلى جنوب السودان».
وينص الإعلان على أن يشتمل ترتيب وقف إطلاق النار على فك الاشتباك وفصل القوات القريبة من بعضها، وسحب جميع قوات الحلفاء، وفتح ممرات إنسانية، والإفراج عن أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين. كما يسمح الاتفاق بنشر عناصر من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) لمراقبة وقف إطلاق النار.
وينصّ الاتفاق على أن «الترتيبات الأمنية التي سيتم تبنيها يجب أن تهدف إلى بناء قوة جيش وشرطة قومية وغيرها من الأجهزة الأمنية ذات الطبيعة الشمولية، على أن تكون خالية من القبلية والتبعات الإثنية». وأضاف: «يجب أن يتم الاتفاق على سياسات لنزع أسلحة المدنيين في جميع أنحاء البلاد».
ونص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية خلال 120 يوما، تحكم البلاد لمدة 36 شهرا. وجاء في الاتفاق أنه «خلال الفترة الانتقالية، ستستعد البلاد لإجراء انتخابات عامة». وأضاف: «لقد تم الاتفاق على أن تكون الانتخابات مفتوحة أمام جميع الأحزاب، وأن تكون حرة ونزيهة». وجاءت مفاوضات الخرطوم بعد فشل جولة من المحادثات بوساطة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الأسبوع الماضي. وبدأت محادثات الخرطوم الاثنين، ومن المقرر أن تستمر لمدة أسبوعين. وبعد ذلك، ستعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في نيروبي. ويتوقع أن تجري آخر جولات الحوار في آديس أبابا. واندلعت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2013، عندما اتّهم كير نائبه في ذلك الوقت مشار بالتخطيط للانقلاب عليه. وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد نحو أربعة ملايين.وبينما اشتعلت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل فيما بينها، ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب. وحصل جنوب السودان الذي يضم عدة إثنيات على استقلاله عن السودان في 2011، بعد حرب طويلة ودامية.
اتفاق على وقف النار في جنوب السودان
اتفاق على وقف النار في جنوب السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة