الأخبار الكاذبة ونقص الخبرة يجبران «فيسبوك» على هجر زاوية الأخبار... فما البديل؟

ستتخلى شركة «فيسبوك» عن نشرات الأخبار السريعة (Trending News) من على صفحاتها، وتتعاون بدلا منها مع عدد من شركات النشر المتخصصة لكي تتولى المهمة بعد تحديث المحتوى والتأكد من صحته وإضافة أخبار بالفيديو.
وقالت الشركة بأن الإطار الحالي لتقديم نشرات أخبار سريعة على المنصة، والذي بدأته منذ أربع سنوات لم يعد يساير العصر وأن الإقبال عليه من مستخدمي الموقع أضحى ضعيفا ويتراجع. كما أن الموقع تسبب في بعض المشاكل للمؤسسة بعد تسرب بعض الأنباء الكاذبة إليه. كما وجهت إليه اتهامات بأنه لا يعتمد الحياد السياسي كما يجب. ومن الواضح أن عوامل مثل نقص الخبرة الإعلامية والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي كانت من أسباب عدم جاذبية الموقع ما أدى في النهاية إلى إغلاقه.
وكان الموقع قد بدأ الخدمة في عام 2014 تحت اسم «تريندنغ» كقائمة من العناوين تظهر على جانب الصفحة الرئيسية وكان الهدف منها جذب قراء «تويتر» بتوفير خدمة أخبار سريعة لهم. وكان من بين الأخبار التي نشرت في العام الأول للخدمة انتحار الممثل روبن ويليامز وانتشار مرض الإيبولا ونتائج مباريات كأس العالم حينذاك.
وابتكر «فيسبوك» هذه الخدمة بعد وعد مؤسس الشركة مارك زوكربرغ بأن يحول «فيسبوك» إلى صحيفة شخصية للمستخدمين. ولكن المناخ قبل أربع سنوات لم يكن يعرف معضلات لاحقة مثل الأخبار الكاذبة وتأثير جهات أجنبية على الانتخابات الأميركية.
وبدأت مشاكل قسم الأخبار السريعة على «فيسبوك» في عام 2016 عندما اتهم المحافظون في أميركا الموقع بالانحياز ضدهم بسبب بعض التعليقات التي وردت في تقرير كتبه متعاقد سابق مع «فيسبوك». وذكر المتعاقد أن «فيسبوك» يتجاهل أخبار المحافظين ويركز أكثر على أخبار «الليبراليين».
وفي نهاية عام 2016 قررت إدارة «فيسبوك» الاستغناء عن خدمات فريق المحررين العاملين في قسم الأخبار السريعة والاستعاضة بدلا منهم بنظام إلكتروني يعتمد على الذكاء الاصطناعي من أجل التخلص من اتهامات الانحياز.
ولكن بدلا من توازن التغطية الإخبارية لجأ النظام الإلكتروني إلى اختيار الأخبار التي تلقى أكبر عدد من القراء عليها، حتى لو كانت المعلومات غير صحيحة. وكان من الواضح أن الاعتماد على أنظمة إلكترونية أو «سوفتوير» ذكاء اصطناعي من شأنه أن يرتكب أخطاء محرجة وقد تكون خطيرة في تداعياتها.
وفي عام 2017. حاولت إدارة «فيسبوك» إصلاح الوضع في قسم الأخبار السريعة بنشر الأخبار التي ترد في وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المعتمدة فقط. واعتمدت الأخبار على أكثر من مصدر حتى تتجنب تماما الأخبار الكاذبة ذات المصدر الواحد. واستنتجت الشركة أن محاولات إصلاح قسم الأخبار السريعة لا يستحق عناء الموارد التي يستهلكها خصوصا مع ضعف الإقبال عليه. فقررت إنهاء هذه الخدمة ومنح مؤسسات إعلامية متخصصة المجال لكي تقدم الأخبار السريعة بالأسلوب المناسب والجذاب الذي تراه.
يدرس «فيسبوك» حاليا خدمات جديدة بالتعاون مع مؤسسات إخبارية وصحف يومية بحيث تنشر هذه الجهات الأخبار الحديثة الخاصة بها تحت عناوينها لكي يعرف القراء مصدرها. كما تريد إدارة «فيسبوك» منح الأخبار المحلية أهمية أكبر.
وتدرس إدارة «فيسبوك» إمكانيات التعاون مع 80 ناشرا للأخبار منها «واشنطن بوست» التي سوف تسمح لها باستخدام إشارات حمراء على أخبارها تدل على أنها أخبار ساخنة. وسوف تكون المؤسسات الإعلامية التي تقدم خدمة الأخبار مقابل الانتشار الواسع على «فيسبوك»، مسؤولة عن صحة أخبارها. وبالتالي تأمل إدارة «فيسبوك» بأن ينتهي صداع الأخبار الكاذبة.
وقال رئيس قطاع الأخبار في «فيسبوك» أليكس هارديمان بأن المؤسسة ما زالت ملتزمة بتقديم الأخبار فوريا ولكن بدلا من أن يقوم جهاز المؤسسة بالإشراف على هذه الأخبار سوف تترك المهمة لجهات محترفة لنشر الأخبار بمعرفتها. ويشير مركز «بيو» للأبحاث أن نسبة 44 في المائة من البالغين يحصلون على بعض أو كل الأخبار من «فيسبوك».
وفي جانب الاهتمام بالأخبار المحلية بدأ «فيسبوك» في نشر ركن اسمه «توداي إن» يوفر جولة عن أهم الأحداث المحلية بالتعاون مع ناشري الصحف المحلية. وتمت تجربة الفكرة في 30 منطقة محلية في أميركا قبل تعميمها. وقال هارديمان بأن الهدف هو رفع شأن الأخبار المحلية لكي تكون جذابة للقراء.
أيضا سوف يتم تمويل أخبار فيديو ينتجها ناشرون محترفون بحيث تكون حصرية لصالح «فيسبوك». وسوف تبدأ هذه الخدمة الجديدة خلال أشهر قليلة وفقا للمؤسسة.