خبراء كرويون: الهجوم على المعيوف قد يدفع ثمنه بقية اللاعبين

مستوى المعيوف لقي استهجاناً واسعاً بعد مباراة الأخضر وروسيا (أ.ف.ب)
مستوى المعيوف لقي استهجاناً واسعاً بعد مباراة الأخضر وروسيا (أ.ف.ب)
TT

خبراء كرويون: الهجوم على المعيوف قد يدفع ثمنه بقية اللاعبين

مستوى المعيوف لقي استهجاناً واسعاً بعد مباراة الأخضر وروسيا (أ.ف.ب)
مستوى المعيوف لقي استهجاناً واسعاً بعد مباراة الأخضر وروسيا (أ.ف.ب)

عدّ خبراء في مركز الحراسة للعبة كرة القدم أن التشكيك العلني بقدرات أي حارس في المنتخب السعودي والإساءة المباشرة أو غير المباشرة كلها تؤثر في نهاية المطاف ليس على الحارس المعني بالنقد أو المتعرض للإساءة والتشكيك فقط؛ بل إنها تؤثر على زملائه المنافسين له في المركز نفسه وحتى بقية زملائه من اللاعبين؛ حيث يمكن أن يحدث تزعزع في الثقة التي تم بناؤها بين أفراد المجموعة، خصوصا أن حارس المرمى يعد أكثر من نصف الفريق.
وبين الخبراء أن النقد العنيف والتشكيك اللذين يتعرض لهما على وجه التحديد الحارس عبد الله المعيوف بعد النتيجة الكبيرة التي تعرض لها المنتخب السعودي ضد روسيا في انطلاقة مباريات المونديال، سبق أن تعرض له الحارس الأكثر خبرة في المنتخب السعودي حاليا ياسر المسيليم في التصفيات النهائية وغيرها من المناسبات؛ حيث وصل التشكيك في القدرات والإساءة لحد لا يمكن قبوله في خانة النقد الهادف.
وشدد الخبراء على أن حراس المرمى الموجودين في المنتخب السعودي الأول حاليا هم الأفضل على الساحة، وأن هذا متفق عليه، إلا أن غير المتفق عليه أن هناك حارسا أفضل من كل النواحي، كما حصل لفترة طويلة أثناء وجود الحارس الأسطوري محمد الدعيع الذي فقد مركزه الأساسي في بعض المناسبات لتراجع مستواه أيضا وجاهزية البديل بشكل أفضل.
وبين علاء رواس، مدرب حراس المنتخب السعودي السابق، أن «الحراس السعوديين الحاليين هم الأفضل من حيث الإمكانات والجاهزية الفنية، ولذا مشاركة أي منهم تعد طبيعية». وأضاف: «مرت الكرة السعودية بفترات كان فيها تفوق مطلق لحراس سعوديين على أقرانهم، وهذه الفترة معروفة، خصوصا حين وجود عبد الله الدعيع، وبعده شقيقه محمد، وهي الفترة التي شهدت كثيرا من الإنجازات للكرة السعودية، ولكن حتى مع وجود هذين العملاقين على التوالي، كان هناك حراس يوجدون؛ حيث كان حسين الصادق، كمثال، ولفترة طويلة البديل الأول لمحمد الدعيع... وغيره آخرون في فترات لاحقة».
وبين أن «حصول الأخطاء وارد في كرة القدم، ويجب ألا تضخم، لأن حارس المرمى كحال المدافع أو المهاجم حينما يخطئ، ولكن لأنه آخر اللاعبين في المجموعة، فقد يضخم خطؤه أكثر من غيره». وشدد على أن التشكيك والإساءة لحراس المرمى لا يأتيان بنتائج إيجابية؛ «بل قد يحدث العكس، وهناك جهاز فني يكون هو المسؤول عن اختيار الأفضل والأنسب، وليس هناك أقرب منه من الوضع الموجود والخيارات المتاحة، وهو حريص على تقديم الأكثر جاهزية بغض النظر عمن ينتمي له هذا الحارس؛ سواء هذا الفريق أو ذاك كما ينظر لهذا الجانب بعض المتعصبين في كرة القدم».
وطالب رواس بالثقة بالمنتخب السعودي بشكل عام وقدرته على تجاوز الوضع الراهن، «خصوصا أن المهمة لم تنته، والخسارة من روسيا ليست نهاية المطاف».
من جانبه، كشف أحد المختصين القريبين جدا من جميع الحراس الحاليين بالمنتخب السعودي والذي رفض الكشف عن اسمه، أن «الحارس عبد الله المعيوف يتميز عن زميليه ياسر المسيليم ومحمد العويس بقدرته على تجاهل الضغوط الخارجية أثناء المباريات، وحتى قبلها وبعدها؛ حيث إن هذه الميزة على وجه الخصوص لا توجد لدى بعض الحراس المميزين الذين يرتكبون أخطاء فادحة أحيانا نتيجة التأثر بالضغوط».
وأضاف: «في بعض المباريات في التصفيات النهائية، خصوصا الجماهيرية والحاسمة التي أقيمت في مدينة جدة، راقب مدربو الحراس في المنتخب المعيوف تحديدا، وكان هناك استياء من وزنه وعدم تراجعه بالصورة الأمثل، لكن الجانب الإعدادي للمباراة وقدرة المعيوف على تجاوز أو تجاهل كل الضغوط، منحاه الأفضلية على بقية زملائه، ولذا شارك وأبدع».
وتوقع أن يحدث تغير طفيف في تشكيلة المنتخب السعودي ضد أوروغواي من حيث حراسة المرمى على وجه الخصوص، «لأن الضغوط أقل مما كانت عليه ضد روسيا، ويتم التركيز في الخيار لدى مدرب الحراس على الأجهز فنيا أكثر مما يكون البحث عن الجاهزية النفسية، وإن كان هذان العاملان يتوجب أن يتوفرا في أي حارس مرمى».
وكان مدرب المنتخب السعودي السابق حسين الصادق قد شدد في حديث قبل انطلاقة المونديال على أن الحراس الموجودين في قائمة المنتخب حاليا متقاربون في الأداء الفني والإمكانات، وأنه «من الطبيعي أن يمتاز كل واحد منهم بميزة تفضيلية، ولذا تبدو كل الخيارات متاحة لدى مدرب الحراس لاختيار الأنسب منهم في كل مباراة».


مقالات ذات صلة

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة سعودية جانب من اجتماع سابق للمكتب التنفيذي لكأس الخليج (الشرق الأوسط)

الخميس إعلان استضافة السعودية «خليجي 27» في سبتمبر 2026

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي ستعقد اجتماعاً في الكويت، الخميس، وستُمنح استضافة النسخة المقبلة للسعودية.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة سعودية كليمنت لينغليت خلال إحدى مباريات أتلتيكو في الدوري الإسباني (رويترز)

لينغليت: استضافة مونديال 2034 نتاج لاهتمام السعودية بالرياضة

قال الفرنسي كليمنت لينغليت لاعب أتلتيكو مدريد المنافس في الدوري الإسباني إن فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، نتاج للاهتمام بالرياضة.

سلطان الصبحي (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».