فرنسا تدعو لتنفيذ ما اتفق عليه الليبيون في اجتماع باريس

فرنسا تدعو لتنفيذ ما اتفق عليه الليبيون في اجتماع باريس
TT

فرنسا تدعو لتنفيذ ما اتفق عليه الليبيون في اجتماع باريس

فرنسا تدعو لتنفيذ ما اتفق عليه الليبيون في اجتماع باريس

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارة إلى العاصمة التشادية نجامينا، مساء أول من أمس، إلى «فعل كل شيء» من أجل تنفيذ «التعهدات» التي قطعها الأفرقاء الليبيون، خلال اجتماعهم في باريس مايو (أيار) الماضي، لا سيما تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية قبيل نهاية العام.
وقال الوزير الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشادي محمد زين شريف، إن «اجتماع باريس الأخير (بشأن ليبيا) كان محطة مهمة، لأن هناك تعهدات قطعها هذا الطرف وذاك، من بينها خصوصاً جدول زمني»، حدد موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في 10 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مشدداً على أنه «يجب فعل كل شيء من أجل أن تطبّق هذه التعهدات».
بدوره، قال الوزير التشادي إن باريس ونجامينا لديهما «تقارب كبير في وجهات النظر» بشأن الملف الليبي، مشدداً على أن بلاده «تدعم الجهود التي تبذلها فرنسا في سبيل تنظيم انتخابات في ليبيا». وذكر شريف بأنه «في جنوب ليبيا الحدودي مع تشاد هناك منطقة خارجة على القانون، يوجد فيها مرتزقة وعصابات مسلحة، وهذا أمر يشكل تهديداً خطراً لتشاد».
وفي 29 من مايو الماضي جمع مؤتمر باريس لأول مرة الأطراف الأربعة الرئيسيين في الأزمة الليبية، وهم رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري ومقرهما في طرابلس، وغريماهما في شرق البلاد المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ومقره طبرق.
ويومها اتفق القادة الليبيون الأربعة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في 10 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتعهدوا باحترام نتائجها، كما اتفقوا على توحيد مؤسسات الدولة، من بينها خصوصاً البنك المركزي، وذلك لمحاولة إخراج البلاد من الفوضى السائدة منذ التدخل الغربي عام 2011، وسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. كما التزم القادة الأربعة بإيجاد «قاعدة دستورية» للانتخابات بحلول 16 من سبتمبر (أيلول) المقبل، من غير أن يقرروا ما إذا كان ذلك يمر عبر استفتاء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.