ارتياح في الأردن بعد إقرار حزمة المساعدات

TT

ارتياح في الأردن بعد إقرار حزمة المساعدات

شدد علي الكايد، السفير الأردني لدى السعودية، على أهمية حزمة المساعدات لدعم الأردن التي تعهدت بها قمة مكة المكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أول من أمس.
وأكد الكايد لـ«الشرق الأوسط» أن تلك المساعدات التي بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار ستنعش الاقتصاد الأردني المتعثر.
وتضمنت حزمة المساعدات وديعة بالبنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي، ودعما سنويا لميزانية حكومة الأردن لمدة 5 أعوام، إضافة إلى تمويل من صناديق التنمية لمشروعات إنمائية.
ولفت السفير الأردني إلى أن الفائدة ستكون مباشرة على الاقتصاد الأردني وتضمن استمرار مساره، مما يساعد الأردن على تجاوز أزمته وما صاحبها من تضخم اقتصادي، مضيفاً أن فائدة المساعدات لن تكون على المدى القريب فحسب؛ بل تستمر لفترة طويلة، منوها بأن الشعب الأردني يشعر بعد إقرار تلك المساعدات بالارتياح والبهجة.
إلى ذلك، ذكر إبراهيم النحاس، عضو اللجنة الأمنية بمجلس الشورى السعودي، لـ«الشرق الأوسط» أن «المملكة كعادتها تقف مبادرة مع حلفائها في أزماتهم، وبصفتها القائد للعالم العربي والمركز للعالم الإسلامي تؤسس لمبدأ العمل الجماعي الذي يجب أن يكون بين الأخوة العربية والإسلامية»، مشيراً إلى أن القيادة السعودية تعمل دائماً لما فيه عز العرب والمسلمين في كل مكان وزمان.
ولفت إلى أن المبادرة تأتي تعبيراً صادقاً عن روح الأخوة العربية والإسلامية، وأنها تعطي رسالة سعودية مباشرة للعالم أجمع بأنها تجمع كلمة العرب والمسلمين في أشد الظروف.
وتطرق إلى أن الخطوة السعودية «تعبر عن مدى التلاحم والترابط والاحترام والتقدير الذي يجمع بين قادة السعودية وقيادات الدولة العربية والإسلامية؛ إذ إن تاريخ السعودية في الوقوف مع الدول العربية والإسلامية في أشد الظروف مشرف دونته سجلات التاريخ بكل فخر واعتزاز».
وأشار إلى أن اجتماع مكة المكرمة التاريخي رسالة واضحة ومباشرة للوقوف مع الدولة العربية، وأن الأردن لن يكون وحده ولن يتخلى عنه العرب مهما كانت الظروف ومهما اشتدت الأزمات.
وتابع النحاس: «الوقفة الأخوية مع الأردن ومع شعبه الكريم، رسالة تدعو الشعب الأردني لأهمية الوقوف مع قيادته ومناصرتها لمواجهة المؤامرات التي تحاك تجاه دولتهم وتهدف لزعزعة استقرارهم». وأضاف أن «أطراف الشر ودعاة الإرهاب والتطرف أرادوا استغلال الأزمة الاقتصادية لبث الفرقة بين أبناء الشعب الأردني وقيادته وكذلك بث الفتنة بين الأردن وأشقائه العرب، لكنهم فشلوا».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.