إسبانيا تعاقب لوبيتيغي بالإقالة وتستعين بهييرو مدرباً في المونديال

الصحف تشن هجوماً شرساً عليه وتصف تعاقده مع ريال مدريد بـ«الخيانة»

لوبيتيغي يتوسط رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس وإلى يمينه هييرو  بعد تجديد عقده حتى 2020 (إ.ب.أ)
لوبيتيغي يتوسط رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس وإلى يمينه هييرو بعد تجديد عقده حتى 2020 (إ.ب.أ)
TT

إسبانيا تعاقب لوبيتيغي بالإقالة وتستعين بهييرو مدرباً في المونديال

لوبيتيغي يتوسط رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس وإلى يمينه هييرو  بعد تجديد عقده حتى 2020 (إ.ب.أ)
لوبيتيغي يتوسط رئيس الاتحاد الإسباني روبياليس وإلى يمينه هييرو بعد تجديد عقده حتى 2020 (إ.ب.أ)

قبل يومين من خوض منتخبه الوطني أولى مبارياته في مونديال 2018، التي ستكون مواجهة قمة ضد البرتغال، أقال الاتحاد الإسباني لكرة القدم أمس المدرب جولن لوبيتيغي واستعان بقلب دفاعه السابق فرناندو هييرو لتولي المهمة في النهائيات. وجاءت إقالة لوبيتيغي من منصبه غداة إعلان نادي ريال مدريد أنه سيكون مدربه بعد كأس العالم، ثم أعلن بعد أقل من ساعتين عن تعيين قلب دفاع ريال مدريد السابق هييرو لتولي المسؤولية.
وقال رئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس من مدينة كراسنودار الروسية عشية افتتاح المونديال وقبل يومين من المباراة ضد الجار البرتغالي: «وجدنا أنفسنا مضطرين للتخلي عن المدرب»، مضيفاً «المنتخب الوطني ينتمي لجميع الإسبان (...) هذا قرار كان علينا اتخاذه». ولم يكن قرار إقالة لوبيتيغي مفاجئاً؛ إذ أوردت وسائل الإعلام الإسبانية صباح الأربعاء، أن مصير المدرب البالغ من العمر 51 عاماً بات مهدداً بعد موافقته على خلافة الفرنسي زين الدين زيدان في تدريب ريال مدريد؛ وهو ما أعلنه النادي الملكي بشكل مفاجئ بعد ظهر الثلاثاء.
واعتبر هذا الإعلان مفاجأة لأن لوبيتيغي كان قد مدد في مايو (أيار) الماضي عقده مع الاتحاد الإسباني حتى 2020، وأشارت وسائل الإعلام الإسبانية الأربعاء إلى أن روبياليس غير راضٍ بتاتاً على هذه الخطوة، وكتبت صحيفة «ماركا» أن «مستقبل جولن لوبيتيغي مدرباً للمنتخب الوطني الإسباني في مهب الريح»، مضيفة «يشعر روبياليس بالخيانة وتضاعف غضبه مع تقدم الساعات». وفي مؤتمره الأربعاء، قال روبياليس «لا يمكن للاتحاد الإسباني لكرة القدم أن يكون مهمشاً في مفاوضات مع أحد موظفيه ومن ثم يعلم بالاتفاق (بين ريال والمدرب) قبل 5 دقائق من البيان الرسمي (الذي صدر عن ريال)». وواصل «المدرب الأفضل للمنتخب الوطني كان جولن لوبيتيغي وبالنسبة لنا هو محترف لا غبار عليه. لكن طريقة القيام بالأمور مهمة».
ومما زيد الطين بلة ما أوردته صحيفة «ماركا» الإسبانية من أن لاعبي ريال كانوا على علم بالاتفاق بين لوبيتيغي وناديهم، على عكس اللاعبين الآخرين. وأوضحت أن قائد النادي الملكي سيرخيو راموس أبلغ بذلك قبل أيام من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز. وأشار روبياليس في مؤتمره الصحافي أن البديل سيتم اختياره مع الأخذ في الاعتبار التأثير «بأقل قدر ممكن» على الجهاز الفني الحالي، مضيفاً «أدرك أنه ستكون هناك انتقادات مهما كان القرار (إبقاء لوبيتيغي أو إقالته)، لكن قيم الاتحاد الإسباني لكرة القدم فوق كل اعتبار». وكشف «لقد تحدثت مع اللاعبين وبإمكاني أن أضمن لكم بأن الفريق الفني الجديد سيقوم بكل شيء ممكن. نجد أنفسنا في وضع صعب للغاية».
ووقع الخيار على هييرو (50 عاماً)، بحسب بيان أصدره الاتحاد الإسباني. وقال: «سيتسلم فرناندو هييرو مهمة المنتخب الوطني في كأس العالم في روسيا»، على أن يُعقد مؤتمر صحافي في الساعة 15.30 بتوقيت غرينيتش لتقديم المدرب الجديد الذي كان يشغل منصب مدير المنتخب. وتابع «وبعد هذا المؤتمر، سيقود أول تمرين ثم يبدأ مشواره الجمعة في سوتشي عندما تستهل إسبانيا مشوارها ضد البرتغال».
وبحسب مقطع فيديو التقطته الثلاثاء إحدى المحطات الإسبانية، يبدو أن هييرو نفسه بصفته مديراً للمنتخب لم يكن راضياً عن الخطوة التي قام بها لوبيتيغي وريال بالإعلان عن تعاقدهما في هذا التوقيت. وبدا الحوار بينهما حامي الوطيس رغم أن المدافع السابق الذي خاض تجربة تدريبية متواضعة مع ريال أوفييدو، أمضى الغالبية العظمى من مسيرته في النادي الملكي (1989 حتى 2003) وتوج معه بكل الألقاب الممكنة، بينها الدوري المحلي 5 مرات ودوري أبطال أوروبا 3 مرات.
وكان الاتحاد الإسباني قد أعلن الثلاثاء أن ريال سيدفع البند الجزائي لفسخ عقد لوبيتيغي، إلا أنه شدد على ضرورة احترام خصوصية المنتخب وعدم تأثير الإعلان عن الوجهة المقبلة لمدربه، على تحضيراته لخوض المونديال. وفي حين أوحى بيان الثلاثاء بأن الاتحاد الإسباني كان موافقاً على الخطوة، بدأت الإشارات السلبية بالبروز صباح الأربعاء، ولا سيما مع تأخر بدء مؤتمر صحافي معلن منذ أول من أمس كان من المقرر أن يشارك فيه روبياليس ولوبيتيغي. وبعد تأخير لنحو ساعة، عقد المؤتمر بمشاركة رئيس الاتحاد وغياب لوبتيغي، وتم خلاله إعلان الإقالة.
وأثار توقيت إعلان تعاقد لوبيتيغي مع ريال، غضب وسائل الإعلام والمشجعين الإسبان، ولا سيما في ظل التفاؤل السائد بقدرة «لا روخا» على تعويض خيبة الخروج من الدور الأول لنسخة 2014 وتكرار سيناريو البطولات الثلاث التي سبقتها، حين توج الإسبان بثلاث بطولات كبرى على التوالي، هي كأس أوروبا 2008 و2012، وكأس العالم 2010. وكتب ألفريدو ريلانو، محرر صحيفة «أس» الرياضية «لقد أصابني الخبر مثل الرصاصة ليس لأن لوبيتيغي سيكون مدرب مدريد للسنوات الثلاث المقبلة (...)، لكن (لأن) التوقيت والطريقة (التي أعلن فيها) كانا فظيعين».
ولم تذق إسبانيا طعم الهزيمة في المباريات العشرين التي خاضتها بقيادة لوبيتيغي منذ أن خلف فيسينتي دل بوسكي بعد كأس أوروبا 2016، عندما فشل «لا روخا» في الدفاع عن لقبه وخرج من دور الستة عشر. وكانت هناك مخاوف من أن تعيينه مدرباً لريال مدريد قد يفتح انقسامات قديمة بين لاعبي النادي الملكي وبرشلونة في تشكيلة إسبانيا. وللمرة الأولى منذ عام 2006، يطغى لاعبو ريال على تشكيلة إسبانيا في بطولة كبرى، مع وجود ستة لاعبين، مقابل ثلاثة من برشلونة. وكشفت صحيفة «سبورت» الرياضية الكاتالونية عن أن «الإعلان (عن تعاقد ريال مع لوبيتيغي) لم يهضم بشكل جيد في غرفة ملابس المنتخب الإسباني، باستثناء لاعبي ريال الذين رحبوا بوصوله إلى برنابيو». وخاض لوبيتيغي مسيرة وجيزة حارس مرمى في برشلونة وريال.
في مسيرته التدريبية، لم يحقق إنجازات كبيرة: تجربة قصيرة في رايو فاليكانو والفريق الرديف لريال مدريد، حقق نجاحاً مع منتخبي إسبانيا لدون 19 و21 سنة، ثم أمضى 18 شهراً في بورتو البرتغالي، لكنه أقيل من منصبه بعد الخروج من الدور الأول لدوري الأبطال في موسمه الثاني.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.