الحريري التقى بابا الإسكندرية: قوتنا في اعتدالنا

TT

الحريري التقى بابا الإسكندرية: قوتنا في اعتدالنا

أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري، أن «التنوع الذي تنعم به مصر ولبنان يشكل قوة». ورأى أن «قوة البلدين تكمن في اعتدالهما». وأثنى على دور «القيادات الحكيمة التي تحارب التطرف الذي هو نقيض الدين».
كلام الحريري جاء خلال استقباله بعد ظهر أمس بدارته في «بيت الوسط»، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، على رأس وفد من الكنيسة القبطية، في حضور الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، جمال الجراح وغطاس خوري، سفير مصر نزيه النجاري، النائب السابق باسم السبع والمستشارين داود الصايغ ومحمد السماك.
وأعرب البابا تواضروس في مستهل اللقاء، عن سعادته بوجوده في لبنان، متمنيا للحريري التوفيق في تشكيل الحكومة. وقال إن «سلام لبنان واستقراره أمر يهمنا في مصر، لأن لبنان ومصر لطالما جمعتهما عبر التاريخ علاقات وقواسم مشتركة، ولا سيما ما يتعلق منها بالتنوع بين مختلف الطوائف وخاصة بين المسلمين والمسيحيين ما يشكل غنى للبلدين».
من ناحيته، رحب الحريري بالبابا تواضروس قائلا: «وجودكم هنا شرف كبير لنا. إن مصر تشكل الدولة الأم والصديقة للبنان، وعلاقاتنا ممتازة معها. والتنوع الموجود في بلدينا يشكل قوة وليس مصدر ضعف». وأضاف: «هناك قيادات حكيمة تحارب التطرف الذي هو في النهاية سياسة ولا علاقة له بالدين، وقوتنا في اعتدالنا، ولبنان يحافظ دائما على هذا التنوع المنصوص عليه في دستوره، وإن شاء الله نكمل وإياكم مسيرة الاعتدال». وتوجه الحريري إلى البابا تواضروس: «لبنان فخور بوجودكم هنا، ونأمل أن يستمر التواصل بيننا وبين بلدينا». وفي نهاية اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية».
واستقبل الحريري أيضا وفداً من «الشركة الدولية للمعارض» ضم رئيس الشركة البير عون، والمدير العام للشركة طوني الغطاس، ومدير المشاريع فيها جورج بو ناهض، وتسلم منهم دعوة لافتتاح معرض project Lebanon، الذي تقام مراسم افتتاحه يوم الثلاثاء المقبل في «سي سايد بيروت».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.