الصغار يحبطون الكبار في روسيا

بعد نتائج ألمانيا والأرجنتين والبرازيل في كأس العالم

إعادة هدف سويسرا أمام البرازيل كشفت أن صاحب الهدف دفع مدافع البرازيل قبل إحرازه
إعادة هدف سويسرا أمام البرازيل كشفت أن صاحب الهدف دفع مدافع البرازيل قبل إحرازه
TT

الصغار يحبطون الكبار في روسيا

إعادة هدف سويسرا أمام البرازيل كشفت أن صاحب الهدف دفع مدافع البرازيل قبل إحرازه
إعادة هدف سويسرا أمام البرازيل كشفت أن صاحب الهدف دفع مدافع البرازيل قبل إحرازه

عندما اتخذت البرازيل أخيراً خطوتها الأولى في رحلتها نحو كأس العالم، الأحد، بدت تلك بداية لمسيرة جديدة وفرصة للتخلص من الكابوس الذي لازم المنتخب منذ أربع سنوات والذي خلق سحابة من الحزن والحداد خيمت على البلاد بأكملها عندما سقطت البرازيل أمام ألمانيا ومنيت بهزيمة كارثية بنتيجة 7 - 1.
كانت الرحلة طويلة بالنسبة للبرازيليين منذ تلك اللحظة القاتمة حتى مباراتهم الأولى في بطولة كأس العالم في روسيا، وقد نجحوا خلالها شهراً بعد آخر في التعافي شيئا فشيئاً واستعادوا الثقة بفضل الأداء الذي قدمه المنتخب تحت قيادة المدرب تيتي. وأثارت مشكلات الإصابة التي ألمت بنيمار القلق، لكن بدا واضحاً منذ وقت مبكر نسبياً أنه سيتمكن من المشاركة في البطولة.
باختصار، وصلنا روسيا في لياقة بدنية جيدة وتحدونا آمال كبيرة. ومع هذا، فإنه في غضون دقائق من انطلاق مباراتنا الأولى أمام سويسرا في روستوف، بدا واضحاً أمامنا أن المواجهة لن تكون بالسهلة. بدأ السويسريون المباراة بقوة وروح هجومية وأظهروا منذ اللحظة الأولى كيف ينوون التعامل مع نجم البرازيل الأكبر: نيمار.
فرض المنتخب السويسري رقابة لصيقة على نيمار وخلق صعوبات جمة أمام حركته داخل الملعب. وبدا واضحاً أنه بدأ يشعر بالإحباط إزاء التركيز المفرط عليه، ما دفعه لأن يطلب من الحكام أن يوفروا له مزيدا من الحماية. وجاءت النتيجة متمثلة في أنه لم يقدم مستوى الأداء المنتظر منه، الأمر الذي أثر بالسلب على أداء خط الهجوم البرازيلي بوجه عام.
إضافة لذلك، لم يكن الحكم مصدر عون، ذلك أن هدف التعادل الذي سجلته سويسرا مثير للجدل على نحو بالغ وكشفت إعادة الهدف بالفيديو توجيه صاحب الهدف دفعة واضحة بحق لاعب قلب الدفاع البرازيلي، ميراندا. الأسوأ عن ذلك، أن البرازيل كان ينبغي احتساب ركلة جزاء لصالحها في الشوط الثاني عندما وقعت مخالفة بحق غابرييل جيسوس.
اللافت أنه في الحالتين، لم يصدر تحرك عن تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد لينبه الحكم إلى ضرورة مراجعة أسلوب تمرير الكرة. والتساؤل هنا لماذا لا يحق للطرف المتضرر المطالبة بإصدار الحكم لقرار بمراجعة الفيديو، مثلما الحال في لعبة التنس؟ ورغم ذلك، تظل الحقيقة أن البرازيل بذلت ما يكفي من جهود لتحقيق الفوز: فقد نالت فرصاً أفضل ولم يبد أن سويسرا شكلت مصدر تهديد لمرمى الحارس أليسون في أعقاب هدف التعادل.
ومع هذا، ورغم كل الجهود التي بذلها اللاعبون وفريق التدريب للاستعداد للبطولة، كنت أنتظر أكثر عن ذلك بكثير. إلا أنه لا ينبغي نسيان أن هذه كانت المباراة الأولى لمنتخبنا خلال البطولة فحسب، وأتوقع أن يستعيد الفريق قوته، الجمعة، لدى مواجهتنا كوستاريكا. ويقتضي الإنصاف القول بأن البرازيل لم تكن الفريق الكبير الوحيد الذي أخفق في الارتقاء لمستوى التوقعات، ففي أعقاب انطلاق البطولة بالهزيمة الكاسحة التي أنزلتها روسيا بالمنتخب السعودي، شاهدنا الكثير ممن توصف بأنها فرق صغيرة تلعب بذكاء تكتيكي واضح حرم لاعبي الفرق الأخرى أصحاب المهارات الأعلى من فرص التفوق.
على سبيل المثال، خاضت أوروغواي، واحدة من الأسماء التقليدية الثقيلة ببطولة كأس العالم، مواجهة أمام المنتخب المصري في ظل غياب محمد صلاح، لكن المدرب هيكتور كوبر ولاعبيه تمكنوا من تقديم أداء رائع ضمن خروج لويس سواريز وإدينسون كافاني من المباراة دون تسجيل أهداف وكانت لحظة مؤلمة للمنتخب المصري عندما تعرض للهزيمة في وقت متأخر للغاية من المباراة بعدما فعل كل ما بوسعه لإبقاء شباكه نظيفة حتى تلك اللحظة.
وتمثلت واحدة من أكثر المباريات إثارة للاهتمام خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية للبطولة في مواجهة الأرجنتين وآيسلندا. تعتبر الأرجنتين واحدة من الفرق المرشحة بقوة للفوز بالبطولة، ومع ذلك تمكنت آيسلندا من تقليص عدد الفرص التي أتيحت أمام لاعبي المنتخب الأرجنتيني بدرجة بالغة، وأثارت في الوقت ذاته مشكلات لخط الدفاع. ويبدو مذهلاً كيف أن آيسلندا في أول مباراة لها بالبطولة تمكنت من اقتناص نقطة في مواجهة ليونيل ميسي ورفاقه، لكن هذا الأمر يكشف حجم الإنجاز الذي يمكن للعمل الدؤوب والتنظيم الجيد تحقيقه.
ومن يدري، ربما لا ينبغي لنا الشعور بمثل هذه الدهشة الكبيرة، ذلك أنه سبق وأن نجحت آيسلندا في تحقيق التعادل في مواجهة فريق كبير يضم في صفوفه نجما عالميا وذلك خلال المباراة الأولى لها في بطولة «يورو 2016». في ذلك الوقت، جاء التعادل في مواجهة البرتغال على ملعب استاد سانت إتيان. في الحالتين، اعتمدت آيسلندا على تكتيكات متشابهة للغاية تعتمد على دفاع منظم تنظيماً جيداً يحاول إثارة مشكلات لفرق الخصوم عبر الهجمات المرتدة والكرات الثابتة، وإن كانت آيسلندا تتمتع اليوم على ما يبدو بمرونة أكبر مقارنة بما كانت عليه منذ عامين.
وسيكون من المثير متابعة حجم ما ستتمكن آيسلندا من تحقيقه بالاعتماد على هذا التوجه. إلا أن ما أثبتته الجولة الأولى من المنافسات بوضوح أن الفرق المرشحة للفوز بالبطولة لا يمكن لها التعامل مع مسألة فوزها باعتبارها أمرا مضمونا. أما الجولة الثانية من المنافسات فستبدأ في وقت تشعر إسبانيا والبرتغال والبرازيل وألمانيا والأرجنتين بضغوط كبيرة عليها لتحقيق نتائج إيجابية. الواضح أن درجات حرارة المنافسات في روسيا ستمضي نحو الارتفاع المستمر.

*رئيسة قسم المراسلات الرياضي



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.