إردوغان يترشح رسميا لرئاسة تركيا وعينه على صلاحيات رئيس الوزراء

عبد الله غل يشترط «صلاحيات كاملة» لترؤس الحكومة.. و أرينج وشاهين أبرز المرشحين لخلافته

إردوغان يترشح رسميا لرئاسة تركيا وعينه على صلاحيات رئيس الوزراء
TT

إردوغان يترشح رسميا لرئاسة تركيا وعينه على صلاحيات رئيس الوزراء

إردوغان يترشح رسميا لرئاسة تركيا وعينه على صلاحيات رئيس الوزراء

حسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الجدل حول طموحاته السياسية بإعلان حزب العدالة والتنمية الحاكم ترشيحه لرئاسة الجمهورية بطموحات تتعدى الصلاحيات المحدودة دستوريا، بهدف لعب الدور نفسه الذي بدأه قبل 11 عاما، لكن من منصب آخر.

وكان واضحا من خطاب «قبول الترشيح» الذي أدلى به إردوغان نيته تخطي هذه الصلاحيات، سواء من حيث العمل على تعديل الدستور، أو من خلال فرض أمر واقع بصفته الرجل الأقوى في الحزب الحاكم الذي وقع أعضاؤه الـ311 جميعا خطاب الترشيح المرسل إلى البرلمان، مع أنه يكفي 20 توقيعا فقط ليصبح الترشيح قانونيا.

ولمح إردوغان إلى أن انتخاب الرئيس مباشرة لا بد من أن يعطيه صلاحيات أكبر من تلك التي يمتلكها اليوم الرئيس التركي عبد الله غل. وقال إردوغان إن «انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة، وليس من قبل البرلمان، ليس مجرد تغيير إجرائي، أو تغيير لشكل الإدارة، وإنما هو نهاية لتاريخ الوصايات».

ويطرح ترشيح إردوغان إلى الرئاسة مسألة جدية، تتعلق باستمرار نفوذه في الحزب والحكومة، بعد أن رفض رئيس الجمهورية عبد الله غل عرضا لتولي رئاسة الحزب والحكومة بعد انتخاب إردوغان على الطريقة الروسية. وقالت مصادر مقربة من الرئيس التركي لـ«الشرق الأوسط» إن غل يتعرض لضغوط هائلة تحضه على الاستمرار في العمل السياسي من خلال ترؤس الحزب والحكومة، مشيرة إلى أنه لأول مرة «لم يقفل الباب تماما» أمام هذا الاحتمال قائلا لمحدثيه إنه «يمكن أن يتكلم في الأمر مع إردوغان لاحقا». وأوضحت المصادر أن موقف غل واضح، وهو أنه «قد يقبل برئاسة الحكومة والوزراء بشرط أن يتمتع بصلاحيات المنصب الكاملة لا أن يكون تابعا».

ومع استبعاد عودة غل إلى رئاسة الحكومة، بعد أن حل في هذا المنصب لفترة بدلا عن إردوغان الذي كان يواجه مشاكل قانونية في بداية حياته في السلطة عام 2003، تتجه الأنظار إلى خليفة إردوغان في الحزب والحكومة. لكن هذا السؤال ينتظر ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في 10 أو 24 أغسطس (آب) المقبل، ذلك أن إردوغان ينوي خوض الانتخابات وهو ما يزال في منصب رئيس الوزراء، على الرغم من دعوات معارضيه لاستقالته «تكافؤا للفرص»، فالدستور التركي يسمح له بالبقاء في منصبه حتى انتخابه لأنه ينص على أنه إذا انتخب رئيسا تنتهي فورا وبصورة تلقائية علاقته مع الحزب الذي ينتمي إليه، وتسقط عضويته في البرلمان، وبالتالي رئاسته للحكومة لأنه يشترط في رئيس الحكومة أن يكون نائبا.

وقالت مصادر قريبة من إردوغان لـ«الشرق الأوسط» إن نائب رئيس الوزراء بولند أرينج هو أكثر المرشحين لإكمال ولاية إردوغان، بانتظار الانتخابات البرلمانية التركية عام 2015. ويؤشر تولي أرينج لهذا المنصب إلى عدم تخلي إردوغان عن احتمال عودة غل إلى رئاسة الحكومة والحزب، ذلك أن أرينج لن يترشح حكما لعضوية البرلمان في الانتخابات المقبلة لأن النظام الداخلي لحزب العدالة يعطيه الحق في ثلاث ولايات في البرلمان فقط. أما في حال فشل المفاوضات مع غل، فتقول مصادر تركية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إن نائب رئيس الحزب محمد علي شاهين سيكون الأوفر حظا لترؤس الحزب والحكومة.

وكان حزب العدالة والتنمية أعلن أمس عن ترشيح إردوغان لرئاسة البلاد قبل يومين من إقفال باب الترشح للانتخابات. وقدم الحزب ترشيح إردوغان ممهورا بتوقيع جميع نواب الحزب الـ311 في البرلمان التركي. وأُعلن إردوغان رسميا مرشحا عن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في حضور أكثر من أربعة آلاف مناصر اجتمعوا في أنقرة مع بعض دموع التأثر التي ذرفتها زوجته أمينة. وفي خطاب وجهه إردوغان معلنا قبوله الترشيح رسم معالم رئاسته المقبلة وحددها بعنوانين رئيسيين، الأول القضاء نهائيا على نفوذ حركة «الخدمة» التي يترأسها حليفه السابق الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والثاني تعزيز صلاحيات الرئاسة. وقال إردوغان «إننا لم نخض غمار السياسة طمعا في منصب، أو موقع، أو منفعة، ولكن رغبة في سبيل الله، والشعب، ومن أجل الوطن، والعَلَم، والاستقلال، ومستقبل البلاد». وأضاف أن «تركيا وطن للجميع، وليس لمن صوت لحزبنا، وأن حكومتنا عملت دائما من أجل الجميع»، واصفا تركيا بـ«البلاد الرائعة، فهي بلاد من أحب حزب (العدالة والتنمية) ومن كرهه على حد سواء، والحزب يسعى دائما لصون حرية البلاد، وتحقيق مصالحها من أجل 77 مليون مواطن تركي».

ورأى إردوغان أن «انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب مباشرة، وليس من قبل البرلمان، ليس مجرد تغيير إجرائي، أو تغيير لشكل الإدارة، وإنما هو نهاية لتاريخ الوصايات. علينا أن ندرك الأمر على هذا النحو». وأضاف «العاشر من أغسطس (آب) المقبل لن يشهد فقط انتخاب الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية، وإنما سيشهد لأول مرة انتخاب الرئيس بشكل مباشر من الشعب، وهو ما يعد نهاية لفترة الوصاية السوداء، وعلى الجميع أن يعلم أنه لو قرر الشعب انتخابي رئيسا للجمهورية التركية، فسأكون رئيسا جامعا بين الشعب، والدولة، وعينا على مصالح الدولة، وسندا للديمقراطية، والشعب. سأكون رئيسا لجميع المواطنين، وليس رئيسا لحزب، أو فئة معينة، ولا داعي لأن يقلق أي أحد، سواء من صوتوا لي، أو من لم يصوتوا».

ولفت إردوغان إلى أن «هناك وظيفة من الدرجة الأولى ملقاة على عاتق رئيس الجمهورية بخصوص كل المحاولات التي تستهدف وحدة الأمة، وأمنها الوطني، وأنه لن يتهاون على الإطلاق حيال الكيان الموازي المتغلغل داخل الدولة، بل سيواصل مكافحة ذلك الكيان، الذي يُستخدم كأداة لاستهداف استقلال البلاد.. كما أن تركيا لن تتنازل قيد أنملة عن مكافحته، وستقضي على ذلك الكيان القذر تماما وبسرعة في إطار القانون».

وشدد إردوغان على أن «من يعتقد أن حزب (العدالة والتنمية) سيزول عقب غياب (رجب طيب إردوغان)، فإنه لم يستوعب جيدا القضية التي يمضي الحزب في سبيلها»، مؤكدا أن منصب رئاسة الجمهورية لن يكون بالنسبة له محطة استراحة أبدا، وأن «مسيرة عملية السلام الداخلية ستستمر مهما كان الثمن، فتركيا لا مناص لها من الأخوة والسلام»، متابعا «أنا واثق أن هناك أبطالا سيحملون هذه القضية من بعدنا، كما أن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ليس وداعا، أو ختاما، أو نهاية، وإنما فاتحة لمرحلة جديدة».

وقال نائب رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية، نور الدين جانيكلي، الذي سلم الملف الذي يحتوي على طلب ترشيح إردوغان لرئاسة الجمهورية، إلى رئيس البرلمان التركي جميل جيجك إن «دستور عام 1982 منح رئيس الجمهورية صلاحيات تنفيذية واسعة، لكن لم تتمكن مؤسسة رئاسة الجمهورية من ممارسة تلك الصلاحيات، لأنها لم تكن منتخبة شعبيا، بل مكتفية بالتمثيل الرمزي، وإن الديمقراطيات المتينة ينتخب فيها الرئيس من قبل الشعب بشكل مباشرة». ولفت جانيكلي إلى أن ترشيح حزب العدالة والتنمية، لإردوغان، عضو البرلمان التركي عن ولاية اسطنبول، للانتخابات الرئاسية، جرى بعد جولات تشاورية، وتشاركية شاملة، أفضت إلى إجماع حول شخص الأخير. وقال جانيكلي «العادة جرت في تركيا على انتخاب رئيس يفرض على الشعب من قبل طبقة معينة، مثل ما قام به حزبا الشعب الجمهوري، والحركة القومية التركية المعارضان»، في إشارة إلى مرشح الحزبين التوافقي أكمل الدين إحسان أوغلي.

وفور إعلان ترشيحه، وجه إردوغان أول كلام جارح لمنافسه الرئيس أكمل الدين إحسان أوغلي، المثقف السبعيني المعروف باعتداله والذي اختاره حزبا المعارضة الرئيسيان. وقال إردوغان لمنافسه الذي يقول المحللون إن فرصه في الوصول إلى القصر الرئاسي ضئيلة «لم أبدأ هذه المعركة بعد أن تجاوزت الستين. أنا أخوضها منذ كنت في الثامنة عشرة».

وسارع كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، إلى الرد على إردوغان، معتبرا أنه «لا يمكن لشخص لا يؤمن بسيادة القانون ولم يتطور مفهومه للعدالة، أن يترشح لمنصب الرئيس»، متهما إردوغان بأنه «آلة لفبركة الأكاذيب» و«لص»، لكن أكمل الدين إحسان أوغلي رد بطريقة هادئة على إردوغان آملا أن يحمل قرار ترشيح حزب «العدالة والتنمية» لإردوغان في انتخابات الرئاسة كل الخير، وأن تجري المنافسة بطريقة حضارية، وديمقراطية، إذ «يجب أن تمتلك تركيا المفاضلة بين عدة خيارات لهذا المنصب».

وبترشح إردوغان يصل عدد المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية التركية إلى ثلاثة، فإضافة إليه وإحسان أوغلي، قدم نواب كتلة الحزب الكردي المعارض «الشعب الديمقراطي» إلى رئاسة البرلمان التركي، طلب ترشيح الرئيس المشارك للحزب صلاح الدين دميرطاش، لخوض انتخابات الرئاسة.

يذكر أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية سوف تجرى في 10 أغسطس المقبل، على أن تجرى جولة ثانية في 24 منه إذا لم يحصل أحد المرشحين على نسبة تفوق الـ50 في المائة. وتنتهي مهلة قبول الترشيح في الخامسة من بعد ظهر غد بتوقيت تركيا، كما تُعلَن القائمة النهائية للمرشحين، في الجريدة الرسمية، بتاريخ 11 يوليو (تموز) الحالي، متزامنة مع بدء الدعاية الانتخابية، التي تنتهي في السادسة مساء بتوقيت تركيا يوم التاسع من أغسطس.



«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
TT

«أوكرانيا» و«تيك توك» يخيمان على زيارة بلينكن إلى الصين


وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث مع السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز خلال مباراة كرة سلة في شنغهاي أمس (أ.ب)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رحلة إلى الصين، غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون أعدَّته إدارة الرئيس جو بايدن، لتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ولإرغام منصة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي على الانفصال عن الشركة الأم «بايت دانس» الصينية، فيما يمكن أن يُعقّد الجهود الدبلوماسية لكبح الخلافات التي تهدد استقرار العلاقات بين الخصمين العالميين.

ووصل بلينكن إلى شنغهاي، أمس (الأربعاء)، بالتزامن مع إصدار قانون أميركي يُظهر تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن حلفائها وشركائها الرئيسيين عبر العالم، بما في ذلك تخصيص ثمانية مليارات دولار لمواجهة التهديدات الصينية في تايوان ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، وإمهال شركة «بايت دانس» الصينية تسعة أشهر لبيع منصة «تيك توك» مع تمديد محتمل لمدة ثلاثة أشهر إذا كانت عملية البيع جارية.


موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
TT

موجة حرّ قاسية تضرب جنوب شرق آسيا

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)
اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا (رويترز)

اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء من جنوب وجنوب شرق آسيا اليوم الأربعاء، ما أدّى إلى تعليق الدراسة في جميع أنحاء الفلبين وإصدار تحذيرات في العاصمة التايلاندية، بينما ارتفعت الأصوات بالصلاة من أجل هطول الأمطار في بنغلاديش.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تمّ تسجيل درجات الحرارة المرتفعة غداة إعلان الأمم المتحدة أنّ آسيا شهدت أكبر عدد من الكوارث الناجمة عن مخاطر المناخ والطقس في عام 2023، حيث كانت الفيضانات والعواصف من الأسباب الرئيسية وراء سقوط ضحايا وتكبيد خسائر اقتصادية.

وتوصّلت أبحاث علمية واسعة النطاق إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى أن تصبح موجات الحر أطول وأكثر تواتراً وأكثر شدّة.

وقال إيرلين تومارون (60 عاماً) الذي يعمل في منتجع ساحلي فلبيني في مقاطعة كافيت جنوب مانيلا، حيث وصل مؤشر الحرارة إلى 47 درجة مئوية الثلاثاء، إنّ «الجو حار جداً لدرجة أنّك لا تستطيع أن تتنفّس».

وأضاف: «من المفاجئ أنّ حمامات السباحة لدينا لا تزال فارغة. قد تتوقع أن يأتي الناس للسباحة، لكن يبدو أنّهم متردّدون في مغادرة منازلهم بسبب الحر».

وعادة ما تكون أشهر مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار)، الأكثر سخونة وجفافاً في الأرخبيل، لكنّ الظروف هذه السنة تفاقمت بسبب ظاهرة النينو المناخية.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية إنّه من المتوقع أن يصل مؤشر الحرارة إلى مستوى «الخطر» البالغ 42 درجة مئوية أو أعلى من ذلك في 30 مدينة وبلدة على الأقل.

ويقيس مؤشر الحرارة درجة الحرارة المحسوسة، مع الأخذ في الاعتبار الرطوبة.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة التعليم الفلبينية التي تُشرف على أكثر من 47600 مدرسة، أنّه تمّ تعليق حضور الطلاب إلى الفصول الدراسية في نحو 6700 مدرسة الأربعاء.

وقالت آنا سوليس كبيرة خبراء المناخ في هيئة الأرصاد الجوية الحكومية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ هناك احتمالاً بنسبة 50 في المائة لتزايد ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.

وأضافت أنّ الناس بحاجة إلى الحدّ من الوقت الذي يقضونه في الخارج، وشرب الكثير من الماء وحمل المظلّات ووضع القبعات عند الخروج للحماية من «الحرارة الشديدة».

موجات حر قاسية

سجّلت درجات الحرارة العالمية مستويات قياسية العام الماضي، وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إنّ درجات الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة سريعة مع تزايد حدّة تأثير موجات الحر في المنطقة.

وخلُص تقرير هذه المنظمة عن حالة المناخ في آسيا في عام 2023 إلى أنّ درجة الحرارة في آسيا ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، حيث ارتفعت العام الماضي بنحو درجتين مئويتين عن متوسط الفترة من عام 1961 إلى عام 1990.

وقالت سيليست ساولو رئيسة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ «كثيرا من البلدان في المنطقة شهدت العام الأكثر سخونة على الإطلاق في عام 2023، إلى جانب وابل من الظروف القاسية، من الجفاف وموجات الحر إلى الفيضانات والعواصف».

من جهته، قال نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية كو باريت إنّ «الحرارة الشديدة أصبحت القاتل الصامت الأكبر على نحو متزايد».

وسلّط التقرير الضوء على المعدّل المتسارع لمؤشرات تغيّر المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح وتراجع الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر، موضحاً أنّها ستكون لها تداعيات خطيرة على المجتمعات والاقتصادات والنظم البيئية في المنطقة.

وأشار باريت إلى أنّ «الوفيات المرتبطة بالحرارة لا يتمّ الإبلاغ عنها على نطاق واسع، وبالتالي فإنّ الحجم الحقيقي للوفيات المبكرة والتكاليف الاقتصادية... لا ينعكس بدقّة في الإحصائيات».

في بنغلاديش، تجمّع الآلاف في العاصمة دكا للصلاة من أجل هطول الأمطار، حيث أجبرت موجة الحر الشديدة السلطات على إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب الأرصاد الجوية في بنغلاديش إنّ متوسّط درجات الحرارة القصوى في العاصمة خلال الأسبوع الماضي كان أعلى بمقدار 4 إلى 5 درجات مئوية من متوسّط ثلاثين عاماً للفترة نفسها.

من جهته، قال محمد أبو يوسف وهو رجل دين إسلامي أمّ صلاة شارك فيها ألف شخص في وسط دكا، إنّ «الصلاة من أجل المطر سنّة نبيّنا. لقد كفرنا عن خطايانا وصلّينا من أجل هطول المطر».

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «الحياة باتت لا تُطاق بسبب قلّة الأمطار... الفقراء يعانون بشكل كبير».

وأفادت الشرطة بأنّ صلوات مماثلة أُقيمت في مناطق أخرى من بنغلاديش.

لا يطاق

بدورها، قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية في بيان إنّه من المحتمل أن تشهد ولايات شرقية وجنوبية، مثل أوديشا والبنغال الغربية وسيكيم وكارناتاكا، موجة حارّة قاسية خلال الأيام الخمسة المقبلة.

كذلك، أصدرت السلطات التايلاندية في بانكوك تحذيراً بشأن حرارة قصوى وحثّت الناس على البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.

وكان من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في العاصمة التايلاندية، لكن مؤشر الحرارة المحسوسة ارتفع فوق 52 درجة مئوية.

وكتبت إدارة البيئة في مدينة بانكوك على «فيسبوك»، «تحذير: مؤشر الحرارة اليوم خطير للغاية. يرجى تجنّب الأنشطة في الخارج».

وشهدت تايلاند موجة حارّة هذا الأسبوع، حيث وصلت درجات الحرارة في إقليم لامبانغ الشمالي إلى رقم قياسي بلغ 44.6 درجة مئوية الاثنين.

وتُصنّف الفلبين من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ حيث يعاني حوالى نصف مقاطعاتها من الجفاف.

وقالت ماري آن جينير وهي موظفة حكومية في مقاطعة أوكسيدنتال ميندورو، إنّ الأشخاص الذي يعملون في الداخل بوجود مكيّفات الهواء، في وضع جيّد.

وأضافت: «لكنّ الوضع لا يُطاق بالنسبة لمن هم في الخارج».


التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
TT

التجسس الصيني في أوروبا... وسائل هائلة يقابلها ردّ غير كافٍ

سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)
سيارة شرطة تدخل إلى مجمع وزارة العدل بعد إعلان الشرطة اعتقال 3 ألمان يشتبه بتجسسهم لمصلحة الصين (د.ب.أ)

تشير قضايا التجسس المنسوبة للصين في ألمانيا والمملكة المتحدة والتي كُشفت هذا الأسبوع إلى سعي بكين لنشر شبكة شاسعة من المخبرين في قارة غير مسلحة بما يكفي لمواجهتها، في صراع يكاد يكون غير متكافئ.

مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، أعلنت ألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، توقيف أو توجيه التهم إلى خمسة أشخاص للاشتباه بأنهم يتجسسون لحساب الصين. كذلك، أوقف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ليس ثمة ما يربط بين القضيتين، أو يفسّر تزامن الكشف عنهما في مجال تسوّى الخلافات فيه تقليداً بعيداً عن الأضواء.

غير أنهما تشيران إلى ظاهرة تندد بها أجهزة الاستخبارات الأوروبية وتنفيها بكين بشدة، وهي أن الصين توظف موارد هائلة للتأثير على الآراء العامة والتجسس على الاقتصادات والشركات واختراق الهيئات والجامعات.

وقال ألكسندر بابايمانويل، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة تقليد طويل للاستخبارات الصينية موجّه إلى وضع اليد على رصيد معرفي وبراءات اختراع ومواد فكرية إستراتيجية».

وبقيت أوروبا لفترة طويلة غافلة لهذه الظاهرة أو متجاهلة لها. وأضاف بابايمانويل أن «إدراك ذلك جاء متأخراً، نتيجة عدد من العوامل، منها السذاجة وثقة مسرفة في عولمة مثالية واهمة».

«لا أحد يملك أرقاماً»

وكشف معهد مونتينيه في باريس في سبتمبر (أيلول)، عن أن الولايات المتحدة تستخدم «أدوات أمن اقتصادي تطمح من خلالها إلى الحفاظ على تقدمها على دول أخرى»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي «لا يملك هذا الدافع الاستراتيجي»؛ إذ إنه «بُني على قاعدة مبادئ التبادل الحر والتعددية».

غير أن الخطر حقيقيّ. ورأى بول شارون، خبير الصين في معهد البحث الاستراتيجي في المعهد العسكري في باريس، أن أجهزة الاستخبارات الصينية «من الأهم في العالم، إن لم تكن الأهم».

ويضم فرع الاستخبارات في وزارة الأمن العام الصينية 80 إلى 100 ألف عنصر، على حدّ قوله، بينما تشير بعض المصادر إلى عدد يصل إلى مائتي ألف عميل في وزارة أمن الدولة. لكن الباحث أضاف: «الواقع أن لا أحد يملك أرقاماً، ولا يبقى لنا سوى التكهّن».

وأقرّت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني العام الماضي أن الشبكة الصينية «تطغى على أجهزة الاستخبارات البريطانية وتطرح تحدياً على وكالاتنا».

وتتركز أنشطة الاستخبارات الصينية على استمرارية النظام الصيني وجمع المعلومات من سياسية واقتصادية وعلمية وعسكرية، والحرب المعلوماتية، وهو مجال ينخرط فيه جهاز الدولة برمّته.

وأدرج مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي في أغسطس (آب) الماضي بين الهيئات النافذة الصينية الجيش ووزارات أمن الدولة والأمن العام والخارجية والصناعة وهيئات مختلفة تابعة للحزب الشيوعي الحاكم.

ولفت مركز الأبحاث إلى «مشاركة مجموعة واسعة من الهيئات غير الرسمية وشبه الرسمية أيضاً، من القراصنة المعلوماتيين وحتى الشركات الخاصة».

وأنشطة التجسس أقل تنسيقاً مما يبدو ظاهرياً، فأجهزة الدولة الصينية مشرذمة بين المركزية والإدارة الذاتية للأقاليم، ما بين الدولة والحزب، وبين الإدارة والخلافات الآيديولوجية.

وقال بول شارون لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتصوّر الصين دولة تملك جهازاً بيروقراطياً خنوعاً وشديد الفاعلية. هذا ما يودّ الصينيون إقناعنا به»، لكن الإدارة «تتصرف في غالب الأحيان بارتجال» مع «بعض الخطوط التوجيهية... التي تبقى فضفاضة وذات قيمة رمزية أكثر من أي شيء آخر».

ولم تكن القضايا التي كُشفت في الفترة الخيرة مفاجئة؛ إذ تندرج في سياق أنشطة وصفت بأنها متزايدة. لكن السؤال المطروح يتعلّق بمداها.

وأوضح بول شارون «نرصد المزيد من العمليات، أولاً لأن الأجهزة الصينية ازدادت نشاطاً بشكل واضح، إنما كذلك لأننا نبدي المزيد من الاهتمام. لا نعرف ما هو حجم الجزء الخفي من هذه الأنشطة. هل تمثل العمليات التي رصدناها 10 في المائة من أنشطتهم أو 60 في المائة منها؟ لا نعرف شيئاً عنها، وهذا يدل بصورة جليّة على ثغراتنا».

وتساهم قلّة المعلومات الغربية عن الصين وتعدّد الجبهات المفتوحة وفي طليعتها الإرهاب والحرب في أوكرانيا واشتعال الشرق الأوسط، في إضعاف أوروبا التي تفتقر إلى الوسائل المناسبة بمواجهة خصم يكثّف عمليات المراقبة وجمع المعلومات والتحليل.

وأوضح ألكسندر بابايمانويل أن «جودة جهاز استخبارات تقاس بالمعطيات التي يمكنه جمعها»، مشيراً إلى «أنشطة إلكترونية صينية هائلة لجمع كمّ كبير من البيانات الحساسة».

ورأى بول شارون أن «معظم أجهزة الاستخبارات الأوروبية وافقت على بذل جهود كبيرة لنشر شبكات فعالة لمكافحة التجسس، لكن الأجهزة الصينية على صعيد التنظيم والقدرات وآليات العمل، تبقى مجهولة إلى حدّ بعيد».

وأضاف أنه للتعويض عن هذه الثغرات «يشكل الاستقصاء الرقمي مصدراً حقيقياً للمعلومات المحتملة، علينا أن نستغله بشكل منهجيّ أكثر».


الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
TT

الصين تحذر: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع»

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)

حذرت الصين، الأربعاء، من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من «خطر حصول نزاع» في مضيق تايوان بعدما خصص الكونغرس الأميركي مساعدة عسكرية بقيمة ثمانية مليارات دولار للجزيرة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين: «أود التشديد على أن تعزيز الولايات المتحدة وتايوان لعلاقاتهما العسكرية لن يجلب الأمن لتايوان».

وأضاف أن من شأن ذلك «فقط زيادة التوترات وخطر اندلاع نزاع عبر مضيق تايوان، وفي نهاية المطاف سيكون بمثابة إطلاق المرء النار على قدمه».

ووافق الكونغرس الأميركي بشكل نهائي، ليل الثلاثاء، على حزمة مساعدات لحلفاء لواشنطن من بينهم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.

وقال رئيس تايوان المنتخب لاي تشينغ تي إن هذه المساعدات «ستعزز قدرة الردع في وجه الاستبداد والسلطوية»، و«ستحفظ السلام».

ونبهت الصين التي لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادة الجزيرة التي تعدّها جزءاً من أراضيها، الأربعاء، إلى أنها ستتخذ «إجراءات حازمة وفعالة لحماية سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها».

وقال وانغ إن تعزيز الروابط العسكرية «لن ينقذ استقلال تايوان الذي مصيره الفشل».

وأضاف: «على الولايات المتحدة أن توقف تسليح تايوان، وافتعال توترات جديدة، ووقف تهديد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين في ثاني زيارة لهذا البلد في أقل من عام، تهدف إلى تشديد الضغط على بكين في مسائل مختلفة منها دعمها لروسيا، مع السعي إلى إرساء المزيد من الاستقرار في العلاقات بين البلدين. وحطت طائرة بلينكن في شنغهاي في أول محطة من زيارته، يلتقي خلالها رجال أعمال وطلاباً.


شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكدت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن بلادها ستواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتها والسلام الإقليمي.

وقالت كيم بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، اليوم (الثلاثاء)، إن سلسلة من المناورات العسكرية التي أجراها الجيش الأميركي في المنطقة هذا العام، بداية بتدريبات بالذخيرة الحية مع «عصابة كوريا الجنوبية العسكرية الألعوبة (في يد الولايات المتحدة) »، تدفع البيئة الأمنية الإقليمية إلى اضطراب خطير.

وأضافت: «سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة لحماية سيادتنا وأمننا وسلامنا الإقليميين».

وشارك الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي في مناورات أوسع نطاقاً وأكثر تواتراً في الأشهر القليلة الماضية بموجب تعهد زعيمي البلدين برفع مستوى الاستعداد العسكري في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية العسكرية.

وأفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن نحو 100 طائرة عسكرية أجرت تدريبات جوية لمدة أسبوعين هذا الشهر.

وتقول كوريا الشمالية إن المناورات العسكرية الأميركية هي استعدادات لحرب نووية ضدها. أما واشنطن وسول فتقولان إن المناورات دفاعية الطابع وتجري بانتظام للحفاظ على الجاهزية العسكرية.


زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
TT

زيارة شتاينماير لتركيا بمناسبة مئوية العلاقات الدبلوماسية تتجاوز رمزيتها

تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)
تركيات يتظاهرن ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

تحولت زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير الرمزية لتركيا، بمناسبة الذكرى المائة لقيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى حدث ساخن ومثير للجدل والضجيج.

لا يرجع الضجيج الذي صاحب زيارة شتاينماير منذ بدايتها من إسطنبول الاثنين، وحتى ذهابه إلى غازي عنتاب إحدى ولايات البلاد المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) 2023، الثلاثاء، أو المباحثات التي سيجريها مع الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة الأربعاء، إلى طبيعة وخلفيات العلاقات التركية الألمانية التي غالباً ما يغلفها التوتر فقط.

فقد زادت مساحة الضجيج حول الزيارة، التي تعد الأولى للرئيس الألماني لتركيا منذ توليه الرئاسة قبل 7 سنوات، بسبب أجندتها، التي تضمنت لقاءات مع أكبر رمزين للمعارضة في تركيا حالياً في مواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان، رئيسي بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش، والاحتجاجات التي كانت في استقباله أينما حل بسبب موقف بلاده من الحرب في غزة، والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث للإعلام خلال زيارته مركزاً يرعى متضررين من الزلزال (د.ب.أ)

حرص الرئيس الألماني على توجيه رسائل ودية بمناسبة الاحتفال بمئوية العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، حيث نشر حساب السفارة الألمانية رسالة منه، قال فيها: «بزيارتي، أريد التعبير عن العلاقة الوثيقة بين بلدينا».

دبلوماسية الشاورما

واصطحب شتاينماير، في سابقة هي الأولى، خلال رحلته لتركيا، المواطن الألماني من أصل تركي، عارف كيليش ومعه سيخ «دونر كباب» (شاورما) مجمدة تزن 60 كيلوغراماً، حيث قام بتقطيعها وتوزيعها على المارة بنفسه، واصطحب أيضاً عددا آخر من الضيوف بوصفهم نماذج لقصص نجاح المهاجرين الأتراك في ألمانيا.

وعمل جد عارف كليتش، وهو من «العمال الضيوف»، وهو التعبير الذي عرف به الأتراك الذين هاجروا إلى ألمانيا في الستينات للعمل، لسنوات في مصنع للحديد قبل أن يفتتح مطعمه للوجبات الخفيفة في 1986.

الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير يتحدث مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الاثنين (أ.ف.ب)

وقال عارف: «الآن يأخذني الرئيس حفيداً إلى وطن أجدادي... أعتبر سفري في هذه الرحلة علامة تقدير كبيرة».

وهناك نوع من التراشق بين الأتراك والألمان حول منشأ كباب «الدونر» أو «الشاورما»، حيث ينسبه كل شعب إلى نفسه. وتقول الأرقام إن قطاع الكباب الألماني، الذي يبلغ حجم مبيعاته السنوية نحو 7 مليارات يورو، يعد رمزاً لنجاح اندماج الأتراك في المجتمع الألماني.

وشكل الاندماج في حد ذاته واحدة من المعارك بين إردوغان وحكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، عندما رفض فرض تعليم الأتراك، الذين يقدر عددهم بـ 3.3 مليون منهم 1.2 مليون يحملون الجنسية التركية، في مدارس ألمانية، وإصراره على أن يتلقوا تعليمهم في المدارس التركية بلغتهم الأم.

وأطلقت وسائل إعلام في تركيا على لفتة الرئيس الألماني «دبلوماسية الشاورما».

أتراك يتظاهرون ضد زيارة الرئيس الألماني فرنك فالتر شتاينماير في إسطنبول الثلاثاء (رويترز)

ضجة لقاء إمام أوغلو

واستهل شتاينماير زيارته لتركيا من إسطنبول، حيث توجه إلى محطة قطار «سيركجي» في منطقة الفاتح التاريخية، وهي النقطة التي بدأت فيها هجرة العمالة إلى ألمانيا قبل 63 عاماً، تحت اسم «العمال الضيوف»، وكان في استقباله عند باب المحطة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وعقد شتاينماير والقنصل العام لألمانيا في إسطنبول يوهانس ريجنبريشت اجتماعاً مغلقاً مع إمام أوغلو في مطعم «أورينت إكسبريس» التاريخي. وبعد الاجتماع، قام شتاينماير وإمام أوغلو بزيارة متحف السكك الحديدية مع والي إسطنبول داود غل.

ونقلت وسائل إعلام عن بعض حضور اللقاء أن إمام أوغلو عبّر عن أسفه الشديد، لأن علاقات تركيا مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي سيئة جداً حالياً، وأن حديث إمام أوغلو أثار اهتمام شتاينماير بشدة، بينما أثار اللقاء ذاته ضجة واسعة في وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الإعلامي في تركيا، لأن أول لقاء للرئيس الألماني كان مع رئيس بلدية إسطنبول، الذي ينظر إليه على أنه الرئيس المحتمل المقبل لتركيا.

وأثناء تجوله في محطة سيركجي، تجمع العشرات من المتظاهرين، الذين اتهموا شتاينماير بدعم «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، وتكرر الأمر في غازي عنتاب، الثلاثاء، حيث توجه الرئيس الألماني لافتتاح مدرسة ابتدائية أقامتها بلاده لضحايا الزلزال، وأعلن المتظاهرون رفض وجوده لافتتاح المدرسة في يوم «الطفولة والسيادة الوطنية» الذي تحتفل به تركيا في 23 أبريل (نيسان) من كل عام، بينما تواصل إسرائيل قتل الأطفال في غزة بدعم من ألمانيا.

وفي الحالتين تدخلت الشرطة التركية لتفريق المتظاهرين، ووقعت اشتباكات بين الطرفين.

وكان آخر لقاء بين إردوغان وشتاينماير عقد خلال زيارة الرئيس التركي لبرلين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تكن الأجواء فيها ودية تماماً تجاه إردوغان الذي تعرّض لحملة واسعة من جانب سياسيين ووسائل إعلام ألمانية، بسبب تضامنه مع الفلسطينيين في غزة، واتهامه لإسرائيل بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وتأييده لـ«حركة حماس»، ورفضه تصنيفها منظمة إرهابية.

وينظر إلى إردوغان في ألمانيا على أنه «يقمع المعارضة ويعادي الديمقراطية» رغم انتخابه ديمقراطياً في تركيا. كما تنشط أحزاب المعارضة التركية بقوة في أوساط الأتراك في ألمانيا.

قضايا خلافية

وهناك الكثير من القضايا الخلافية بين أنقرة وبرلين التي لا تنظر بارتياح لوضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا ولا إلى سياستها الخارجية، فضلاً عن حالة الاستياء من تحركات الحكومة التركية ضد بعض المواطنين الأتراك المنتمين إلى حركة فتح الله غولن، وممارسة أنشطة تجسس عليهم عبر المراكز التابعة للشؤون الدينية التركية، التي نفذت السلطات الألمانية حملات ضدها، وأغلقت بعضها في السنوات الأخيرة.

في المقابل، تنتقد أنقرة انحياز ألمانيا لليونان وقبرص في خلافهما معها، وعرقلة مساعي انضمامها للاتحاد الأوروبي، ودعمها للمعارضة التركية على الرغم من تمتع إردوغان بشعبية كبيرة في أوساط الأتراك في ألمانيا، وتساهلها مع أنشطة «حزب العمال الكردستاني»، المصنف في البلدين منظمة إرهابية.


باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
TT

باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)

قتلت قوات الأمن الباكستانية 11 إرهابياً في عمليات أمنية مختلفة، نفذتها قوات الأمن قرب الشريط الحدودي مع أفغانستان.

وقال بيان صدر عن الجيش الباكستاني، الثلاثاء، إن قوات الأمن قضت على عنصر إرهابي خلال عملية نفذتها في منطقة وزيرستان بولاية خيبر باختونخوا، شمال غربي باكستان، كما تم القضاء على 10 إرهابيين آخرين في عملية أخرى نفذتها في منطقة ديرة إسماعيل خان في الولاية نفسها. وأضاف البيان أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها متورطة في كثير من الأعمال الإرهابية ضد القوات الأمنية وقتل المدنيين الأبرياء. وتقوم قوات الأمن الباكستانية بعمليات تفتيش روتينية، استناداً إلى معلومات استخبارية تقدمها أجهزة الاستخبارات.

حركة «طالبان الأفغانية» تدير نقطة تفتيش على الحدود الباكستانية الأفغانية (متداولة)

وتظهر حركة «طالبان الباكستانية» عموماً كقوة متهورة عاقدة العزم على التدمير. ولكن في العامين الماضيين، أظهرت علامات على أنها تتصرف أحياناً بحذر شديد، أو تظهر علامات على الخوف من القوات التي تقاتلها.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت على حركة «طالبان الباكستانية» في مناسبتين علامات الخوف من القوات التي تقاتل ضدها.

ولقى 5 صينيين مصرعهم في آخر الهجمات الانتحارية على حافلة ركاب تقل مهندسين صينيين، بالقرب من بلدة بيشام بشمال باكستان. يعتقد الجميع أن هذا كان من عمل حركة «طالبان الباكستانية»، ولكن الحركة نفت بنفسها أي مسؤولية عن الحادث.

وفي عام 2021، تراجعت حركة «طالبان الباكستانية» عن تصريحاتها بعد ادعائها وقوع هجوم في كويتا، قد يُستهدف فيه السفير الصيني في باكستان. وقع هذا الهجوم الانتحاري في أبريل (نيسان) 2021 واستهدف فندق «سيرينا» في كويتا بهجوم انتحاري بواسطة سيارة.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم 5 صينيين في الهجوم (إ.ب.أ)

وادعت الحركة في بيانها الأصلي أن الأجانب الموجودين في الفندق هم الهدف الرئيسي. في وقت الهجوم، كان السفير الصيني لدى باكستان، نونغ رونغ، يقيم في الفندق، ونجا من الأذى.

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة أثناء قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي الثلاثاء (إ.ب.أ)

ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب -بشكل عام- أن السفير الصيني كان الهدف الرئيسي للهجوم. وبهذه الطريقة يُقال إن حركة «طالبان الباكستانية» فتحت جبهة جديدة ضد الصين. ولكن بعد أن أدركت حركة «طالبان الباكستانية» العواقب المترتبة على مزاعمها الأولية، أصدرت الحركة رداً موضحة أن السفير الصيني لم يكن هو المستهدف. ويعتقد الخبراء أن السبب وراء إعادة النظر لاحقاً لدى حركة «طالبان الباكستانية» هو الخوف من رد فعل عنيف من جانب الجيش الباكستاني والصين لمكافحة الإرهاب.

تفتيش راكبي الدراجات النارية والأشخاص في قندهار (إ.ب.أ)

ليس الأمر أن حركة «طالبان الباكستانية» لم تستهدف في الماضي مصالح ومواطنين صينيين؛ لكن منذ سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، لا تزال الحركة الباكستانية تعيش في ظل حركة «طالبان الأفغانية». كما تقيم حركة «طالبان الأفغانية» علاقات طيبة للغاية مع الحكومة الصينية منذ توليها السلطة في كابُل.

وقال الخبراء إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت حركة «طالبان الباكستانية» حريصة للغاية على عدم التعرض بالإساءة للرعايا الصينيين في باكستان.

ويعتقد بعض الخبراء أن هناك دلائل تشير إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» تريد التركيز على عدوها الرئيسي، ألا وهو الجيش الباكستاني؛ حيث إنها تستهدف بشكل عام أهدافاً عسكرية فقط خلال الأشهر الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» امتنعت عن استهداف أي بعثة دبلوماسية أجنبية أو موظفيها في السنوات الأخيرة.

وأعلن الجيش الباكستاني نجاح قواته في العمليات التي تنفذها. وكانت هناك حالات تراجعت فيها الجماعات الإرهابية جزئياً أو كلياً عن تصريحاتها، بعد ادعائها وقوع هجمات إرهابية معينة، كما حدث بعد استهداف فندق «سيرينا» في كويتا.


بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
TT

بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا

صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)
صورة عامة من مدينة دريسدن الألمانية (رويترز)

نفت بكين، اليوم الثلاثاء، «كل المزاعم بتجسس صيني مزعوم» منددة بـ«افتراء» بحقها، بعيد إعلان برلين توقيف مساعد لنائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين، وذلك غداة توقيف 3 ألمان بالشبهة ذاتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، إن «نظرية التهديد بتجسس صيني مزعوم ليست أمراً جديداً لدى الرأي العام الأوروبي»، مديناً «افتراء» هدفه «القضاء على جو التعاون بين الصين وأوروبا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن الادعاء العام الاتحادي الألماني، اليوم الثلاثاء، أنه تمّ القبض على الموظف في مدينة دريسدن بتهمة تمرير معلومات من البرلمان الأوروبي. وبحسب مصادر أمنية، فإن الموظف المعتقل يعمل لدى النائب في البرلمان الأوروبي، ماكسيميليان كراه، المنتمي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي. ولم يذكر الادعاء العام حتى الآن اسم النائب.

ووفقاً لمكتب المدعي العام الاتحادي، ألقى أفراد المكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا القبض على الموظف أمس (الاثنين)، في دريسدن، وتم تفتيش منازل خاصة بالمتهم.

وذكر الادعاء العام أن الموظف متهم بممارسة أنشطة تجسسية لصالح استخبارات أجنبية في وقائع بالغة الخطورة. ويشتبه في أن المواطن الألماني يان جي يعمل موظفاً لدى جهاز استخباراتي صيني. وبحسب تقارير لشبكة «إيه آر دي» الإعلامية وصحيفة «دي تسايت» الألمانية، يعمل المتهم منذ عام 2019 لدى النائب في البرلمان الأوروبي، كراه.

وبحسب المدعي العام الاتحادي، مرر المتهم على نحو متكرر معلومات حول مفاوضات وقرارات في البرلمان الأوروبي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ويُشتبه أيضاً في أنه تجسس على معارضين صينيين في ألمانيا لصالح الاستخبارات الصينية. ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام قاضي التحقيقات في المحكمة الاتحادية في وقت لاحق اليوم.

وقال المكتب الاتحادي لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليوم (الثلاثاء): «التقارير المتعلقة باعتقال أحد موظفي السيد كراه للاشتباه في قيامه بالتجسس مثيرة للقلق للغاية. وبما أنه ليست لدينا حالياً أي معلومات إضافية حول هذه القضية، سيتعين علينا انتظار مزيد من التحقيقات من قبل المدعي العام الاتحادي». وكانت السلطات الألمانية اعتقلت أمس (الاثنين)، 3 أفراد في دوسلدورف وباد هومبورغ للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين.

وتشتبه السلطات في أن المتهمين، وهم رجلان وامرأة، حصلوا على معلومات حول التكنولوجيا العسكرية في ألمانيا لنقلها إلى الاستخبارات الصينية. وفي وقت الاعتقالات كان المتهمون يجرون مفاوضات حول مشروعات بحثية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لتوسيع القوة القتالية البحرية للصين.


الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار غزيرة وفيضانات جنوب البلاد

تظهر هذه الصورة الجوية  المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية المباني والشوارع التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة في تشينغيوان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات الصينية اليوم (الثلاثاء) أعلى مستوى إنذار في مناطق بجنوب البلاد بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل في مقاطعة قوانغدونغ، وهي الأكبر من حيث التعداد السكاني.

وبات مستوى الإنذار الأحمر نافذاً اعتباراً من الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء في شينزن، وفق ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 17.7 مليون نسمة، والواقعة مقابل هونغ كونغ.

وحذّرت السلطات من خطر «مرتفع للغاية» من حصول فيضانات خلال فترة من تساقط الأمطار الغزيرة يتوقع أن تستمر لما بين «ساعتين وثلاث ساعات».

والأمطار الغزيرة ليست أمراً غير معتاد في جنوب الصين، خصوصاً في الصيف، إلا أنها نادراً ما تحصل خلال فصل الربيع.

وتشهد قوانغدونغ أمطاراً غزيرة منذ الخميس. وهذه المقاطعة هي الأكبر من حيث عدد السكان في الصين مع 127 مليون نسمة، وتحظى بأهمية محورية في قطاع الصناعة، إذ تضم عشرات الآلاف من المصانع، وغالبية إنتاجها مخصص للتصدير.

وأدت الأمطار والفيضانات إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإجلاء عشرات الآلاف من السكان، وفق ما أفادت السلطات في حصيلة صادرة الاثنين.

مشهد من أعلى لمياه الأمطار والفيضانات التي تغمر جنوب الصين (أ.ف.ب)

وتسبّب هطول الأمطار في ارتفاع منسوب الأنهر، وأثار مخاوف من فيضانات «لا يحدث مثلها سوى مرّة واحدة في قرن من الزمن»، وفق السلطات.

انزلاق للتربة

والظواهر المناخية القصوى معروفة في الصين، لكنها اشتدّت في الأعوام الأخيرة في البلد الذي شهد فيضانات غزيرة، وموجات جفاف حاد، ودرجات حرارة قياسية.

ويجعل التغيّر المناخي الناجم عن غازات الدفيئة البشرية المصدر الظواهر المناخية القصوى أكثر شدّة وتواتراً، مع العلم أن الصين هي أكبر ملوِث بهذه الغازات.

وفي سبتمبر (أيلول)، عانت شينزن من هطول أمطار غزيرة كانت الأشد منذ بدء تسجيل الإحصاءات المناخية في العام 1952، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

وفي الأيام الأخيرة، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية أنّه تمّ إجلاء أكثر من مائة ألف شخص في قوانغدونغ، ونقلهم إلى أماكن أخرى، وتم إجلاء جزء منهم من تشينغيوان الواقعة على ضفتي نهر بي في منطقة دلتا نهر اللؤلؤة.

وتسبّب سوء الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة في انزلاقات للتربة في مناطق جبلية.

وفي هذا الإطار، أفادت قناة «سي سي تي في» الحكومية عن إصابة ستة أشخاص على الأقل جراء انزلاقات للتربة في منطقة جيانغوان في شمال مقاطعة قوانغدونغ.

وتُظهر لقطات بثّتها القناة منازل على ضفاف نهر دمّرها سيل من الطين، وأشخاصاً يعالَجون من قبل خدمات الطوارئ في ملعب رياضي غمرت المياه أرضيته.

وحذرت خدمات الأرصاد الجوية من أن المقاطعات المتاخمة لقوانغدونغ، بما في ذلك فوجيان (شرق) وقويتشو (جنوب غرب)، ستهطل عليها أمطار غزيرة.


آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية في 2023

رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان  (إ.ب.أ)
رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان (إ.ب.أ)
TT

آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من الكوارث المناخية في 2023

رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان  (إ.ب.أ)
رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الكازاخستانية يقومون بإجلاء السكان من منطقة الفيضانات في كاراتشاجاناك في غرب دولة كازاخستان (إ.ب.أ)

أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الثلاثاء أن آسيا كانت «الإقليم الأكثر تضرراً من الكوارث» المرتبطة بالمناخ في العام 2023، حيث أودت الفيضانات والعواصف بحياة ضحايا، وكانت لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليستى ساولو في تقرير صادر عن المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن «2023 كان العام الأحرَّ على الإطلاق الذي شهده الكثير من بلدان الإقليم طوال تاريخها، إلى جانب ما شهدته من وابلٍ من الظروف المتطرفة التي تراوحت من الجفاف، وموجات الحر إلى الفيضانات، والعواصف»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وأضافت «أدى تغيّر المناخ إلى زيادة تواتر هذه الظواهر، وتفاقُم شدتها، وهو ما يخلِّف آثاراً بالغة على المجتمعات، والاقتصادات، والأهم من ذلك، على حياة البشر، والبيئة التي نعيش فيها».

وسلَّط هذا التقرير عن حالة المناخ في آسيا في 2023 الضوء على المعدل المتسارِع لمؤشرات تغير المناخ الرئيسية، مثل درجة حرارة السطح، وانحسار الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وهي مؤشرات ستكون لها عواقب كبيرة على المجتمعات، والاقتصادات، والنظم الإيكولوجية في الإقليم.

ففي عام 2023، سجَّلت درجات حرارة سطح البحر في شمال غربي المحيط الهادئ مستويات هي الأعلى على الإطلاق، بل إن المنطقة القطبية الشمالية تأثرت بموجة حر بحرية، وفق التقرير.

وترتفع درجات الحرارة في آسيا بمعدل أسرع من المتوسط العالمي. وهذا الاتجاه للاحترار قد تضاعف تقريباً منذ الفترة 1961 - 1990.

ووفقاً لقاعدة البيانات الدولية للكوارث، أُبلِغ في عام 2023 عما مجموعه 79 كارثة حدثت في آسيا نجمت عن ظواهر جوية، وهيدرولوجية خطيرة. وارتبط أكثر من 80 في المائة من هذه الكوارث بالفيضانات، والعواصف، وأدت إلى وفاة أكثر من 2000 شخص، وتضرُّر تسعة ملايين آخرين تضرراً مباشراً.

وقالت الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ أرميدا سالسيا أليجاهبانا «تأثرت البلدان المُعرَّضة للخطر أكثر من غيرها مرة أخرى في عام 2023. فعلى سبيل المثال، ضرب الإعصار المداري موكا بنغلاديش، وميانمار، وهو أقوى إعصار تشكَّل في خليج البنغال في العقد الماضي. ويرجع الفضل إلى الإنذار المبكر، والتأهب الأفضل في إنقاذ آلاف الأرواح».