المحكمة الاتحادية العراقية تنظر غداً في 3 طعون ضد قانون الانتخابات

TT

المحكمة الاتحادية العراقية تنظر غداً في 3 طعون ضد قانون الانتخابات

تتطلع الائتلافات والكتل السياسية الفائزة والخاسرة في الانتخابات البرلمانية العراقية إلى الحكم الذي يمكن أن تصدره المحكمة الاتحادية العراقية غداً الخميس حول قانون الانتخابات المعدل. وحددت المحكمة، أمس، موعداً للنظر في الطعون المقدمة من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ومفوضية الانتخابات المستقلة والحزب الديمقراطي الكردستاني على التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب الذي أقره البرلمان العراقي في السادس من يونيو (حزيران) الجاري.
وقال المتحدث باسم المحكمة اياس الساموك في بيان مقتضب، أمس، إن المحكمة الاتحادية حددت الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس «موعداً للنظر بجلسة علنية بدعاوى الطعن بقانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب»، مشيراً إلى أن «الدعوى مقامة من رئيس الجمهورية إضافة لوظيفته ومن مجلس المفوضين ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني».
ويعد تحالفا «سائرون» و«الفتح» إلى جانب الحزبين «الديمقراطي» و«الاتحادي» الكرديين من أبرز التوجهات الرافضة لقانون مجلس النواب الأخير، باعتبار أنها حصلت على مراكز متقدمة في نتائج الانتخابات.
وكانت المحكمة الاتحادية ردت من قبل طلب إصدار قرار «ولائي» تقدمت به مفوضية الانتخابات لوقف تنفيذ أحكام قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب. والتعديل الثالث لقانون الانتخابات الذي أقره مجلس النواب ألزم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بـ«إعادة العد والفرز اليدوي لكل المراكز الانتخابية في عموم العراق» بعد أن أجريت عملية العد بطريقة العد الإلكتروني. وألغى التعديل الثالث أيضاً نتائج التصويت في الخارج لجميع المحافظات وانتخابات التصويت المشروط في مخيمات النازحين والحركة السكانية لمحافظات الأنبار، صلاح الدين، نينوى، ديالى، وأصوات النزلاء في السجون، وانتخابات التصويت الخاص في إقليم كردستان.
ولم يمس التعديل بنتائج كوتا الأقليات، لكنه طلب من مجلس القضاء أن «ينتدب تسعة قضاة لإدارة مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتولي صلاحية مجلس المفوضين بدل مجلس المفوضين الحالي».
ورأى قاضي هيئة النزاهة السابق رحيم العكيلي أن جلسة يوم الخميس ستكون «مخصصة للاستماع والمرافعة العادية، ومن المحتمل ألا يتخذ قرار قبول الطعن في قانون الانتخابات أو رفضه في اليوم ذاته». وأضاف أن «احتمالات نقض القانون وقبوله قائمة، على أن الأمر لا يخلو من بعض الجوانب السياسية».
لكن الخبير القانوني طارق حرب يرجّح «قيام المحكمة الاتحادية بحل وسط يرضي جبهتي الاعتراض والرفض لنتائج الانتخابات». ويقول حرب لـ«الشرق الأوسط»: «شخصياً أميل بقوة إلى أن المحكمة الاتحادية ستذهب باتجاه حل وسط يرضي الأطراف المعترضة على القانون والمؤيدة له». وتابع: «لا أستبعد، مثلاً، أن تحكم المحكمة الاتحادية لصالح إعادة العد والفرز اليدوي بنسبة معينة وليس لجميع الصناديق، كما قد تذهب إلى إلغاء بعض نتائج الخارج وليس كما ينص عليه قانون الانتخابات المعدل».
وكان رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري أعلن، الأسبوع الماضي، أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مع زعيم تحالف «سائرون» مقتدى الصدر، قبوله إعادة العد والفرز الجزئي لنتائج الانتخابات.
من جانبه، قال مكتب نائب رئيس الجمهورية رئيس تحالف «القرار» أسامة النجيفي إن الأخير التقى، أمس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش وناقشا «الأوضاع السياسية في العراق وبخاصة ملف الانتخابات وما أفرزه هذا الملف من تطورات». وذكر البيان أن النجيفي شدد أثناء اللقاء على أن «المحكمة الاتحادية أصبحت الآن صاحبة القرار، وهو قرار مهم في هذه المرحلة»، مشدداً على ضرورة «توجيه رسالة للشعب بأن هناك من عوقب على قضايا التزوير، والقيام بخطوات من شأنها تطمين الشعب على عمل الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الانتخابات».
وأشار البيان إلى أن كوبيتش «أبدى ملاحظاته على الخروقات التي حدثت، والطعون المقدمة، فضلاً عن مناقشة التعديل الثالث لقانون الانتخابات الذي أقره مجلس النواب، والدور المنتظر من مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية العليا».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.