«اتحاد الشغل» يحذر الحكومة التونسية من عواقب الزيادة في الأسعار

TT

«اتحاد الشغل» يحذر الحكومة التونسية من عواقب الزيادة في الأسعار

حذر الاتحاد العام التونسي للشغل أمس من أثر الزيادات في أسعار المحروقات، وزيادات أخرى محتملة للمواد الأساسية المدعمة على الوضع الاجتماعي المتوتر أصلا في البلاد منذ فترة، وذلك بسبب عدم استقرار الوضع السياسي والزيادات التي شهدها أكثر من قطاع، وهو ما ضاعف من غضب الطبقات الفقيرة.
وقال الاتحاد في بيان له أمس إن الزيادة الحاصلة في المحروقات، والزيادات اللاحقة المبرمجة، التي أملتها الدوائر المالية العالمية على الحكومة، «لن تزيد إلا في إثقال كاهل عموم الشعب، وتأزيم وضع المؤسسات الاقتصادية». مبرزا أن الزيادات: «علاوة على أثرها السيئ على القدرة الشرائية، فإنها تسرع في وتيرة التهريب والسوق الموازية وتوسيع نطاقهما».
ويأتي موقف الاتحاد بعد أيام قليلة من إقرار الحكومة زيادة في أسعار البنزين بواقع 4 في المائة، وهي الزيادة الثالثة في العام الجاري، وقد تعقبها زيادات أخرى في حال استمر ارتفاع سعر برميل النفط عالميا.
وتقول الحكومة إن الهدف من هذه المراجعة الدورية هي حماية التوازنات المالية للدولة، وتقليص العجز في الموازنة إلى مستوى 9.‏4 في المائة بعدما كان وصل إلى 6 في المائة في 2017.
كما حذر الاتحاد أمس من أن أي إجراء إضافي سيؤدي إلى رفع أسعار المواد الأساسية، بما فيها المواد المدعومة والأدوية، وكذلك الخدمات الاجتماعية كالنقل وغيرها، ما قد يهدد بتفجير احتجاجات اجتماعية جديدة.
وتعطلت مفاوضات سابقة بين أحزاب الائتلاف الحكومي ومنظمات وطنية من بينها اتحاد الشغل، في تقرير مصير الحكومة الحالية بجانب التوافق حول حزمة جديدة من الإصلاحات والإجراءات العاجلة لإنعاش الاقتصاد.
ويدعم الاتحاد وحزب حركة نداء تونس، الذي يقود الائتلاف، فكرة التخلي عن حكومة يوسف الشاهد الحالية، وذلك قبل عام واحد من الانتخابات المقررة في سنة 2019، أو إجراء تعديل شامل للوزراء. وحققت تونس في الربع الأول من العام الحالي نسبة نمو بلغت 5.‏2 في المائة، وذلك لأول مرة منذ عام 2016، علما بأن النسبة لم تتخط إجمالا على مدى ست سنوات من 2011 واحدا في المائة، لتشهد ارتفاعا إلى مستوى 9.‏1 في المائة في 2017.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.