كروس يعيد الأفراح إلى ألمانيا والجماهير تنتظر الانطلاقة الحقيقة

المنتخب السويدي يعيش مشاعر متباينة بين الإشادة بروح اللاعبين القتالية والحزن على خسارة الدقيقة الأخيرة

الجماهير الألمانية احتشدت في أكبر ميادين برلين للاحتفال بفريقها (أ.ف.ب)
الجماهير الألمانية احتشدت في أكبر ميادين برلين للاحتفال بفريقها (أ.ف.ب)
TT

كروس يعيد الأفراح إلى ألمانيا والجماهير تنتظر الانطلاقة الحقيقة

الجماهير الألمانية احتشدت في أكبر ميادين برلين للاحتفال بفريقها (أ.ف.ب)
الجماهير الألمانية احتشدت في أكبر ميادين برلين للاحتفال بفريقها (أ.ف.ب)

ظل يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني طوال الأسبوع يتساءل كيف سيكون رد فعل أبطال العالم على هزيمتهم أمام المكسيك في المباراة الافتتاحية للفريق في مونديال روسيا، وجاءت الإجابة عبر الفوز القاتل بعشرة لاعبين على السويد 2 - 1. وهي نتيجة يتمنى المدرب أن تكون إشارة على أن القادم أفضل.
وكان المنتخب الألماني على وشك الخروج المبكر من كأس العالم بعد تأخره بهدف أمام السويد، ولكن رجال لوف كانوا على قدر التحدي وخطف توني كروس هدف الفوز القاتل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.
وقال لوف: «حالفنا الحظ بعض الشيء في تحقيق الفوز في الوقت بدل الضائع وبعشرة لاعبين، ولكن أعتقد أنه فوز مستحق، لقد وثقنا بأنفسنا».
وأضاف: «قد تكون إشارة جيدة، ربما الفريق في حاجة لمثل هذا الانتصار».
الفوز الدرامي على السويد هو مجرد خطوة أولى، حيث يحتاج الفريق الألماني للفوز بهدفين أو أكثر أمام كوريا الجنوبية يوم الأربعاء المقبل في كازان من أجل التأهل، وفي حال تحقيق أي نتيجة أخرى سيضطر الألمان لانتظار محصلة مواجهة السويد مع المكسيك في يكاترينبرغ لمعرفة مصيرهم، حيث إن الفرق الأربعة بالمجموعة السادسة لديها فرصة للتأهل.
وقال مهاجم ألمانيا توماس مولر: «علينا أن نواصل الحلم، قد تكون هذه هي نقطة التحول التي نحتاجها».
وأضاف: «كل شيء جائز، من أسوأ احتمال إلى الأفضل».
واعترف مولر بأن المباراة أمام السويد لم تكن مثالية ولكنها بمثابة رد جيد على الخسارة أمام المكسيك بهدف دون رد.
وتابع: «لقد أظهرت مباراة السويد بعض نقاط الضعف لدينا، ولكن ليس مثلما حدث أمام المكسيك، علينا أن نقوم بعملنا خطوة خطوة في البطولة».
ومن جانبه أوضح كروس: «ليس لدينا متسع من الوقت حتى المباراة القادمة، لكن علينا أن نهزم كوريا الجنوبية».
وأضاف: «الفوز بهدف قد لا يكون كافيا لذا علينا أن نحكم قبضتنا على المباراة منذ الدقيقة الأولى».
وسيضطر لوف لإيجاد بديل للمدافع غيروم بواتينغ الذي تعرض للطرد في الدقيقة 82 لحصوله على إنذارين، وبالتالي فإن ماتس هوميلس الذي غاب عن المباراة بسبب مشكلة في الظهر قد يعود للمشاركة.
كما سيخضع لاعب الوسط سيباستيان رودي للفحص بعد تعرضه لكسر في الأنف.
ولم يشرك لوف لاعبي الوسط مسعود أوزيل وسامي خضيرة أمام السويد بسبب تعرضهما للنقد بعد الأداء المخيب أمام المكسيك، لكنه أكد أن الفريق الألماني يحتاجهما في باقي فعاليات البطولة.
ومما لا شك فيه أن ألمانيا بات عليها أن تثق في قدرات توني كروس كقائد بعدما تحمل المسؤولية وسجل هدف الانتصار في الوقت القاتل ليضع بلاده على طريق التأهل إلى دور الستة عشر.
وتعرض لاعب الوسط المخضرم، الذي أحرز لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات مع بايرن ميونيخ وريال مدريد، لانتقادات لفترة طويلة بداعي إخفاقه في تولي مسؤولية قيادة المنتخب الألماني بطل العالم 2014 خلفا للثنائي فيليب لام وباستيان شفاينشتايغر.
وبدا كروس سعيدا بلعب دور الرجل الثاني وبقي متألقا في أداء دوره بخط الوسط وترك مسؤولية القيادة لآخرين سواء في ناديه أو منتخب بلاده.
وفي ريال مدريد يقود كريستيانو رونالدو والقائد سيرجيو راموس الفريق الإسباني الذي يبذل فيه كروس مجهودا واضحا وساهم في تتويجه بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات.
وفي منتخب بلاده، ومنذ رحيل لام وشفاينشتايغر، لم يظهر أي لاعب آخر ليكون القائد الأول حتى جاءت مباراة السويد التي كان الفريق خلالها على شفا الخروج المبكر من البطولة، وتصدى كروس لتنفيذ ركلة حرة في الثواني الأخيرة وأطلق تسديدة هائلة داخل الشباك ليهدي ألمانيا الانتصار الثمين.
ولو كانت ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات، خسرت هذه المباراة لودعت في سابقة تاريخية لم تحدث لها مطلقا بالمسابقة العالمية.
وأثارت الاحتفالات المبالغ بها التي قام بها لاعبو وأفراد من الجهاز الفني الألماني على مقربة من دكة البدلاء السويدية، حفيظة مدرب المنتخب الاسكندينافي وتسببت بإشكال بين الطرفين. لكن المنتخب الألماني تقدم باعتذار لمنافسه السويدي ونشر الفريق بيانا قال فيه: «كانت مباراة مشحونة بالمشاعر. في النهاية، بعض ردود الفعل أو حركات جهازنا الفني جانب الدكة السويدية كانت عاطفية جدا. هذه ليست الطريقة المثالية للقيام بالأمور، عذرا للمنتخب السويدي».
وكانت لقطات المباراة أظهرت قيام أحد إداريي المنتخب الألماني نحو مقاعد بدلاء السويد للاحتفال بشكل استفز مدرب الأخير يان أندرسون.
وشرح الأخير ما جرى بقوله: «لقد أثاروا حقا حفيظتي وجعلوني غاضبا من خلال ركضهم نحونا والقيام بحركات على مقربة منا».
وتابع: «كان هناك الكثير من الناس المنزعجين حقا على مقاعد البدلاء. قاتلنا لمدة 95 دقيقة. يفترض أنه عندما تطلق صافرة النهاية عليك المصافحة والمضي في طريقك. كنت غاضبا حقا. هم لم يفعلوا ذلك، تحتفلون معا وتتركون خصمكم غارقا في حزنه. لا يجب التصرف بهذا الطريقة».
وقال بونتوس يانسون لاعب السويد البديل إنه فقد أعصابه مع الألمان لكنه تقبل أنهم ندموا في نهاية المطاف على تصرفاتهم.
وأضاف يانسون: «بعضهم احتفل بطريقة غير محترمة في رأيي. كانت هناك الكثير من المشاعر، استقبلنا هدفا وخسرنا المباراة، لذا كان الأمر في غاية المرارة. ربما كانت هناك حالة غضب غير ضرورية مني، لكنهم اعتذروا لاحقا وتقبلت الأمر».
وأكد لوف مدرب ألمانيا عدم ضلوعه فيما جرى. قائلا: «بعد صافرة النهاية، كنت ومساعدي نركز على أمور أخرى، كنا نحتفل، لم أر الحركات التي حصلت تجاه مقاعد السويد، على الإطلاق».
وكان لانتصار ألمانيا رد فعل كبير أيضا في الصحف المحلية التي نشرت أمس صورا لتوني كروس بطول صفحتها الرئيسية أمس وأغدقت الثناء على لاعب الوسط الدولي صاحب هدف الإنقاذ.
وذكرت صحيفة «بيلد إم سونتاغ»: «شكرا كروس، يا لها من نهاية للمباراة».
فيما كتبت صحيفة «فيلت إم سونتاغ»: «كروس أنقذ ألمانيا»، مشيرة إلى أن المباراة كانت ستشتهر دائما باسم «لعنة سوتشي» لو لم يسجل كروس هدف الفوز القاتل.
وأشارت «تجايس شبيغل» إلى أن الفريق الذي يبدأ ببطء غالبا يبدع في كأس العالم، حيث خسر المنتخب الألماني في مباراته الأولى أمام المكسيك ويستعد الآن لملاقاة كوريا الجنوبية يوم الأربعاء المقبل واضعا في اعتباره ضرورة الفوز للعبور لدور الستة عشر.
وأوضحت الصحيفة: «الآن بدأت الرحلة».
من جانبها كتبت صحيفة «أفتونبلادت»: «تصبح الأفضل عندما يستدعي الأمر».
في المقابل حاولت الصحف السويدية عدم التشاؤم رغم أن الهزيمة أمام ألمانيا صعبت من مهمة التأهل للدور التالي.
ويلتقي الفريق السويدي مع نظيره المكسيكي يوم الأربعاء وإذا فاز فإن السويد والمكسيك وألمانيا سيصبح في رصيدهم ست نقاط.
وكتب الصحافي السويدي أندريس ليندبلاد في عموده بصحيفة «سفينسكا داجبلادت»: «الشوط الأول كان مذهلا، هدف تويفونين كان بمثابة سحر، لكننا خرجنا خاسرين بعد 95 دقيقة لعب، الضربة الحرة لتوني كروس كانت جميلة، لكن الفريق السويدي مقاتل».
لكن رغم الإشادة بالروح للقتالية للفريق السويدي لم ترحم الجماهير اللاعب يمي دورماز الذي تسبب في الركلة الحرة التي أحرز منها كروس هدف فوز ألمانيا، وتعرض لعاصفة من عبارات الكراهية والإهانات على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقلل دورماز، البالغ من العمر 29 عاما، والذي ولد في السويد لأبوين آشوريين هاجرا من تركيا من تأثير ما تعرض له قائلا: «هذا شيء لا يزعجني. أنا فخور هنا وأمثل بلدي». وانبرى زملاؤه للدفاع عنه وأشاد به المهاجم يون جيديتي الذي قال: «دورماز ركض وقاتل طيلة المباراة، إنه سوء حظ ومن الحماقة أن يتعرض لهذه الإهانات بسبب ذلك».


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.