رحيل حبيب قاسم وزير التجارة البحريني السابق

أحد أبرز الوجوه الاقتصادية في البلاد

الراحل حبيب أحمد قاسم
الراحل حبيب أحمد قاسم
TT

رحيل حبيب قاسم وزير التجارة البحريني السابق

الراحل حبيب أحمد قاسم
الراحل حبيب أحمد قاسم

توفي فجر أمس في البحرين، حبيب أحمد قاسم وزير التجارة السابق وأحد أبرز رجال الأعمال في البحرين. الذي شغل عدة مناصب في إدارة التجارة والصناعة في وزارة المالية والاقتصاد، كما شغل مناصب رئيسية في كثير من مجالس إدارات الشركات وتولى إدارة بورصة البحرين.
ويُعّد حبيب قاسم من أبرز رجال الأعمال والمؤسسين لقطاع الأعمال والتجارة في البحرين، ساهم في تأسيس ورئاسة وعضوية عدد من الشركات منها رئاسة مجلس إدارة شركة المهد للاستثمار، وشركة البحرين لمخلوطات الحديد، وشركة البحرين لتوريد وتوزيع الكهرباء، وشركة «كابيتال غروث مانجمنت»، وشركة «كواليتي واير برودكتس»، كما شغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة مدرسة المهد.
وتولى حبيب قاسم منصب وزير التجارة والزراعة بحكومة البحرين من 1976 إلى 1995، كما شغل منصب عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من عام 1997 إلى 2007.
وبدأ حياته مدرسا للغة الإنجليزية لدى وزارة التربية والتعليم، بين عامي 1965 و1967، ثم عمل اقتصاديا بدرجة مراقب بمكتب التنمية في دائرة المالية لحكومة البحرين، بين عامي 1967 و1971، كما عيّن مديرا لإدارة التجارة والصناعة في وزارة المالية والاقتصاد الوطني خلال الفترة بين 1971 و1975، بعدها عيّن وكيلا لوزارة التجارة والزراعة والاقتصاد.
وخلال الفترة بين عامي 1976 و1995 شغل منصب وزير التجارة والزراعة. وفي عام 1995 تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة المهد للاستثمار وشركة كابيتل غروث مانجمنت، وبين عامي 1987 و1995 عيّن رئيسا لمجلس إدارة بورصة البحرين.
كما أصبح عضوا في مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين، بين عامي 1974 و1982، وعين نائبا لرئيس مجلس إدارة ألمنيوم البحرين، بين عامي 1982 و1995. وخلال الفترة نفسها شغل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة معارض البحرين الدولية والمؤتمرات.
كما عين رئيساً لمجلس إدارة هيئة الترويج والتسويق بين عامي 1993 و1995.
وتولى منصب رئيس مجلس إدارة المواصفات والمقاييس في البحرين بين عامي 1985 و1995، وخلال الفترة نفسها كان عضوا في مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».