القاهرة تتلقى تطميناً قوياً من أديس أبابا في أزمة «سد النهضة»

آبي أحمد: مصر ستحصل على حصتها من مياه النيل وسنعمل على زيادتها

TT

القاهرة تتلقى تطميناً قوياً من أديس أبابا في أزمة «سد النهضة»

تلقت القاهرة تطميناً قوياً من أديس أبابا فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتقول مصر إنه يهدد حصتها من المياه. وقال آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس عقب مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، «إنهم سيحافظون على حصة مصر في نهر النيل... بل وزيادتها».
وأكد الرئيس السيسي زيادة استثمارات مصر في إثيوبيا، وأضاف: «أكدت اليوم كذلك لأخي رئيس الوزراء ما نوليه من أولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق، وذلك بناء على الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو (تموز) 2018 على مستوى كبار المسؤولين لهذا الغرض».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي: «أود أن أقول للشعب المصري نحن الإثيوبيين نعرف الأخوة وحسن الجوار، وليست لدينا رغبة أو فكرة في إلحاق الضرر بالشعب المصري، وإن كنا نؤمن بأننا يجب أن نستفيد من هذا النهر (نهر النيل)، ولكن عندما نستفيد لا يجب أن نقوم بما يضر بالشعب المصري، ونؤيد أن تكون الثقة سائدة بيننا في هذا الشأن».
وأضاف آبي أحمد: «نريد أن ننسى ما كان في الماضي ونبدأ مرحلة من المحبة والمودة والتعاون، وأن نغير منطقنا ونحتذي بالآخرين الذين تطوروا. إن قدومي إلى مصر لأوضح للشعب المصري رغبة إثيوبيا في الإخلاص والمودة والمحبة مع مصر، وأن لا تكون الشكوك نحو إثيوبيا، وأن نستخدم حصتنا، وأن نؤكد لكم حصتكم من مياه نهر النيل».
وأضاف آبي أحمد: «نحن سنهتم بالنيل، ونحافظ على حصتكم من مياه النيل، وسنعمل على أن تزداد هذه الحصة أنا والرئيس السيسي، ولن يكون هناك حقد وخلاف بيننا، لأنه لا يفيد كلا الشعبين، كما أن زرع الفتن في كل من مصر وإثيوبيا لن يخدم مصالح الشعبين».
وأشار إلى أن الرئيس السيسي أطلق سراح المسجونين الإثيوبيين، معرباً عن خالص شكره للرئيس السيسي على ما يقدمه وما يبذله من جهود من أجل العلاقات التاريخية بين مصر وإثيوبيا، منوهاً بأن كل المناقشات والمباحثات مع الرئيس السيسي كانت ودية.
وداعب الرئيس السيسي رئيس وزراء إثيوبيا قائلا له: «قل والله لن نقوم بأي ضرر بالمياه في مصر». وكرر آبي وأكد كلام الرئيس السيسي، وقال أيضا «إن شعبي وحكومتي ليس لديهم الرغبة في إلحاق الضرر بمصر، وإنما نريد أن نتعاون في كل المجالات وليس فقط النيل».
ووفق بيان رئاسي مصري، فإن السيسي التقى رئيس الوزراء الإثيوبي في جلسة مباحثات ثنائية مساء أول من أمس في مستهل زيارته للقاهرة، تناولت تطورات موقف سد النهضة، حيث توافق الرئيسان على تبني رؤية مشتركة بين الدولتين، قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية دون المساس بحقوق الطرف الآخر.
ومن المقرر عقد جولة أخرى من المفاوضات على مستوى رفيع مقررة في 3 يوليو في القاهرة.
يشار إلى إثيوبيا بدأت بناء السد، الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار عام 2012، لكن المشروع الضخم أثار توترا، وخصوصا مع مصر التي تتخوف من أن يؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 في المائة من احتياجاتها من المياه.
وتعتمد مصر تماما على مياه النيل، للشرب والري وتقول إن «لها حقوقا تاريخية» في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و1959 التي تعطيها 87 في المائة، من مياه النيل وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.