العيد في الهند... زيارات وتسوق وحلوى

غمرت أجواء الفرحة، الهند، بمناسبة عيد الفطر بنكهته الدينية، رغم تخطي درجات الحرارة 40 درجة مئوية بمختلف أنحاء البلاد. وانتشر مسلمو الهند في الشوارع احتفالاً بعيد الفطر المبارك ونهاية الشهر الفضيل.
فمنذ عصر المغول منذ نحو 350 عاماً، والجميع يرى «المسجد الجامع» بمدنية دلهي القديمة و«تاج محل» الذي يعد رمزاً أبدياً للحب ومسجد «جهار مينار» التاريخي بحيدر آباد ومسجد «الحاج علي» الذي يعد أحد أشهر المساجد بمدينة مومباي جميعها مضاءة تتلألأ ليلاً خلال ليالي رمضان وفي العيد.
وفي صبيحة يوم العيد، يتجمع آلاف المسلمين أمام مسجد «الحجر الأحمر» لأداء الصلاة. ويسمح للجميع بدخول المسجد في هذا اليوم، ويعتبر هذا الوقت الأفضل لمشاهدة روعة الشعائر الإسلامية. فبعد الصلاة ترى الناس تستقبل بعضها بالأحضان، وبتبادل التحية والأمنيات بعيد سعيد حتى نهاية اليوم الأخير من العيد. وفي المساء، تتلألأ المنطقة المحيطة بالمسجد بالأنوار، ويرتدي الناس أفضل ثيابهم ويخرجون إلى الشوارع لتوزيع الحلوى والابتسامات وللتسوق.
في هذا اليوم تزدحم الأسواق في ساعات الليل، وترى أضواء الزينة والألوان المبهجة في كل مكان، وتتردد الأهازيج والأغاني احتفالاً بالعيد المبارك. وعلق هوما، أحد سكان دلهي، على الاحتفالات بقوله إنه بعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان يشعر الناس بقدر من الحرية يتمثل في شراء مستلزمات حلوى العيد اللذيذة والخروج للتنزه في الشمس والتسوق. ومنذ اليوم الأول للشهر الفضيل، يقيم التجار بسوق دلهي القديم مآدب إفطار جماعي مجانية بصفة يومية بوسط السوق في عادة استمرت لسنين طويلة بالنسبة للكثيرين. والطعام يجرى إعداده في بيوت أصحاب المحال التجارية.
وقد أدى انتشار عربات اليد «ريكشا» أمام محطات المترو إلى زيادة أعداد الركاب في الفترة الأخيرة. في منطقة تشاندي تشاوك بالعاصمة دلهي، أفادت تفتال فردوس، سيدة من دلهي، التي كانت تتفاوض في السعر مع البائع، بأنها دفعت 2000 روبية نظير شراء بدلة نسائية رغم أن السعر المدون عليها هو 3500 روبية. أضافت بابتسامة: «لقد اشتريتها لشقيقتي كهدية العيد. أعتقد أن ثمنها معقول ومسايرة للموضة ومريحة». استطردت فردوس، التي كانت تتسوق بصحبة أمها وابنها الصغير بقولها، «بدأت التسوق للعيد اليوم، وقد ابتعت الهدايا لوالدي ووالد زوجي، ولم أبدأ التسوق لنفسي بعد».
لا تقتصر المشتريات على الملابس فقط، بل تمتد لشراء كيلوغرامات من المواد الغذائية، غالبيتها بقوليات وألبان وفواكه، للتبرع بها للفقراء قبل العيد. وأفاد هندي مسلم آخر يدعى تقي مولانا بأن الغرض من تلك التبرعات هو إيصالها إلى الفقراء قبل قدوم العيد واستبيان الهلال. فالعيد هو مناسبة للحب والتسامح والانسجام.
وقد استقبلت الهند هذا العام نحو 150 ألف بنغلاديشي للتسوق قبل عيد الفطر. وتمتلئ الأسواق في بنغلاديش بالبضائع الهندية خلال عيد الفطر، لكن غالبية البنغلادشيين يفضلون المجيء إلى الهند للتسوق بأنفسهم قبل العيد.
ويعتبر العيد مناسبة لصناع الأفلام في «بوليوود»، ولذلك يجرى إنتاج العديد من أفلام السينما لعرضها في تلك المناسبة. وهذا العام مثلاً سيبدأ عرض فيلم «ريس 3» للممثل والمنتج سلمان خان الذي شرع بالفعل في حجز العديد من دور العرض لاستقبال عدد من أفلامه.
وفيما يخص الطعام، فمن أشهر الأطعمة التي تقدم احتفالاً بعيد الأضحى حلوى الشعيرية. ولدى سؤالها عن أشهر الأطعمة التي تقدم في تلك المناسبة، أجابت نيلوفار خان، ربة منزل، «لا نستطيع الاحتفال بالعيد من دون الشعيرية التي نعد ثلاثة أنواع منها على الأقل»، مضيفة: «نعد الكثير منها مسبقاً في المساء لأن الوقت في نهار العيد يكون ضيقاً، ولا مجال فيه للانشغال بالطهي».