المحكمة الاتحادية تبقي الغموض حول مصير نتائج الانتخابات

TT

المحكمة الاتحادية تبقي الغموض حول مصير نتائج الانتخابات

رفضت المحكمة الاتحادية العراقية، أمس، طلب مجلس المفوضين التابع للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات إصدار «أمر ولائي» بوقف تنفيذ قرار مجلس النواب إجراء فرز يدوي للأصوات في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي.
و«الأمر الولائي» إجراء مؤقت يتخذه القضاء لإيقاف العمل بالقوانين محل الاختلاف إلى حين صدور الرأي النهائي للمحكمة الذي بدا أنه سيستغرق وقتاً.
ولا يزال الغموض يسيطر على مصير النتائج النهائية للانتخابات، خصوصاً بعد التعديل الذي أجراه مجلس النواب على قانون الانتخابات وفرض إعادة يدوية لعمليات العد والفرز التي جرت إلكترونياً.
ومع أن غالبية التكهنات تشير إلى عدم حدوث اختلافات جذرية في ترتيب الائتلافات الفائزة في النتائج النهائية، فإن عملية إعادة العد اليدوي ما زالت تثير مخاوف أطراف سياسية وشعبية، نظراً إلى حالة عدم الاستقرار السياسي العام ومجمل التعقيدات والشكوك التي رافقت العملية الانتخابية.
وقال الناطق باسم المحكمة الاتحادية إياس الساموك في بيان، أمس، إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلستها اليوم برئاسة مدحت المحمود وحضور القضاة الأعضاء كافة، ونظرت في خمسة طلبات بإصدار قرار ولائي بوقف تنفيذ أحكام قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب».
وأضاف أن «الأعراف القضائية المستقرة تحظر على المحكمة إبداء الرأي تصريحاً أو تلميحاً في موضوع الدعوى الأصلية المعروضة عليها إلا حين إصدار الحكم الفاصل فيها». وأشار إلى أن «المحكمة قررت بالإجماع رد طلب إصدار القرار الولائي».
وعن الموعد المحدد لنظر المحكمة الاتحادية في الطعن على التعديل الثالث، قال الساموك إن ذلك مرتبط برد المدعى عليه رئيس مجلس النواب، أو انتهاء المدة القانونية للرد.
وقال رئيس «هيئة النزاهة» السابق القاضي رحيم العكيلي لـ«الشرق الأوسط» إن «رفض الأمر الولائي من قبل المحكمة الاتحادية لا يعني بالضرورة رفضها للطعن المقدم ضد قانون الانتخابات المعدّل... قد يكون إلغاء الأمر الولائي من المحكمة مدعاة لنقض القانون».
واعتبر خبير قانوني أن «قرار رد طلب إصدار الأمر الولائي صحيح من حيث النتيجة، لكنه خاطئ من حيث ذكر الأسباب التي أدت إلى إلغائه». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «القضاء الدستوري ما زال يحبو في العراق ويعاني من سيطرة قضاة القانون العادي بمبادئه وتسليمهم به وعدم إدراكهم لضوابط القضاء الدستوري وسياقاته بوصفه حامي الشريعة الدستورية».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.