غريفيث يقدم لمجلس الأمن خطة من مسارين: تسوية للحديدة وعودة للعملية السياسية

غريفيث يقدم لمجلس الأمن خطة من مسارين: تسوية للحديدة وعودة للعملية السياسية
TT

غريفيث يقدم لمجلس الأمن خطة من مسارين: تسوية للحديدة وعودة للعملية السياسية

غريفيث يقدم لمجلس الأمن خطة من مسارين: تسوية للحديدة وعودة للعملية السياسية

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في مجلس الأمن أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قد قدم للأعضاء الـ15، أمس، «العناصر الرئيسية» لخطته لإنهاء الحرب بين اليمنيين، وهي تشمل مبادرة لتسوية الوضع الراهن في الحديدة، خصوصاً في الميناء، إضافة إلى «إطار عمل» للعودة إلى العملية السياسية.
وجاء ذلك خلال إحاطة قدمها المبعوث الدولي إلى أعضاء مجلس الأمن، ضمن جلسة مغلقة بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة من صنعاء، عارضاً للعناصر التي كان يناقشها مع كل الأطراف خلال الأشهر القليلة الماضية، أملاً في أن تسمح بمعاودة المفاوضات.
ونقل دبلوماسي عن غريفيث أنه «يحتاج إلى مزيد من الوقت لاستكمال المشاورات»، وأضاف أنه موجود في صنعاء في هذا الإطار «لمواصلة جهوده للتوصل إلى اتفاق حول الحديدة، علماً بأنه سيناقش ذلك أيضاً مع دول تحالف دعم الشرعية في الأيام القليلة المقبلة».
وأشار إلى أن «القتال الضاري متواصل على الأرض في الحديدة»، موضحاً أن «نحو 5200 عائلة هربت من القتال بحثاً عن الأمان داخل مناطقها، أو في أحياء أخرى من محافظة الحديدة»، وعبر عن خشيته من ازدياد هذا العدد إذا استمر القتال.
وكشف دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن غريفيث «قدم عناصر خطته، وطلب من أعضاء المجلس المحافظة على الطابع السري لها، لأنه لا يزال يجري مشاورات في شأنها»، وأضاف أن الرئاسة الروسية لمجلس الأمن خلال الشهر الحالي ستحاول إيجاد موعد قريب «للاستماع إلى غريفيث مجدداً خلال أيام، وبعد أن يكون قد استكمل المشاورات التي يجريها مع الأطراف اليمنية، ومع دول التحالف» على «مسارين مزدوجين» في شأن الوضع في الحديدة، وكذلك إحلال السلام في كل أنحاء اليمن.
وعلى أثر الجلسة، تلا نائب المندوب الروسي، ديمتري بوليانسكي، بياناً باسم أعضاء المجلس، أفاد فيه بأنهم «يواصلون متابعة التطورات في اليمن عن كثب»، وأشار إلى أن «جهود المبعوث الخاص في الحديدة لا تزال مستمرة»، وطلب إطلاع الدول الأعضاء على التطورات في حينها.
وكرر البيان الدعوة إلى «إبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين، ويعملان بأمان، نظراً إلى استمرار الخطر على الوضع الإنساني»، وطالب بـ«التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2216»، وحض كل الأطراف على «الوفاء بالتزاماتها، بموجب القانون الدولي الإنساني»، ورحب بـ«الموجز الذي قدمه المبعوث الخاص بشأن مقترحاته لمعاودة العملية السياسية»، مؤكداً «الدعم الكامل لجهوده» وأن «الحل السياسي يبقى السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن».
وقال بوليانسكي رداً على الأسئلة إن «الوضع مزعج للغاية... نحن حقاً نخطط للعمل سوية لمساعدة الأمم المتحدة»، وآمل في «ألا يحصل شيء رهيب أكثر في الحديدة»، وأضاف: «نحن نراقب الوضع. وندعم عمل غريفيث»، ووصف الوضع بأنه «شديد التقلب».
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الوكالات الإنسانية أعادت تخزين 63 ألف طن من الأغذية، وعشرات الآلاف من وحدات الإسعافات الأولية والإمدادات الغذائية، وأكثر من مليون لتر من الوقود، فضلاً عن «إرسال فرق طبية، وإنشاء نقاط الخدمات الإنسانية عبر الحديدة، بما في ذلك في المدينة».
وقالت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، قبيل بدء الجلسة، إن الاجتماع المغلق «يشكل علامة على الاهتمام العميق من المجلس باليمن». وإذ أشارت إلى أن غريفيث سعى خلال الأيام الماضية إلى «تحريك العملية السياسية إلى الأمام»، فضلاً عن «التفاوض على حل لموضوع الحديدة»، اعتبرت أن «الأمر الأكثر أهمية هو أن كل الأطراف لا تزال منخرطة مع مارتن غريفيث وجهوده». وأضافت أن ذلك الانخراط «يحتاج بالتحديد عند هذا المنعطف إلى أن يشمل الحوثيين».
وشددت على أن «الأمر الأكثر أهمية، من وجهة نظري، ومن وجهة الأعضاء الآخرين في المجلس، هو أن يبقى الميناء مفتوحاً» لأنه «شريان حياة حيوي للشعب اليمني، ليس فقط للإمدادات الإنسانية، بل أيضاً للإمدادات التجارية التي لا يمكن لليمنيين أن يعيشوا من دونها»، وأكدت أن «هاجسنا الإنساني الطاغي هو ضمان أن يبقى الميناء مفتوحاً، مهما كانت الترتيبات له»، موضحة أن «لدينا اهتماماً بأن يكون الميناء مستقراً، ولا يستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، كما حصل مرات في السابق».
أما نظيرها الهولندي، كاريل فان أوستروم، فأكد أن بلاده «تريد التنفيذ التام» لما جرى الاتفاق عليه الأسبوع الماضي، فضلاً عن دعم غريفيث في جهوده لإيجاد «حل سلمي ودائم للوضع».
ودعا إلى «ضمان وصول إنساني ناجز لوكالات الأمم المتحدة عبر الميناء وإلى المنطقة المحاذية للحديدة... مع الاحترام التام للقانون الإنساني الدولي».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحكومة المصرية ترفض اتهامات بتوسيع الاقتراض الخارجي

وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
TT

الحكومة المصرية ترفض اتهامات بتوسيع الاقتراض الخارجي

وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)
وزير المالية المصري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب (مجلس النواب المصري)

رفضت الحكومة المصرية اتهامات برلمانية وحزبية وُجّهت لها بتوسيع الاقتراض الخارجي، معلنةً انخفاض الدَّين الخارجي للعام المالي الحالي بواقع 3 مليارات دولار حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ووافق مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، خلال جلسته العامة، الاثنين، على اتفاقيات حصول وزارة المالية على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي من خلال بنك «الإمارات دبي الوطني كابيتال ليمتد»، وبنك «ستاندرد تشارترد»، وبنك «الإمارات دبي الوطني (ش.م.ع)» وبنوك أخرى.

وقال وزير المالية المصري، أحمد كجوك، خلال الجلسة العامة: «نرفض الاتهامات الموجهة للحكومة بتوسيع الاقتراض»، مؤكداً أن مؤشر الدين العام في انخفاض.

وسجَّل الدين الخارجي لمصر بنهاية الربع الثاني المنتهي في يونيو (حزيران) الماضي نحو 152.9 مليار دولار، نزولاً من 160.6 مليار دولار بنهاية الربع الأول، بعد أن وصل إلى ذروته البالغة 168 مليار دولار في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.

برلمانيون مصريون خلال جلسة مناقشة حصول وزارة المالية على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي (مجلس النواب المصري)

وقال وزير المالية إن «الاتجاه تنازلي، والقول بعكس ذلك كلام غير دقيق»، متابعاً: «سددنا 7 مليارات ونصف المليار دولار أقساطاً، والاقتراض كان 5 مليارات ونصف المليار دولار». وتابع: «لا يخفى على أحد تخفيض الاقتراض الخارجي، نخّفض الدين الخارجي قدر المستطاع، ونُسدد أكثر من الاقتراض، والدين يقل ولا يزيد».

ولجأت مصر إلى الاقتراض الخارجي خلال السنوات الأخيرة، في ظل أزمة اقتصادية، وتبني الحكومة برنامج إصلاح اقتصادي.

وعقّب وزير المالية على الموافقة على تسهيلات تجارية بقيمة ملياريْ دولار أميركي، قائلاً: «كان الرقم أكبر من ذلك، إلا أننا أخذنا قراراً بتخفيض الرقم»، مشيراً إلى أن الأمر يخضع لتوازنات داخلية ومستلزمات الإنتاج.

وكان مجلس النواب، قد وافق، الأحد، على قرار رئيس الجمهورية بشأن اتفاق تسهيل القرض الخاص بآلية مساندة الاقتصاد الكلي، وعجز الموازنة بين مصر والاتحاد الأوروبي بقيمة مليار يورو كمرحلة أولى، إلا أن اعتراضات واجهت هذه الموافقات، حيث أبدى نواب انتقادهم معلنين رفضهم هذه القروض.

ورأى النائب ضياء الدين داود، عضو مجلس النواب، في بيان، أن قرض الـ2 مليار دولار بمثابة «الكارثة»، مشيراً إلى أن «الحكومة تغامر وتقامر بمستقبل الشعب المصري»، على حد وصفه، مؤكداً أن «الاقتراض الخارجي يرتهن القرار السياسي والاقتصادي للدولة المصرية»، عادّاً ذلك «يهدد سلامة الدولة».

كما أعلن النائب أحمد فرغلي، عضو المجلس، رفضه للقرض، منتقداً الحكومة لتوسُّعها في الاقتراض، متسائلاً: «هل تَوَقَّفَ عقل الحكومة عن سد عجز الموازنة على الاقتراض فقط؟ مش شايفين (لا يرون) أي حاجة من الحكومة إلا الاقتراض فقط؟».

في المقابل، دافع النائب محمد سليمان، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، خلال الجلسة العامة، عن لجوء الحكومة للاقتراض، قائلاً: «عندما تتم مناقشة هذه الأمور نجد البعض يصيبه الذعر ولا داعي ذلك». وأضاف: «لماذا تلجأ الدول للاقتراض، لأسباب عدة وهي؛ إطالة عمر الدين العام، وتخفيض تكلفة الأموال المقترضة، وتمويل عجز الموازنة، ودعم الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري، وتخفيض الدين العام».

وأجرت بعثة «صندوق النقد الدولي» زيارة لمصر، الشهر الماضي، لإتمام المراجعة الرابعة من برنامج التمويل الموسع الذي يسمح بصرف الصندوق 1.3 مليار دولار للحكومة المصرية من قيمة قرض الـ8 مليارات دولار، الذي تحصل عليه مصر عبر دفعات، بينما لم يقر مجلس «الصندوق» صرف الشريحة الجديدة حتى الآن.

ويرى الدكتور عصام خليل، رئيس حزب «المصريين الأحرار»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاقتراض ليس أمراً سيئاً، فكثير من الدول الكبرى والنامية تقوم بالاقتراض، لكن الأهم هو وجهة هذه القروض، فمن الضروري استخدامها وتوجيهها لصالح مشروعات تنموية، فما كان يعيب القروض في العهود السابقة هو استغلالها استغلالاً سيئاً، وتخصيصها من أجل دعم السلع الغذائية أو دعم المحروقات، وهو ما أدى إلى تراكم الديون على مصر».

وتابع: «توجيه الاقتراض يجب أن يكون إلى المشاريع التنموية التي تدر عائداً، ومع عملها وإنتاجها أسدد من عائدها القروض، مع مراعاة أن تكون نسبة الفوائد بسيطة، مع مراقبة المصروفات في هذا القرض من جانب البرلمان».

وعن الانتقادات بشأن رؤية الحكومة للاقتراض، قال: «الأجدر بالمعارضين للقروض أن يرشدوا ويقدموا وسائل أخرى للحكومة من وجهة نظرهم، فنحن في وطن واحد يجب أن نتكاتف جميعاً فيه في ظل الظروف المحيطة بنا».

في المقابل، يرفض ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» «الاقتراض الخارجي بأي صورة وبأي شكل من الأشكال»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التنمية يجب أن تكون بالاعتماد على الذات، وتجنُّب تلقي المنح والمعونات، مع ترشيد الإنفاق العام، فالقروض الخارجية وصلت إلى مستوى لا تتحمله الموازنة العامة للدولة، وخدمة الدين تلتهم الميزانية».

وأضاف: «يتوجب على الحكومة الحالية أن تستجيب لما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي من ترشيد الاقتراض الأجنبي، وعدم التوسع فيه، لكن الموافقات الأخيرة، هي مبلغ ضخم يأتي عكس ما طالب به الرئيس، وبالتالي الحكومة تحمِّل الأجيال الجديدة عبء عدم قدرتها على إدارة أمور البلاد؛ لذا نرفض هذه السياسة الحكومية شكلاً وموضوعاً، وإذا كان وزير المالية يقول إننا نُسدد أكثر من الاقتراض، فنحن نطالب الحكومة بأن نسدد ولا نقترض».