خبير دستوري: البرلمان ارتكب سلسلة خروقات

TT

خبير دستوري: البرلمان ارتكب سلسلة خروقات

أكد الخبير في الدستور العراقي جمال الأسدي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة الراهنة خلقتها سلسلة الإجراءات التي قام بها البرلمان سواء على صعيد إبقاء الجلسة مفتوحة، وهي إشكالية بحد ذاتها بعد أن كانت المحكمة الاتحادية أعلنت عدم دستوريتها عام 2014، أو لجهة إصداره تشريعا قانونيا، هو الآخر مطعون في شرعيته بسبب عدم دستورية الجلسة، بالإضافة إلى سلسلة مخالفات أخرى قسم منها يتعلق بالنصاب وسوى ذلك».
ويضيف الأسدي أن «سلسلة المخالفات لم تتوقف عند هذا الحد حيث إن هناك إلغاء انتخابات الخارج والنازحين والحركة السكانية، حيث إن مجموع الأصوات التي تم إلغاؤها هي أكثر من مليون وستمائة ألف صوت وهو ما يعادل نسبة 9 في المائة من مجموع الناخبين وهو ما يشكل مخالفة دستورية صريحة طبقا للدستور الذي ينص على أن العراقيين متساوون، بينما تم استثناء الكوتا الخاصة بالطوائف والقوميات وهو ما يعني وجود مزاجية في عملية الإلغاء ومثلها أيضا إلغاء أصوات البيشمركة الكردية حيث إن البيشمركة مشمولة بالاقتراع الخاص الذي جرى قبل يومين من الانتخابات».
وبشأن التداخل في عمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقانونية، يقول الأسدي إن «الأمر الآخر الذي يتحمل مسؤوليته مجلس القضاء الأعلى هو موافقته على تنفيذ القانون الذي شرعه البرلمان»، مبينا أن «المخالفة هنا مزدوجة حيث إنه لا يمكن تنفيذ أي قانون إلا بعد مصادقة رئيس الجمهورية ونشره في الجريدة الرسمية، وهو ما يستغرق نحو أسبوعين على أن يتم التطبيق من تاريخ التشريع لكن بعد استكمال الإجراءات هذه، وهو ما لم يحصل حيث انتدب مجلس القضاء قضاة للبدء بالعمل بدلا عن مفوضية الانتخابات، وبذلك فإنه ارتكب مخالفات أخرى وهي أنه بموجب القانون لا يجوز للقاضي الجمع بين وظيفتين قضائية وتنفيذية بينما القضاة الذين سيباشرون العمل بدءا من اليوم تحولوا إلى موظفين تنفيذيين».
وردا على سؤال بشأن موقف المحكمة الاتحادية مما يجري وهي المعنية بتفسير الدستور، قال الأسدي إن «موقف المحكمة الاتحادية هنا يتسم بالغرابة وهي في الغالب تلبي طلبات الطرف القوي في السلطة التنفيذية، ففي الوقت الذي لا تتأخر عن الإجابة عن استفسارات رئيس الوزراء والتي غالبا لا تستغرق يومين فإنها حتى الآن لم تجب عن طلب رئيس الجمهورية في مدى دستورية جلسة البرلمان حيث لو كانت قد أجابت في وقت مبكر لما حصلت كل هذه الإشكاليات»، لافتا إلى أنه «حتى لو صدر عنها قرار بعدم دستورية جلسات البرلمان المفتوحة فإن قيام البرلمان بإصدار قانون عقد المشهد أكثر من ذي قبل وهو ما يتطلب هذه المرة الذهاب للطعن بالقانون وكل هذا يأخذ وقتا ونحن نقترب من نهاية عمر البرلمان».



«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
TT

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف
صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان»، الجمعة، دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين، وفتح معابر حدودية إضافية لإيصالها عبر الطرق الأكثر كفاءة.

وعقدت المجموعة، التي تضم السعودية وأميركا وسويسرا والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الخميس، اجتماعاً افتراضياً لمواصلة الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأكد بيان صادر عنها مواصلة العمل على إشراك الأطراف السودانية في جهود توسيع نطاق الوصول الطارئ للمساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين، مع الامتثال الأوسع للالتزامات القائمة بموجب القانون الإنساني الدولي و«إعلان جدة».

وأضاف: «في أعقاب الاجتماع الأولي بسويسرا، أكد مجلس السيادة على فتح معبر أدري الحدودي للعمليات الإنسانية، ما سمح، مع ضمانات الوصول على طول طريق الدبة، بنقل 5.8 مليون رطل من المساعدات الطارئة للمناطق المنكوبة بالمجاعة، والمعرضة للخطر في دارفور، وتقديمها لنحو ربع مليون شخص».

ودعت المجموعة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» لضمان المرور الآمن للمساعدات على طول الطريق من بورتسودان عبر شندي إلى الخرطوم، كذلك من الخرطوم إلى الأبيض وكوستي، بما فيها عبر سنار، لإنقاذ حياة ملايين المحتاجين، مطالبةً بفتح معابر حدودية إضافية لمرورها عبر الطرق الأكثر مباشرة وكفاءة، بما فيها معبر أويل من جنوب السودان.

وأكدت التزامها بالعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف معاناة شعب السودان، والتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، معربةً عن قلقها الشديد إزاء التقارير عن الاشتباكات في الفاشر، شمال دارفور، ما أدى إلى نزوح الآلاف، ومجددةً تأكيدها أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً، حيث يواجهن العنف المستمر والنهب من قبل الجماعات المسلحة.

وشدّدت المجموعة على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما فيهم النازحون بالمخيمات، وأن يلتزم جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني لمنع مزيد من المعاناة الإنسانية، مؤكدةً على مواصلة الارتقاء بآراء القيادات النسائية السودانية ودمجها في هذه الجهود.