تونس: اتحاد الشغل يقود مشاورات لتغيير حكومة الشاهد

TT

تونس: اتحاد الشغل يقود مشاورات لتغيير حكومة الشاهد

يقود الاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال) مشاورات سياسية واجتماعية، تتعلق بمصير حكومة الوحدة الوطنية، التي يقودها يوسف الشاهد، بعد أن قام بسلسلة من المشاورات السياسية خلال الأسبوع الماضي، بمباحثات مع عدد من قادة الأحزاب السياسية والاجتماعية.
وأكد نور الدين الطبوبي، الأمين العام لاتحاد الشغل (رئيس النقابة)، أن اللقاءات المستمرة لن تنتهي إلا بانتهاء الأزمة، موضحا أن آخر هذه اللقاءات كان مع وفد من حزب النداء، وبحضور حافظ قائد السبسي، المدير التنفيذي للحزب، حيث اتفق الطرفان على ضرورة إزاحة رئيس الحكومة، والانطلاق الفوري في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية المضمنة في «وثيقة قرطاج 2» حتى تتمكن تونس من الخروج من الأزمة التي تعيشها، حسبما تضمنه بلاغ مشترك بينهما.
وعقد اتحاد الشغل 14 اجتماعا في غضون أسبوع واحد، مما حول الضغط السياسي بعد تعليق المشاورات من قصر قرطاج إلى «ساحة محمد علي» (وسط العاصمة التونسية)؛ حيث يقع مقر الاتحاد. كما عقد رئيس النقابة خلال الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة اجتماعات في يوم واحد، بهدف إيجاد حل سريع للأزمة، ودعم الجهات السياسية والاجتماعية المنادية بالإطاحة برئيس الحكومة.
وبهذا الخصوص، قال سامي الطاهري، المتحدث باسم اتحاد الشغل، إن المنظمة النقابية ستعمل بتنسيق مع جميع الفاعلين على إعلان قرار في أقرب وقت، يساهم في تجاوز الأزمة السياسية والاجتماعية؛ مشددا على أن كل الأطراف التي التقاها الاتحاد كانت حاسمة في مواقفها، وتمسكت بضرورة تغيير رئيس الحكومة وحكومته، باستثناء حركة النهضة التي كان للاتحاد لقاء أولي مع رئيسها راشد الغنوشي، في انتظار عقد لقاء آخر.
وقال المنجي الحرباوي، المتحدث باسم حزب النداء، إثر لقائه مع عدد من القيادات النقابية: «هذا الاجتماع يأتي في إطار الدعوة إلى حوار وطني واسع، وتشكيل جبهة إنقاذ لمناقشة الوضع الحالي والأزمة الحكومية الخانقة، والانعكاسات الخطيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، خاصة بعد توقّف الحوار والمفاوضات حول (وثيقة قرطاج 2)، وخروج تصريحات تمس الأمن القومي العام، ومن بينها الترويج لانقلاب سياسي مزعوم».
ويتمسك حزب النداء، الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس الحالي)، واتحاد الشغل (نقابة العمال)، وحزب الاتحاد الوطني الحر، الذي أسسه رجل الأعمال التونسي سليم الرياحي، بضرورة تغيير شامل للحكومة، واقتراح رئيس حكومة جديد لتنفيذ برنامج اجتماعي واقتصادي جديد، فيما تدعو حركة النهضة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (مجمع رجال الأعمال)، وحزب المبادرة بزعامة كمال مرجان، إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي، قبل أشهر قليلة من بدء التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبرمجة خلال السنة المقبلة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.