المبعوث الأممي إلى الصحراء يصل إلى الرباط غداً

TT

المبعوث الأممي إلى الصحراء يصل إلى الرباط غداً

يصل هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، غدا (الخميس) إلى مدينة الرباط المغربية، للقاء عدد من المسؤولين المغاربة قبل التوجه إلى الأقاليم الجنوبية، وذلك في إطار جولة ثانية له في المنطقة، ضمن مساعي الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، طبقا لقرار مجلس الأمن 2414، الذي تم اعتماده أواخر أبريل (نيسان) الماضي. ونص القرار الأممي على ضرورة «إحراز تقدم في البحث عن حل سياسي واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء». كما طلب القرار من الدول المجاورة «تقديم مساهمة مهمة في العملية السياسية، والانخراط بشكل أكبر في المفاوضات». وتبعا لذلك بدأ كولر زيارته الأحد الماضي من الجزائر. كما زار الاثنين العاصمة الموريتانية نواكشوط للقاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. ووصل مساء أول من أمس إلى مخيمات تندوف، وأجرى أمس مباحثات مع إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة البوليساريو.
وكان فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة، قد أعلن أن الزيارة تهدف إلى «تعميق فهم كولر للواقع الميداني، وبحث سبل المضي قدما في العملية السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2414».
ومن المقرر أن يركز كولر خلال زيارته للأقاليم الجنوبية (الصحراء)، التي تشمل محافظات العيون والسمارة والداخلة، على الصعوبات التي تواجهها البعثة الأممية للصحراء «مينورسو»، بعد التحركات العسكرية لجبهة البوليساريو الانفصالية في المنطقة العازلة بالكركارات وقرب الجدار الأمني خلال الأشهر الماضية، والتي ندد بها المغرب بشدة، وأعلن أنه «مستعد لأي خيار من أجل الدفاع عن سيادته ووحدته الترابية».
وكان مجلس الأمن قد حدد أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، موعدا لتقييم تقدم العملية السياسية قصد إيجاد حل لنزاع الصحراء، كما نص قرار مجلس الأمن أيضا على تمديد مهمة قوات «مينورسو» لمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء لمدة 6 أشهر، وهي المرة الأولى التي حصر فيها مجلس الأمن ولاية «مينورسو» في هذه المدة القصيرة، بعد أن كان يحددها في سنة خلال الولايات السابقة. وبناء على ذلك سيكون على الأمين العام تقديم تقريره حول الصحراء لمجلس الأمن في أكتوبر المقبل، والذي سيتضمن طلبا جديدا لتمديد مهمة «مينورسو» ستنتهي مع نهاية أكتوبر المقبل.
يذكر أن كولر الرئيس الألماني الأسبق، الذي عين في منصبه في أبريل عام 2017 خلفا للأميركي كريستوفر روس، كان قد التقى وفدا مغربيا بقيادة وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، في لشبونة مطلع مارس (آذار) الماضي، وجرى خلال اللقاء تقديم مقترح الحكم الذاتي، وعرض عناصره بشكل مفصل، وأيضا المقومات والأسس القانونية له. كما أثار الوفد المغربي كلفة تعطيل البناء المغاربي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.