لبنان ينتظر موسماً سياحياً واعداً... وتعويل على الخليجيين

TT

لبنان ينتظر موسماً سياحياً واعداً... وتعويل على الخليجيين

بعد سنوات من الأزمة في القطاع السياحي، التي ضربت لبنان نتيجة عوامل داخلية وخارجية، يعوّل المسؤولون على تغيّر هذا الواقع، منتظرين أن يكون موسم الصيف المقبل واعداً، في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي ينعم به منذ فترة.
وأعلن وزير السياحة أواديس كيدانيان أن لبنان على أبواب موسم سياحي واعد، مستنداً في ذلك إلى عودة السياح الخليجيين نتيجة توجّه دول التعاون الخليجي لرفع الحظر عن مجيء رعاياها منذ عام 2013، والإسراع في تشكيل الحكومة.
وفيما أشارت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المباحثات بين لبنان ودول الخليج قد بدأت، تمهيداً لاتخاذ قرارات برفع الحظر بعد تشكيل الحكومة، لفت كيدانيان إلى معلومات لديه بأن التوجه كان لاتخاذ القرار بعد الانتخابات النيابية وتكليف رئيس الحكومة، متوقعاً بذلك أن يعلن عنه في وقت قريب، من دون أن ينفي إمكانية انعكاس تأخير تشكيل الحكومة سلباً على هذا الأمر، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التعويل على موسم سياحي واعد يستند إلى عودة الخليجيين، إضافة إلى الأوروبيين الذين يأتون إلى لبنان بأعداد كبيرة».
وأكد وزير السياحة أن لبنان في جهوزية تامة ودائمة لموسم السياحة، والدليل على ذلك الأجندة الحافلة بالنشاطات والمهرجانات وغيرها، معبراً عن اطمئنانه للوضع الأمني، وقال: «لا خوف لديّ من الوضع الأمني، المشكلة قد تكون فقط في أي مستجدات سياسية غير محسوبة، على غرار ما حصل سابقاً عند اتخاذ قرار حظر مجيء الخليجيين، لكن يمكننا التأكيد أن كل المؤشرات إيجابية في هذا الإطار، آملاً الإسراع في تشكيل الحكومة». وهو ما وافقه بشأنه نقيب المطاعم والمقاهي طوني رامي، آملا في أن يشكّل تأليف الحكومة صدمة إيجابية للداخل والخارج، كي يعيش لبنان موسماً مثمراً، بعد سنوات من الانتكاسة التي أصابت قطاع السياحة.
وكان القرار الخليجي قد أدى إلى تراجع الموسم السياحي بشكل كبير، إضافة إلى الأزمة والحرب السورية التي انعكست كذلك سلباً عليه، علماً بأن السياح العرب كانوا يؤمنون 65 في المائة من مداخيل القطاع السياحي. وهو ما لفت إليه نقيب المطاعم في لبنان طوني رامي، قائلاً: «خسر لبنان بقرار دول الخليج مقاطعته مقومات أساسية في قطاع السياحة، حيث إن المواطن الخليجي يعتبر أن لبنان بلده، ولا يقيم فيه على أنه سائح، بل يختاره للإقامة الطويلة، ويدفع فيها مالاً يعتمد عليه».
وكان وزير السياحة قد أعرب خلال افتتاحه النسخة الخامسة من «Travel Lebanon»، ضمن فعاليات «معرض الحدائق ومهرجان الربيع 2018»، عن فخره بالإنجازات التي شهدها القطاع السياحي في السنة الماضية، لافتاً إلى أن «لبنان على أبواب موسم سياحي واعد، في ظل الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد».
وقال: «هذا الصيف سيكون مميزاً، ومن المتوقع أن تكون هذه السنة من أفضل السنوات على صعيد عدد السياح»، مشيراً إلى أن «لبنان يعتبر من أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والمنطقة».
وأضاف: «نعمل جاهدين لتسليط الضوء على كثير من المناطق التي تنعم بطبيعة خلابة، وتستحق أن تكون من أبرز الوجهات الواعدة، فضلاً عن الترويج لمعالم سياحية تمتد من شمال لبنان إلى جنوبه، تجذب عدداً كبيراً من الزوار من كل أنحاء العالم».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.