روسيا كثفت نشاطها الدبلوماسي لإنجاح لقاء ترمب وكيم

TT

روسيا كثفت نشاطها الدبلوماسي لإنجاح لقاء ترمب وكيم

جاءت إشارة وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان، إلى الدور الذي لعبته روسيا في التحضير لقمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لتؤكد معطيات كانت وسائل إعلام روسية أشارت إليها بشكل واسع خلال الأيام الأخيرة، برغم التكتم الرسمي الروسي على هذا الدور.
وقال الوزير السنغافوري إن «روسيا واليابان ساهمتا أيضاً في تحقيق هذه النتيجة»، بالإضافة إلى الأدوار التي لعبتها كوريا الجنوبية والصين. ورأى أن ذلك وفر عناصر نجاح إضافية، و«لهذا السبب، يمكن القول، إنها حالة نادرة توفرت فيها كل عوامل النجاح».
وكانت موسكو التي ظلت علاقاتها مع كوريا الشمالية محاطة بجمود خلال السنوات الأخيرة، نشطت دبلوماسيتها بشكل مفاجئ بعد إعلان ترمب احتمال تأجيل القمة. وقام وزير الخارجية سيرغي لافروف بزيارة لم تكن مخططة سابقاً إلى بيونغ يانغ، ووجه دعوة هي الأولى من نوعها إلى الزعيم الكوري الشمالي لزيارة روسيا.
وتعاملت واشنطن في البداية مع التحركات الروسية بحذر، واعتبرت أنها تسعى إلى عرقلة تحقيق تقدم، ما دفع لافروف إلى التنديد بموقف واشنطن، وقال إنه «مستغرب».
لكن اللافت أن التطورات اللاحقة أبرزت أن موسكو قامت بمناورة لتوسيع حضورها في ملف كوريا الشمالية، وعدم تركه بيد واشنطن وحدها وفقاً لمصدر روسي. وأكد المصدر في الوقت ذاته أن موسكو عملت على دفع كوريا الشمالية للتعاون مع المجتمع الدولي، ولَم تسع إلى عرقلة القمة الكورية الشمالية - الأميركية.
وذكرت وسائل إعلام حكومية روسية أن «الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اعترفتا ببوتين لاعباً من وراء الكواليس»، وفقاً لمقالة نشرتها صحيفة «برافدا رو». واعتبرت الصحيفة أن وصف قمة سنغافورة نصراً لترمب، والحديث عن دور أساسي لبكين وحدها، فيه ظلم لروسيا لأن «لا أحد يتحدث عن التأثير الروسي في هذه العملية».
ونقلت شبكة «غازيتا رو» واسعة الانتشار عن الخبير في مركز أبحاث الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قسطنطين بلوخين، أن «روسيا لعبت دوراً نشطاً، وكان يمكن لموقفها أن يكون ضعيفاً لو لم تنسق مع الصين حليفة كوريا الشمالية، فيما تعتمد الأخيرة على موسكو وبكين، أي تثق بهما». وبرغم ذلك أكد بلوخين أن العنصر الأساسي هو سلاح كيم النووي الذي عزز موقفه التفاوضي.
ولاحظ بلوخين أن «الاتجاه الأساسي للسياسة الأميركية هو ردع الصين، ومشكلة كوريا الشمالية أنها أداة في هذا المنحى. أي أنها (مفتاح) لهذه المنطقة». ورأى أنه يمكن للأميركيين التصعيد وتعزيز الوجود المباشر في المنطقة بحجة المشكلة الكورية الشمالية في أي لحظة، وفي أي وقت يمكن أن تقوم واشنطن بزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، فيتدفق اللاجئون نحو الصين.
اللافت أن موسكو كانت تفضل في السابق عدم تحسين علاقاتها مع كيم الابن، الذي خلافاً لوالده لم يسبق أن زار روسيا، ولم توقع معه موسكو أي اتفاقات كبيرة. وكانت موسكو تفضل خلال المفاوضات السابقة مع كوريا الشمالية دعم الموقف الصيني. وقال أكثر من خبير روسي إن موسكو كانت تفضل عدم الظهور بمظهر من يدافع عن تصرفات الزعيم الكوري الشمالي، لكنها وجدت في الملف فرصة للتدخل بعد السجالات الأميركية مع بيونغ يانغ، و«بهدف أن يكون الملف واحداً من المسائل غير الخلافية مع واشنطن» في إطار مساعي محاصرة تصاعد الخلاف.
في غضون ذلك، وسّعت الولايات المتحدة قائمة عقوباتها ضد روسيا بإدراج 3 شخصيات و5 شركات على صلة بروسيا في اللائحة. وأشار بيان صدر عن وزارة الخزانة الأميركية إلى أن العقوبات تطبق بموجب قانون «مواجهة أعداء أميركا عبر العقوبات». ونقلت مصادر روسية أن الأطراف التي طالتها العقوبات الأميركية الجديدة، مرتبطة بملف الأمن السيبراني. ونفت صحة اتهامات أميركية بأنها مرتبطة بقسم في هيئة الأمن الفيدرالي الروسي متخصص بإدارة برامج تنتهك الأمن الإلكتروني.



«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.