برنامج «من الصفر»... حكايات وخفايا ومشاوير نجاح سعودية

مفيد النويصر: أفضل أن أباعد بين حلقات رجال الأعمال فلا أريد أن أترك انطباعاً بأن النجاح مرتبط بالمال

الأميرة لولوة الفيصل
الأميرة لولوة الفيصل
TT

برنامج «من الصفر»... حكايات وخفايا ومشاوير نجاح سعودية

الأميرة لولوة الفيصل
الأميرة لولوة الفيصل

رغم الكم الهائل من البرامج التلفزيونية التي تعرضها شاشات التلفزيون العربية خلال شهر رمضان، فإن المحتوى الهادف قليل جداً، حيث يتغلب الترفيه على ما عداه من الموضوعات. لكن هناك دائماً من يكسر القالب ويغرد منفرداً ليعطي جمهور التلفزيون جرعة من المحتوى الجيد والمؤثر. برنامج «من الصفر» الذي يرأس تحريره الصحافي والروائي ورئيس قطاع الديجيتال في محطة «إم بي سي»، مفيد النويصر استمر في تقديم رسالته بتقديم قصص نجاح لشخصيات ناجحة ومؤثرة في المجتمع السعودي. وفي موسمه الثالث نجح في التربع على عرش أكثر البرامج مشاهدة خلال شهر رمضان في السعودية. يحسب للنويصر الاختيارات المتميزة في الشخصيات التي يقدمها البرنامج، كما يحسب له أيضاً أن ضيوفه فتحوا خزائن الذكريات في برنامجه من دون تحفظ، وهكذا قدموا للمشاهد قصص نجاح وكفاح ملهمة لا تنقصها المشاعر واللحظات الخاصة التي قد تدمع عيونهم خلال روايتها.
«الشرق الأوسط» حاورت النويصر حول برنامجه وأهم ضيوفه وسير الناجحين التي يقدمها للجمهور، ولم يبخل المقدم الشاب علينا بالمعلومات وبالتفاصيل المختلفة، بل لوّن بحماسته مسيرة برنامجه التي انطلقت أيضاً من الصفر.
أبدأ حواري مع النويصر وفي ذهني الكثير من الأسئلة أطلقها بسؤال محدد: ما الذي شدك لفكرة النجاح والإنجاز لتكون موضوعاً لمقالات صحافية في البداية ثم تحولت لمدونة وأخيراً لبرنامج تلفزيوني؟ يقول: «البداية كانت مع المقالات التي كنت أكتبها كل أسبوع، وكنت أتناول فيها قصصاً لأشخاص عاديين نجحوا في مجالهم، قد يكون صاحب مجموعة من الورشات الصناعية صادفته في إحدى المدن على سبيل المثال». هل هي شخصيات لأناس تعرفهم وتقابلت معهم في وقت من الأوقات؟ أطرح سؤالي الثاني ويأتيني الرد بسرعة؛ فالنويصر يحمل الكثير من المعلومات والتفاصيل التي تتدفق سريعاً لتعطينا صورة مفصلة عن طريقته في العمل. يقول: «أنا عندي شغف لمعرفة قصص الناس وحياتهم، وفي أي مجلس أتواجد به دائماً أبحث عن تفاصيل الشخصيات التي أقابلها». يشير إلى أن المقالات التي كان يكتبها في صحيفة «شمس» في البداية ثم صحيفة «مكة» كانت تمثل تحدياً من حيث عدد الكلمات المطلوبة: «كانت عملية صعبة أن أختصر كل تجربة في 300 كلمة هي حجم المقال، وقد تنقص بسبب أو آخر، كيف أذكر تفاصيل حياة شخص في تلك الكلمات القليلة؟».
المدونة فتحت المجال أكثر أمام النويصر لكتابة سير الأشخاص الملهمين: «المدونة أعطتني فرصة للتوسع في القصص واستخدام الصور»، وهو ما استرعى انتباه شركة «غوغل» التي طلبت منه التوسع في هذا النوع من الكتابة عارضة أن تقدم حملات دعم مقابل ذلك.

من الصحافة للفيديو
مشوار شخصيات النويصر تعدى مرحلة الصفر وبدأ في النمو ليدخل مجال الفيديو من خلال «يوتيوب» وحققت حلقتان قام بإعدادهما وأشرف على إنتاجهما في 2014 انتشاراً كبيراً على مستوى العالم العربي أدى إلى إنتاج برنامج تلفزيوني نجح في الاستمرار للموسم الثالث ويستعد للمزيد.
حول الموسم الأول من البرنامج يعلق النويصر: «الموسم الأول بالنسبة لنا كان بمثابة بطاقة التعريف مع الجمهور، عملنا لسنة كاملة وقبل شهر رمضان بأيام قليلة انهار كل شيء واضطررنا إلى أن نعيد العمل من جديد في كل الحلقات خلال الشهر، وهو ما كان يمثل ضغطاً نفسياً شديداً علينا؛ فنحن في سباق مع الوقت. الضغط تسبب لي في مشكلات صحية، لكن في كل مرة ومع مشاهدة الردود الإيجابية من الجمهور أنسى ذلك وأشعر كمن فاز بكأس العالم وبعد نصف ساعة من الحلقة أبدأ في تحليل الحلقة والتواصل مع فريق التصوير والمخرج لمناقشة لقطة لم تظهر كما يجب». أعلق قائلة: «لم تكن تلتقط أنفاسك قبل البداية مرة أخرى؟» ويجيبني: «طوال حياتي وحتى في تدرجي الوظيفي عودت نفسي ألا أفرح بشيء لوقت طويل، لكن أفرح بما أقدمه في يومه».
في البرنامج الذي يصر النويصر على صفته الوثائقية، يكتفي بالتواجد خارج إطار الكاميرا، لا يظهر سوى في المقدمة وفي بعض الفواصل، لكن في كل الحالات يترك الضيف ليواجه الجمهور مباشرة من دون تدخل منه: «(من الصفر) برنامج وثائقي، فيه الضيف هو البطل الوحيد»، يعلق النويصر ويستطرد: «هو الشخص الحقيقي الذي يستحق أن يتوج وأن يحصل على اهتمام الجمهور في كل ثانية يتحدث فيها ويروي أكبر قدر من القصص. الساعة التلفزيونية ما بين 48 - 52 دقيقة، خمسون دقيقة يجب أن تخصص للضيف للحديث. عندما استضفنا وزير الصحة السابق وسفير المملكة السابق في ألمانيا،د. أسامة شبكشي، كانت أمامنا قصة حياة غنية جداً، الجانب المهني فيها فقط امتد لنصف قرن، إذا أردت عرض قصة شخص على حلقتين بمدة 100 دقيقة، مع المؤثرات مع الموسيقى مع الفواصل والمقدمة والخاتمة، هذا كله يجعلني أخصص للضيف كل كادر من التصوير له وليس لي هو الذي يحكي لا أريد أن أكون جشعاً وطماعاً لأظل أمام الكاميرا. أنا لست البطل هنا».
حلقة الدكتور أسامة شبكشي أثارت الكثير من النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين منتقد (بسبب مرض الدكتور الشبكشي الواضح) ومعجب، ولكن النويصر يرد بالقول بأن الدكتور الشبكشي وافق على تصوير الحلقات، وكان ذهنه حاضراً، وإنه اختار الحديث عن تفاصيل دقيقة وخاصة جداً من حياته.
هنا أسأله حول الصراحة التي يتحدث بها الضيوف وإدلائهم بتفاصيل لم تعرف من قبل: «في حلقة الأميرة لولوة الفيصل تحدثت عن الحياة مع والدها الملك فيصل ووالدتها الملكة عفت، تحدثت عن زواجهما وصعوبة التواصل بينهما في البداية بسبب اللغة حيث كانت الملكة عفت تتحدث التركية فقط، لكن حسب ما تذكر الأميرة لولوة استعان الزوجان ب«ياور» الملك فيصل وكان تركياً، للترجمة بينهما وسرعان ما تعلما لغة الآخر. أذكر له تلك الحلقة المتفردة وأسأله: «كيف تقنع الضيوف بالحديث عن تفاصيل لم يذكروها من قبل مثل الأميرة لولوة الفيصل والدكتورة خولة الكريع أو الدكتورة هيفاء جمل الليل التي تحدثت عن حادث وفاة ابنتها الوحيدة للتلفزيون؟ يشير إلى أن خبرته في العمل الصحافي لـ23 عاماً كانت أحد العوامل التي ساعدته في إقناع الضيوف بالحديث وأيضاً حبه لكتابة السير الذاتية.

اختيار الضيوف
في الحلقات التي عرضت حتى الآن بأن التنوع في اختيار الضيوف، حيث كان هناك أمراء مثل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، والأميرة لولوة الفيصل، وشخصيات أكاديمية مثل الدكتورة هيفاء جمل الليل، ورجال أعمال وشباب ناجحون. ما يلفت النظر هو قلة عدد النساء من الضيوف، وكان من الطبيعي أن أسأله عن سبب ذلك: «هل تعتقد أنك تعطي للنساء حقهن بالنسبة لاختيارهن ضيوفاً؟ يشير إلى البرنامج يعمل حسب نظام محدد، ويستطرد: «عندي (كوتا) محددة؛ فمن اللازم أن أستضيف شباباً فريدين في إنجازاتهم مثل الشاب عبد الله العثمان شاب سعودي (33 عاما) الذي أسس شركة مبيعاتها بحدود 400 مليون في السنة، وجاءت أكبر شركة في الاستثمارات من سنغافورة وماليزيا لتشتري منه حصة في الشركة بمليار ريال سعودي. أيضاً أحرص على ألا يكون الضيف من الشخصيات التي يتكرر استضافتها على الشاشة كثيراً». بالنسبة للفئات الأخرى، يقول: «مهم جداً أن أستضيف سيدات ورجالاً في مرحلة ما فوق الـ45 عاماً، وشخصيات قيادية في المجتمع، وأيضاً لا بد أن أستضيف القامات المهمة في المملكة، ولا أنسى أيضاً الشخصيات الراحلة التي حفرت اسمها في تاريخ البلد مثل الراحل الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السابق، وغازي القصيبي وزير الصحة السابق، والأديب والسفير السابق ووزير التعليم الراحل محمد الرشيد».
يحرص النويصر أيضاً على أن تكون اختيارات الضيوف جاذبة لجميع الشرائح من المشاهدين «حتى لا يكون البرامج لفئة واحدة فقط ويسقط في باقي الفئات، إذا اقتصرنا على شريحة واحدة لن يكون العمر الزمني للبرنامج طويلاً، قد يستمر عاماً أو ثنين وينتهي».
حسب «الكوتا» التي يعمل بها البرنامج يستضيف النويصر أعداداً محددة من كل فئة: «يجب أن نستضيف أربعة من الشخصيات المتفردة (يطلق عليها «القامات»)، ومن السيدات خمساً، ومن الشباب خمساً. هناك أيضا فئة المسؤولين في الدولة وفئة رجال الأعمال: «شخصياً، أفضل أن أباعد بين حلقات رجال الأعمال فلا أريد أن أترك انطباعاً بأن النجاح مرتبط بالمال؛ فالنقود ليست هي النجاح، تغيير الواقع هو النجاح. على سبيل المثال الشخص الذي كان وراء تطوير نظام (أبشر) للمعاملات الحكومية في السعودي، عملت معه حلقة، هو رجل مبرمج عظيم اشتغل على برنامجه وكافح لإقراره. بالنسبة لي هذا الشخص غيّر واقع السعوديين».
بدأ برنامج «من الصفر» برواية قصص العصاميين والمكافحين، واستمر على ذلك في الموسمين الأول والثاني، ثم تغير مفهوم الموسم الثالث، فما الذي يعبر عنه «من الصفر» هذا الموسم بعد أن تخطى تقديم قصص الكفاح؟» يقول: «يرمز لبداية قصة من الصفر من الصفر، بداية شيء معين، قد يكون موهبة وقد يكون مشروعاً، على سبيل المثال الشاعر بدر بن عبد المحسن، البرنامج دار حول بداية موهبته الشعرية، من الذي علمه؟ لم يواصل تعليمه من أجل الشعر، كافح من أجل الشعر، خلق مدرسة حداثية في الشعر العامي لم يسبقه لها أحد، وصار إمبراطور الشعر ليس لكونه أميراً، بل لأنه كافح من أجل الشعر. في حلقة الأميرة لولوة الفيصل، كانت مسيرة التعليم في المملكة هي البداية، التعليم في حد ذاته هو الصفر، هناك الكثير في تلك المسيرة لم يعلن، فعلى سبيل المثال في عام 1985 اجتمع مجلس جامعة الملك سعود لتقرير وقف كلية التمريض نتيجة لضغوطات من العوائل بسبب عمل بناتهن في المستشفيات وقلة الإقبال على الدراسة بها. ولتفادي ذلك تصرفت الأميرة لولوة الفيصل بطريقتها، فقدمت أوراقها للدراسة بكلية التمريض وسجلت ودرست الفصل الأول لتضمن استمرار عمل الكلية، ثم تركتها بعد الفصل الأول».



رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.