القاهرة وواشنطن تبحثان سبل إحياء مفاوضات السلام

السيسي أكد دعمه لتسوية عادلة وشاملة

السيسي خلال استقباله الوفد الأميركي في القاهرة أمس («الرئاسة المصرية»)
السيسي خلال استقباله الوفد الأميركي في القاهرة أمس («الرئاسة المصرية»)
TT

القاهرة وواشنطن تبحثان سبل إحياء مفاوضات السلام

السيسي خلال استقباله الوفد الأميركي في القاهرة أمس («الرئاسة المصرية»)
السيسي خلال استقباله الوفد الأميركي في القاهرة أمس («الرئاسة المصرية»)

أجرت مصر والولايات المتحدة محادثات في القاهرة أمس الخميس، تناولت مساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمبادرات الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية شاملة. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل من جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي، وجيسون غرينبلات مساعد الرئيس الأميركي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، والوفد المرافق.
وقال السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن كوشنير استعرض جهود الإدارة الأميركية واتصالاتها الحالية، للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تحسين الوضع الإنساني في غزة. فيما أكد الرئيس السيسي دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
ووفقا لبيان المتحدث، فإن الرئيس السيسي استعرض الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع، ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، فضلاً عن الاتصالات المستمرة التي تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث شدد على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية، سيوفر واقعاً جديداً يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة.
وأضاف السفير راضي، إن كوشنير أكد خلال اللقاء، ما تمثله مصر كركيزة أساسية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن أن تقوم به استناداً لدورها التاريخي في هذا الإطار، خاصة في ضوء ما نجحت الدولة المصرية في تحقيقه من استقرار على الرغم الوضع الإقليمي المتأزم، وكذلك النجاح الملحوظ في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والجهود التنموية التي أحدثت طفرة واضحة في مجمل الأوضاع في مصر، معرباً عن تقدير الإدارة الأميركية ودعمها للجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دورها في دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.
ومن جهته، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على استمرار تعزيز وتنمية علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، على نحو يخدم المصالح المشتركة للبلدين، في ظل حالة عدم استقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وما تمر به من أزمات، مستعرضاً الجهود التي تقوم بها مصر، حالياً، لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وذلك بالتوازي مع مساعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في السياق ذاته، قال بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، إن المستشار جاريد كوشنر «اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الوقت الذي يواصل فيه عقد اجتماعات في الشرق الأوسط، بشأن خطة مرتقبة منذ فترة طويلة يعدها للسلام بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية».
وأوضح البيان، أن كوشنر، وهو زوج ابنة الرئيس دونالد ترمب، وجيسون غرينبلات المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، ناقشا مع السيسي أيضا، تدعيم العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، والحاجة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وعقد كوشنر وغرينبلات اجتماعين مماثلين خلال الأسبوع الحالي، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان. وكوشنر مكلف بوضع خطة ترمب لإقامة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال البيت الأبيض إن الخطة سوف تنشر قريبا.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.