النائب أيمن عودة يهاجم الشرطة الإسرائيلية لاعتدائها على احتفال روسي في القدس العربية

TT

النائب أيمن عودة يهاجم الشرطة الإسرائيلية لاعتدائها على احتفال روسي في القدس العربية

هاجم النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، أمس الأربعاء، الشرطة الإسرائيلية ووزيرها، غلعاد أردان، بسبب الاعتداء المنظم على احتفال السفارة الروسية في فلسطين. وقال إن «الحكومة اليمينية في إسرائيل باتت تفزع من رؤية العلم الفلسطيني فيعمى بصرها وبصيرتها».
ووصف عودة ما جرى قائلا: «السفارة الروسية في فلسطين بقيادة السفير حيدر أغانين، أقامت احتفالا بمناسبة عيدها الوطني، بالاشتراك مع رابطة خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفياتي في البلاد، مساء الاثنين الماضي. وأقيم الاحتفال في القدس الشرقية، كونها العاصمة العتيدة لدولة فلسطين. ولكن فوجئنا بقدوم مجموعة من وحدة القمع الخاصة للشرطة تقتحم المكان وتعلن أنه اجتماع غير قانوني. وراحت تهاجم الفلسطينيين الذين حضروا الاحتفال وتصادر أعلام فلسطين المعلقة فيه، واعتقلت ستة أشخاص. نحن من جهتنا لم نرضخ لهم واستمررنا في الاحتفال. لكن هذا الاعتداء يعتبر خرقا للعلاقات الدبلوماسية مع روسيا، واعتداء فظا على نشاط سياسي محترم، وتوجها عدائيا وعنصريا مغرورا على الفلسطينيين، كأنهم يقولون: نحن أصحاب القرار هنا. نحن نقرر لكم بما تحتفلون وما لا تحتفلون به».
وقد ادعت الشرطة الإسرائيلية أنها تنفذ الاعتداء بدعوى أن «الاحتفال من تنظيم حركتين إرهابيتين محظورتين، هما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين». ورفض النائب عودة هذا الادعاء، قائلا لقائد قوة الشرطة إن «معلوماتكم مغلوطة. فلا الجبهة الشعبية أو الجبهة الديمقراطية منظمتان إرهابيتان ولا هما شريكتان في تنظيم الاحتفال». لكن هذا التوضيح لم يؤثر فيهم. وخرج رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي أدلشتاين بتصريح قال فيه، إنه يخجل من وجود نواب في الكنيست يشاركون في احتفال إرهابي كهذا. وطالب وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، بمحاكمة أيمن عودة على مشاركته في حفل إرهابي.
وأعلن السفير أغانين، من جهته، أن «الحكومة الروسية أقامت احتفالين اثنين بمناسبة عيدها الوطني، الأول في القدس الغربية للإسرائيليين، والثاني في القدس الشرقية للفلسطينيين». وقال: «أقدمنا على هذه الخطوة بدافع موقفنا المبدئي بأن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين».
وأصدرت جمعية الصداقة، بيانا قالت فيه، إن «تصرف شرطة الاحتلال القمعي، هو سلوك المحتل الظالم والمرعوب من حقيقة أن القدس العربية هي العاصمة لدولة فلسطين العتيدة». وحيت في البيان وقفة رئيس القائمة المشتركة البطولية الذي رفض الانسحاب، وقالت: «نثمن عاليا وقفته المباشرة في وجه الشرطيين، شارحا الحق الإنساني والوطني للفلسطينيين بالاحتفال في عاصمتهم القدس العربية وبأي مناسبة تروق لهم، ونستنكر هجمة اليمين المتطرف ممثلا بوزير الأمن الداخلي أردان، المعروف بكذبه، ووزيرة القضاء العنصرية ريغف، ورئيس الكنيست أدلشتاين ضد النائب أيمن عودة، وترديد أقوال الشرطة غير الصحيحة، وكأن الاحتفال نظمته منظمات إرهابية وهدفه الإعلان عن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ناسين ومتناسين أن الحفل كان بحضور السفير الروسي لدى فلسطين، والذي أعلن عن موقف روسيا الرسمي وهو الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة مستقبلية لدولة فلسطين».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.