«حكومة النساء»... ظاهرة جديدة في إسبانيا وأوروبا

أيهما الأصحّ: مجلس وزراء أو مجلس وزيرات، عندما يكون ثلاثة أرباع الأعضاء في الحكومة من النساء؟
هذا السؤال مطروح بكل جدّية في إسبانيا منذ أيام بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها بيدرو سانشيز (سانتشيث) من ستة عشر عضوا من بينهم إحدى عشرة امرأة، وهذا رقم قياسي عالمي للتمثيل الوزاري النسائي لن يكون من السهل تجاوزه في القريب المنظور. ثم إن متوسط أعمار السيدات الوزيرات لا يتجاوز 47 سنة، وهن يتولّين كل الحقائب الأساسية باستثناء حقيبة الخارجية التي يتولاها السياسي المخضرم جوزيب بورّل، الرئيس الأسبق للبرلمان الأوروبي والوزير سابقاً في حكومات الزعيم الاشتراكي فيليبي غونزاليس (غونثاليث).
هذه التشكيلة النسائية تعتبر تجاوبا مع الحراك الذي يشهده المجتمع الإسباني منذ سنوات لتعزيز دور المرأة في الحياة المهنية والسياسية، ومساواة أجورها مع أجور الرجا، وحمايتها من العنف الجنسي الذي أودى بحياة ما يزيد عن ألف امرأة منذ العام 2010.
وفي ما يلي معلومات عن الوزيرات الجديدات:
• كارمن كالفو. نائب رئيس الحكومة والوزيرة المكلفة شؤون الرئاسة والمساواة والعلاقات مع البرلمان. سبق لها أن تولّت وزارة الثقافة على عهد رئيس الوزراء الاشتراكي السابق خوسيه لويس ثاباتيرو. وهي حائزة على شهادة الدكتوراه في المحاماة، وتعمل أستاذة القانون الدستوري في جامعة قرطبة، كما أنها معروفة بالتزامها الدفاع عن قضايا المرأة، ولها مؤلفات عدة في هذا المجال. تُعد الذراع اليمنى لسانشيز، وهي التي تشرف على كل الملفات الحساسة في الحكومة.
• دولوريس دلغادو. وزيرة العدل. أستاذة القانون الأوروبي في جامعة مدريد وعضو المحكمة العليا في إقليم كاتالونيا سابقاً. من مؤسسي رابطة القضاة التقدميين واختصاصية في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الأصولية المتشددة.
• مارغاريتا روبليس. وزيرة الدفاع والناطقة سابقاً باسم الكتلة البرلمانية الاشتراكية. عضو سابق في المحكمة العليا، تولت منصب وكيل وزارة الداخلية ثم أشرفت على إدارة أمن الدولة على عهد فيليبي غونزاليس. كانت رائدة في مهام إدارية قضائية وهي من الدائرة الضيّقة لسانشيز ووقفت بجانبه في أصعب المراحل التي مرّ بها.
• ماريّا خيسوس مونتيرو. وزيرة المال. سبق أن تولّت حقائب المال والشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة الإقليمية الأندلسية لثلاث فترات متتالية. تحمل إجازة في الطب والجراحة العامة، وتعتبر مقربة من سوزانا ديّاز (دياث) المنافس الرئيسي لسانشيز داخل الحزب الاشتراكي.
• إيزابيل سيلا. وزيرة التربية. عضو في البرلمان الإقليمي الباسكي. سبق أن تولّت حقيبة وزارة التربية والبحوث في الحكومة الإقليمية الباسكية التي رأسها باتشي لوبيز (لوبيث) المنافس الآخر لسانشيز على زعامة الحزب الاشتراكي.
• ماغادالينا فاليريو. وزيرة العمل والهجرة. اختصاصية في قانون العمل واللجوء، تنشط منذ سنوات مع مجموعة من الحقوقيين في الدفاع عن حقوق المهاجرين وتوفير فرص عمل كريمة لهم. وفي أول تصريح لها منذ تعيينها أكدت أن «سياسة الحكومة في موضوع الهجرة تقوم على مبدأ أساس مفاده أن لا تعارض بين الأمن القومي واحترام حقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الدولية لحماية المهاجرين».
• ريّس ماروتو. وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة. تحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد ولم يسبق لها أن تولت مناصب حكومية أو إدارية. عضو في البرلمان الإقليمي لمدريد، ورافقت سانشيز ووقفت بجانبه في المعارك التي خاضها داخل الحزب الاشتراكي.
• ميريتشيل سيرّيت. وزيرة السياسات الإقليمية. سبق لها أن تولَّت حقيبة الزراعة في الحكومة الإقليمية الكاتالونية، لكنها أُعفيت من منصبها مطلع هذا العام بموجب تفعيل المادة 155 من الدستور الإسباني وحلّ الحكومة الإقليمية. تنتمي إلى حزب اليسار الجمهوري الكاتالوني، ويعتبر تعيينها في حكومة سانشيز انفتاحاً على القوى الانفصالية الكتالونية ومحاولة للفصل بين التيار المعتدل والتيار المتشدد ضمنها.