الأكل في مانشستر... في مبنى شركة تأمين وقاعة سينما خاصة

مانشستر من المدن البريطانية التي يمكن أن تنافس لندن يوما ما في مجال الطعام، والدليل هو الكم الهائل من الاستثمارات في مجال الطعام والمطاعم.
وما يميز مانشستر هي أنها استعانت بنجاح لندن وطورته بطريقة تتناغم مع عمرانها الذي لا يمكن أن يضاهي مدينة مثل لندن، فكان لا بد من إيجاد بديل آخر، فكان الطعام.
خيارات الطعام في المدينة الشمالية كثيرة ومتنوعة وعالمية بامتياز، ولكن يبقى ما يشدنا ويستحق الكتابة عنه مثل:
- ذا تافرن The Tavern التابع لفندق كينغ ستريت تاونهاوس King Street Townhouse في وسط مانشستر التجاري.
هذا المطعم مميز لعدة اعتبارات، على رأسها أنه يقع ضمن فندق من فئة بوتيك بديكور رائع وعصري للغاية، وهذا واضح من الأثاث والأرائك في البهو الرئيسي الذي يعتبر امتدادا للمطعم، ويعتني هذا المكان بالتفاصيل بشكل لافت، فكل زاوية فيه تضم إنارة مميزة وأثاثا مختلفا إلى أن تصل الطابق السفلي حيث توجد غرفة سينما خاصة تتبعها غرفة طعام يمكن حجزها بكاملها لك ولضيوفك. المبنى كان في الماضي مصرفا وبني عام 1872 ليتحول بعدها إلى فندق تابع لمجموعة «إلكتريك» الحائزة على عدة جوائز لتصميمها العصري.
«ذا تافرن» مطعم يفتح أبوابه طيلة النهار ويقدم الفطور والغداء والعشاء، ويمكن حجز السينما أيضا لتناول الحلوى فيها عقب العشاء. لائحة الطعام تعتمد على أطباق المتوسط، وتعتمد على مبدأ المشاركة، أما الأطباق الرئيسية فهي تعتمد على المنتجات المحلية والمزارع الواقعة عند تخوم المدينة. وبعد الانتهاء من تناول الطعام يمكنك أن تختار فيلما يعرض في قاعة السينما الخاصة، وتتناول فيها الحلوى والفوشار.
- روفيوج Refuge التابع لفندق «برينسيبال»، يقع في المبنى الذي يحمل اسمه والذي كان في السباق مبنى لأكبر شركة تأمين في مانشستر، واليوم أصبح قبلة الذواقة والباحثين عن الأجواء الجميلة لأن المبنى لا يزال محافظا على كل خصائصه ولا يزال اللون القرميدي غالبا عليه، وتتوزع جلساته إلى عدة أماكن تختار من بينها، حيث توجد حديقة مسقوفة في الداخل أنصحك بتناول العصير فيها إلى حين جهوزية الطاولة في المطعم الرئيس. الطعام في Refuge مميز جدا لأن الطاهي الرئيسي فيه اختار أطباقا من حول العالم ولعب في نكهاتها وجعلها أطباقا فريدة، إلا أن المطبخ الطاغي على لائحة الطعام فهو المطبخ الشرق أوسطي، ولكن بذكاء شديد استطاع الطاهي تطويع النكهات الشرقية ليجعلها تتلاءم مع الذائقة الغربية، فعلى سبيل المثال، لعب بطريقة تحضير البابا غنوج فحول الباذنجان إلى نوع من الكريمة وقدمها إلى جانب الخبز اللبناني المقرمش، كما قدم القرنبيط بطريقة عصرية جدا.
اللافت في هذا المطعم هو السخاء وحجم الأطباق الكبير، فجميع الأطباق تقدم على الطاولة للمشاركة، بسعر محدد (35 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد) ولكن الكمية أكثر من كافية، وتنوع الأطباق لافت، والمكونات طازجة.
المطعم يقع تحت مظلة «فولت ريستورانت Volt» التي تملك أكثر من مطعم وجميعها حائزة على جوائز كبرى.
- «توينتي ستوريز» 20 Stories وهو من أجدد عناوين الأكل في مانشستر، يقع في الطابق التاسع عشر من مبنى «سبينينغفيلد» ويطل على المدينة بالكامل، وفيه جلسات خارجية رائعة بالإضافة إلى المطعم الذي يشرف عليه الشيف إيدن بايرن الطاهي الأصغر في بريطانيا الذي يحصل على نجمة ميشلان. وعمل في الماضي في «داينسفيلد هاوس آند سبا» في مارلو وفي «أوك روم» في الـOrangery بلندن.
لائحة الطعام مستوحاة من المكونات والمنتجات الذي يشتهر بها القسم الشمالي من إنجلترا وهذا ما سعى إليه الشيف. الديكور جميل جدا والجلسة في الخارج هي الأجمل في المدينة.