الأخضر المونديالي يحبط جماهيره... ويسعد «أبناء الشهداء»

جانب من تدريبات المنتخب السعودي (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات المنتخب السعودي (أ.ف.ب)
TT

الأخضر المونديالي يحبط جماهيره... ويسعد «أبناء الشهداء»

جانب من تدريبات المنتخب السعودي (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات المنتخب السعودي (أ.ف.ب)

خيب المنتخب السعودي الآمال في مواجهته المونديالية أمس، لكنه ترك بصمة لا تنسى في قلوب 11 طفلا من أبناء الشهداء عندما اصطحبهم اللاعبون إلى ملعب استاد لوجينكي بالعاصمة موسكو، بمبادرة ودعم من رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ.
وقالت الهيئة العامة للرياضة قبل المباراة إن «الأطفال الذين وصلوا قبل أيام إلى روسيا سيدخلون مع لاعبي المنتخب السعودي وهم في طريقهم إلى أرض الملعب لخوض المواجهة الرياضية الأولى في كأس العالم مع روسيا التي ينتظرها العالم بشغف».
وتأتي هذه اللفتة تقديراً من هيئة الرياضة للدور البطولي الكبير الذي قام به شهداء الواجب للذود عن الدين، ثم الوطن، ونالوا شرف الشهادة.
وكانت الجماهير السعودية أشعلت الأجواء الباردة في العاصمة الروسية، وجذبت إليها في «الساحة الحمراء» والميادين القريبة منها، إلا أنها خرجت محبطة بعد الخسارة الخماسية.
وقبل المباراة صدحت الجماهير السعودية بالنشيد الوطني والأهازيج الحماسية مرددة «سارعي للمجد والعليا»، «عاش سلمان ملكنا.. عاش سلمان»، «الله الله يا منتخبنا، إن شاء الله تحقق أملنا، بسم الوطن ألعب بفن، الله الله، الله الله يا منتخبا» وأغاني أخرى عديدة أشعلت الحماسة في نفوس الجماهير السعودية، وحتى الجماهير العربية الأخرى أنظمت للتجمعات السعودية.
كما جذبت الجماهير السعودية وسائل الإعلام العالمية، بعدما خطفت الأضواء بأخلاقها العالية وحسن تعاملها مع الجماهير الأخرى، بالإضافة إلى كثافتها والتنظيم الرائع بينها.
وحرص تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة على الالتقاء بالجماهير السعودية في الساحة الحمراء والاطمئنان عليهم، بيد أنه أحيط بكم كبير من الجماهير التي ترغب في التصوير معه ومصافحته، حتى غاب وسط الجموع الغفيرة من عشاق ومحبي الأخضر السعودي، قبل أن يتدخل رجال الأمن الروس، ويخرجونه من قلب المسيرة السعودية بسيارة شرطة خاصة، خوفاً من تعرضه لأذى في وسط الزحام.
واصطحبت الجماهير السعودية القهوة والتمر في أماكن تجمعاتها، وكان لكل المارة من جماهير المنتخبات الأخرى نصيب من القهوة العربية، وحتى إن عددا من المشجعين والمشجعات الأجانب أعجبوا كثيراً بطعم ولون القهوة العربية، وبالتمر السعودي.
كما حضر عدد من السعوديين بزيهم الرسمي: «الثوب، الشماغ، العقال، البشت»، أثناء تجولهم في الشوارع الروسية، لنقل هذه المورث والثقافة السعودية لبقية جماهير العالم، وهو ما يميزهم عن غيرهم من بقية الجماهير الأخرى، حيث لاقت هذه البادرة استحسان جميع الجماهير الأخرى، حتى بات الشاب السعودي بثوبه وشماغه أقرب للمزار السياحي الذي يحرص مشجعو المنتخبات الأخرى على التقاط الصور التذكارية معه، بينما الشاب السعودي لا يرفض أي طلب ويقابل الجميع بابتسامه عريضة.
وتطوع عدد من السعوديين الذين قدموا في وقت باكر لموسكو، لتوجيه الجماهير السعودية والعربية الأخرى، في كيفية استخراج بطاقات دخول الملاعب وأماكنها.


مقالات ذات صلة

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة عربية يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

يونس محمود يخطط للترشح لرئاسة الاتحاد العراقي سبتمبر المقبل

ينوي يونس محمود الترشح لرئاسة الاتحاد العراقي للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
رياضة سعودية جانب من اجتماع سابق للمكتب التنفيذي لكأس الخليج (الشرق الأوسط)

الخميس إعلان استضافة السعودية «خليجي 27» في سبتمبر 2026

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي ستعقد اجتماعاً في الكويت، الخميس، وستُمنح استضافة النسخة المقبلة للسعودية.

سعد السبيعي (الكويت)
رياضة سعودية كليمنت لينغليت خلال إحدى مباريات أتلتيكو في الدوري الإسباني (رويترز)

لينغليت: استضافة مونديال 2034 نتاج لاهتمام السعودية بالرياضة

قال الفرنسي كليمنت لينغليت لاعب أتلتيكو مدريد المنافس في الدوري الإسباني إن فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، نتاج للاهتمام بالرياضة.

سلطان الصبحي (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».